توصل مجموعة من العلماء الدوليين من اليابان وأوربا وأمريكا إلي الأسرار الوراثية لأحد النباتات الأولية وهو نبات "أرابيدوبسيس ثاليانا" Arabidopsis thaliana ، الذي ينتمي إلى مجموعة الصليبيات ذات الفلقتين cruicifer.
ويستطيع العلماء من خلال هذا الكشف المذهل رسم خريطة جينية كاملة للنباتات كالخريطة الوراثية للإنسان، كما أن جينات هذا النبات تشارك جميع الكائنات الحية على كوكب الأرض.
ويقرر الباحثون البريطانيون أن معرفة التركيب الجيني للنبات أهم بكثير من معرفة التركيب الجيني للإنسان؛ وذلك لأن النبات أساس للنظام البيئي في العالم أجمع.
وسيؤثر هذا الاكتشاف في جميع الأشياء التي لها علاقة بالنبات، مثل: الطعام، والملبس، والوقود والطاقة، والصبغات والعطور والأدوية وغيرها، ويقدر عدد النباتات المعروفة بـ 250 ألف نبات حول العالم، وبذلك سيعتبر هذا النبات مرجعًا لكل الأنواع الأخرى، وسيتمكن الباحثون أيضًا من إنتاج محاصيل معدلة وراثيًّا أوفر إنتاجًا وألذ طعمًا وأكثر مقاومة للجفاف والأمراض والحشرات بل والتغيرات المناخية، بمعنى أخر سيفسر هذا الاكتشاف جميع القواعد الجينية التي تحدث في النباتات المعدلة وراثيًّا.
أما لعلماء التطور فسيوضح هذا الاكتشاف كيف تطورت جميع النباتات على ظهر الأرض.
والنقطة المهمة هي التي تتعلق بالإنسان حيث يقول "P. Mike Bevanu " المنسق الأوربي لنبات الأرابيدوبسيس: إن هناك 100 جين نباتي متعلق بأمراض جينية عند الإنسان مثل الصمم الوراثي، والعمى، والسرطانات.
وباختصار سيكون الأمر مفيدًا للغاية لصحة الإنسان وأمراض سوء التغذية التي يتحكم فيها النبات، هذا فضلاً عن أن النباتات المزهرة تنتج 100 ألف مادة لا توجد في الحيوان تستخدم في الأدوية ومن ثم سيكون هذا الاكتشاف فتحًا جديدًا في عالم الأدوية.
وهذا النبات له تركيب جيني سهل وبسيط 1/20 من التركيب الجيني لنبات الذرة كمثال ، وأصغر 25 مرة من التركيب الجيني عند الإنسان، كما أن دورة حياته قصيرة ولا يتأثر تركيبه الجيني بتعاقب أجياله لآلاف السنين، وهو متواجد على نطاق واسع في المناطق المعتدلة في أوربا وشرق أفريقيا، وآسيا واليابان.
كل هذه الأسباب جعلت منه الأنسب لهذه الأبحاث وأدخلته التاريخ بهذا الكشف المميز .
قرأ العلماء 115مليون حرف كيميائي سجل على شرائط الDNA الحلزونية، وبذلك يستطيع العلماء معرفة أي جين خلال 18 شهرًا بعدما كان يستغرق الأمر على الأقل 10 سنوات.
ولقد نشرت مجلة الطبيعة العالمية Nature magazine الخبر على واجهة عددها الصادر يوم 14 ديسمبر 2000، وأحصت المواضيع العلمية التي نشرت حول هذا الموضوع والتي وصلت إلى 1.700 في هذا العام فقط.
وهكذا يؤكد العلماء أن علم النبات سيتغير شكله بعد معرفة الأسرار الكاملة لجينات الأرابيدوبسيس أهم وأشهر نبات على الكرة الأرضية الآن.

<!-- / message -->

 

المصدر: صحبه نت
gembany

جمال البيبانى

  • Currently 191/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
63 تصويتات / 1288 مشاهدة
نشرت فى 17 أكتوبر 2009 بواسطة gembany

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

301,818