أسامة ولا إله إلا الله
أرسل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) جيشاً ،
قائده أسامة بن زيد ( وعمره آنذاك قيل : قبل الرابعة عشر والثالثة عشر ، إلى الخامسة عشر )
إلى الحرقات من جهينة على البحر الأحمر .
أتدرون من تحت قيادة أسامة ؟ ومن هم الجيش ؟
أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلى بن أبي طالب ،
والزبير بن العوام ، والقائد : أسامة عبد مولى ،
وكلنا عبيدُاً لله .
وبعض شبابنا اليوم ، عمره : ثلاث عشر سنة ، ولا يعرف شيئاً ؛
لأن من يتربى على جمع الطوابع ، والمراسلة ، يأتي بعقلية مثل هذه العقلية .
أما أسامة فتربى على لا إله إلا الله ،
وتربى على الصلوات الخمس، وعلى قيام الليل ، وعلى تدبر القرآن .
ذهب أسامة ، وقاد الجيوش ، فوصل إلى هناك في جهينة ، فخرجت جهينة تقاتل الصحابة ،
فخرج رجل من الكفار فأتى للمسلمين ، لا يقصد مسلماً إلا قتله ،
فانطلق إليه أسامة فهرب الرجل من أسامة واختفى وراء شجرة فخرج عليه فلما رفع السيف لقتله
قال الرجل : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
فكأن لسان حال أسامة أن قال :
( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً )
(يونس: 91- 92)
فضربه فقتله .
لمن ترفع القضية هذه ؟ قضية شائكة .. إنسان يقاتل ، ثم تذهب إليه فتطارده ،
ثم يقول : لا إله إلا الله ، فتقتله .
رفعت للمصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) ، وأتى الصحابة ،
فأخبروا الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فتغير لونه ، واحمر وجهه ،
ورعد أمره ( صلى الله عليه وسلم ) ، فأشرف أسامة ،
فقال ( صلى الله عليه وسلم ) قبل أن يسلم :
( يا أسامة ، أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ) ؟.
قال : يا رسول الله إنه قالها مستجيراً بعد أن قتل المسلمين .
قال : ( ماذا تصنع بلا إله إلا الله ) ؟
قال : يا رسول الله قالها مستجيراً .
قال : ( يا أسامة ما تصنع بلا إله إلا الله إذا أتت يوم القيامة ) (52) .
موقف تشيب له الولدان .
فقال أسامة : يا ليتني ما أسلمت إلا هذه الساعة ، أجاهد ،
وأقتل مسلماً يا ليتني ما أسلمت إلا الآن ، يا ليتني ما ذهبت في الجيش .
( ماذا تصنع بلا إله إلا الله ) ؟
تأتى لا إله إلا الله في بطاقة فتنزل فتدافع عن صاحبها .
لا إله إلا الله ، من أجلها أقيمت الأرض .
لا إله إلا الله ، أثقل كلمة قالها الناس .
لا إله إلا الله : مفتاح الجنة .
( ماذا تصنع بلا إله إلا الله ) ؟
قال : ليتني ما أسلمت إلا الآن .
حنانيك يا أسامة ، وغفر الله ذنبك يا أسامة ، وعطف الله عليك القلوب ، وقد فعل .
أما الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ، فقد توقف ، وما أفتاه ،
بل قال : ( ماذا تصنع بلا إله إلا الله ) ؟
يعني : احتكم أنت وإياه يوم العرض الأكبر .
وفيه دليل على أن لا إله إلا الله محمد رسول الله مفتاح الجنة .
وعلى أنها تنقذ العبد من القتل في الدنيا ، إن لم يترك الصلاة .
وعلى أنها من أحسن الكلمات .
وعلى أنها عظيمة ، دمرت الأرض من أجل لا إله إلا الله خمس مرات .
(52) أخرجه البخاري في (64) كتاب المغازي (45)
باب : بعث النبي ( صلى الله عليه وسلم )
أسامة بن زيد رقم (4269)
ومسلم في (1) كتاب الإيمان (41)
باب : تحريم قتل الكافر بعد قوله : لا إله إلا الله ، رقم (95) (160) .
ساحة النقاش