نزار جبر

إقتصـــادي، مــالـــي ، سيـاســـي ، ثقـــافـــي ، تجـــاري

1. المحاسبة الابتكارية

قبل الخوض في موضوع المحاسبة الابتكارية نود الإشارة الى أن هذا المفهوم كان احد التطورات الهامة التي ادت بالمحاسبة الى ما هي عليه الآن وما ظهر في الواقع المحاسبي من اخطاء وبدأ مع شركة انرون وانهيارها في امريكا 2001 - 2002 وتجاوزات ادت الى ما نشهده حاليا من ازمة مالية عاصفة قد تطيح بغالبية المعايير المحاسبية المتعارف عليها وتؤدي الى وضع اسس حوكمة جديدة للشركات بدلا من هذه المعايير التي تعتمد على السلوك والإطار الأخلاقي في المعالجات المحاسبية..
في سبعينيات القرن الماضي ظهرت نظرية سميت بنظرية الوكالة وهي تتلخص في ان اصحاب المال اسندوا ادارة شركاتهم الى مديرين نظرا لعدم تفرغهم او اختيار اشخاص مناسبين لإدارة الشركات مقابل ان يحصل المديرين على نسبة من ارباح الشركة وبالتالي كان الهم الأكبر لهؤلاء المديرين هو تعظيم الأرباح حتى يحصلوا في النهاية على عائد أكبر ودخل عال.
وعليه فقد لجأت الإدارات الى الاهتمام بمصالحها الخاصة على مصلحة اصحاب المال من شركاء او مساهمين او افراد ..وظهر من هنا اساليب جديدة في كيفية التلاعب بالمعايير المحاسبية وطرق تحديد الارباح والاهلاكات واثبات الإيرادات ، واتبعت الاساليب الملتوية العديدة التي ادت الى ما عرف بالمحاسبة الابتكارية وظهرت تحت مسميات متعددة :
1- المحاسبة التعسفية : اختيار جبري وقسري لأساليب محاسبية يستهدف تحقيق نتائج مروب فيها وخاصة تحقيق مكاسب عالية سواء كانت تلك الممارسات تحترم أولا تحترم المعايير والمبادئ المحاسبية
2-اسلوب تمهيد الدخل
income smoothing وهو اسلوب اتبع لإزالة التباين والتذبذب الذي يظهر في الارباح على مدار السنوات المالية بمعنى ترحيل الارباح خلال السنوات الجيدة لاستخدامها في السنوات الصعبة القادمة المتوقعة
3-اسلوب إدارة المكاسب
earning managmet
4- اسلوب التقارير المالية المزورة بغرض تشويه التقارير عن قصد
واخيرا جاءت المحاسبة الابتكارية
creative accounting باعتبارها التتويج لكافة الاساليب السابقة والتي تقوم على لعبة الارقام بحيث تشمل الاختيارات العمدية وغير العمدية والتطبيق الخادع وغير الخادع للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها.
ويمكن تعريفها بايجاز على النحو التالي " هي منهجية تستمد من المحاسبة المتعارف عليها فكرها وأساليبها وأدواتها .. وهي تعمل بشكل ابتكاري في تقديم حلول ومعالجات محاسبية لمشاكل قائمة أو محتملة من أجل إكساب القوائم المالية (بما تحويه من قيم) صورة قد تغاير الحقيقة والواقع .. ولكن لأهداف قد تكون مشروعة أو غير مشروعة وفقاً لنوايا من يقوم باستخدامها".

وهنالك بعض الكتب التي تتحدث عن المحاسبة الإبتكارية بهذا المفهوم .
تحليل لأساليب التأثير على النتائج والمراكز المالية وأثرها على جودة المعلومات بالقوائم المالية.
وهذا البحث منشور بمجلة علمية تابعة لأحد الجامعات المصرية\\\ ومن تلك الطرق ماتعتمده في إستخدام الأساليب المحاسبية ومصطلحاتها وطرق تحليل بياناتها مجموعة الشركات المضللة للغير وخصوصا تضليل الأجهزة المالية العامة بغية التهرب من السداد الضريبي عن الأجور والمرتبات وضريبة الدخل السنوي وضريبة النشاط العام الدوري أو العرضي أو إيهام الشركات المنافسة الأخري بالمكاسب الوهمية بغية مشاركتها أعمالها بتقديم إقرارات مالية ومركز مالي مزيف تستخدم المعايير المحاسبية العامة في إسناده وتدوينه.

وكذلك غالبا ماتكون الشركات نفسها التي يملكها ويديرها ممن ليس لهم خبرة محاسبية هي الضحية الأولي لموظفين عديمئ الكفاءة ويفتقرون للأساليب المحاسبية المنهجية وليسو إداريين لهم إطلاع بقدر ما علي التسميات والمفاهيم والمصطلحات المحاسبية ولاكنهم يتقدمون لهذه الشركات  بطلبات للعمل كمحاسبين !!!! ومدراء ماليين بلا كفاءة حقيقية وهنا وبدون قصد منهم بطبيعة الحال تتضارب التقارير المالية التي يعدونها والتي يحاولون صياغتها بالمفاهيم المحاسبية المتعارف عليها وبهذا الشكل تكون النتائج والتقارير المالية المقدمة عبارة عن معايير محاسبية مغلوطة ومتداخلة ومتشابكة البيانات وغير منطقية في جوهرها المادي وعظيمة وناجحة في مسمياتها ومظهرها النظري الخارجي.

((تعقيب  : نزار جبر)) طرابلس ليبيا

 

 

 

المصدر: نزار جبر
gbr

nizar alshzali gbr

  • Currently 112/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
37 تصويتات / 1555 مشاهدة
نشرت فى 29 إبريل 2010 بواسطة gbr

ساحة النقاش

أ. نزار جبر

gbr
»

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

36,009