هـذا المسـجد الذي يعتبره الباحثـون في التـاريـخ المغـربي أنه ليس فقـط مسجداً لأداء الصلـوات، ولكنـه جامعةً علميـة حيث يعد جامع القرويين أول جامعة شُيدت بالعالم الإسلامي، حيث لم تقتصر الحلقات العلمية علي دراسة علوم القران فقط بل امتدت لتشمل كافة العلوم الاخري وظلت منذ تشييدها في أواخر القرن الثالث الهجري، معلمة علمية دينية، ومنارة مشعة في الغرب .
الإسلامي، وهي من بين المعلمات التي جعلت من مدينة فاس عاصمة علمية للمملكة المغربية. وذلك على مدى الإحدى عشر قرنا الماضية من تاريخها ، ومن تاريخ الإسلام والمسلمين فيها، وحتى اليوم.
بنيت الجامعة كمؤسسة تعليمية لجامع القرويين الذي قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني نسبة لمدينة القيروان عام 245 هـ/859م، في مدينة فاس المغربية.
وحسب موسوعة جينيس للأرقام القياسية هإن هذه الجامعة هي أقدم واحدة في العالم والتي لا زالت تُدرس حتى اليوم.
تخرج فيها علماء الغرب، وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركزا للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة. درس فيها سيلفستر الثاني (غربيرت دورياك)، الذي شغل منصب البابا من عام 999 إلى 1003م، ويقال أنه هو من أدخل بعد رجوعه إلى أوروبا الأعداد العربية. كما أن موسى بن ميمون الطبيب والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خلالها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين, لذلك تعتبر هذا الجامع بما لحقه من توسع لجامعة منارة المسلمين في العلوم .