بسم الله الرحمن الرحيم
سألوا رئيس البرازيل ذات يوم فقالوا: كيف حال بلدك؟!.. فأجاب بلا تردد: حال البلد زي الفل.. ولكن المشكلة أن حال المواطنين زي الزفت!!ولم يكن الرجل يبالغ، ولكنه كان يتحدث عن واقع يراه بعينيه.. ففي ذلك الوقت كان معدل النمو في البرازيل مرتفعا.. وكان اقتصادها يوصف بأنه معجزة، ومع ذلك فقد كانت معاناة عامة الناس من سوء الحال، شديدة جداً.. وكان السبب هو أن الثروة كانت في غالبيتها موجودة في أيدي قلة من الناس.. وكان سائر أفراد الشعب يموتون من الجوع!! وكانت معادلة صعبة للغاية.. وكان السؤال هو: كيف يمكن إعادة توزيع الثروة وتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية الحقيقية، دون الوقوع في فخ التأميم، والمصادرة، والملاحقة لأصحاب الثروات.. فهو أسلوب كان له وقته، ولم يعد يجدي في شيء!وكانت الوصفة السحرية لحل هذه المعضلة في البرازيل، وفي غيرها، تتلخص في كلمة واحدة، هي التعليم و تدريب.. ولابد أن كثيرين سوف يتساءلون علي الفور، في دهشة، ويقولون: وما علاقة التعليم بفئة من الناس تلعب بالمليارات.. وفئات أخري لا تجد ما تأكله؟!والجواب هو أن التعليم يظل السلاح الوحيد، الذي يمكن به لأي دولة، إذا أحسنت إدارته، أن تعيد توزيع الثروة فيها لصالح الفقراء، دون أن تستولي بالقوة علي أموال البعض، لصالح البعض الآخر.فأنت، مثلا، إذا لم تكن متعلما، كما ينبغي، فسوف لا يكون لك نصيب من هذه الثروات الهائلة، التي تراها في أيدي الغيرولكن الشاب المتعلم، تعليماً عصرياً جيداً، يستطيع أولا أن ينزل إلي سوق العمل بسهولة شديدة.. ويستطيع ثانياً، أن يجد له موطئ قدم راسخا في أي سوق عمل، وبأجر كبير يتكافأ مع نوعية ومدي جودة ما تلقاه من تعليم وتدريب.. وبالتالي فإن مثل هذا الشاب، وغيره، حين ينزلون إلي سوق العمل، ويحصلون علي أجر له قيمة، فإنهم في حقيقة الأمر يعيدون توزيع الثروة لصالحهم، ولصالح نظرائهم بطريق غير مباشر.. وتنقل الثروات، قليلا.. قليلا، من أيدي فئة صغيرة بعينها، إلي أيدي فئات أخري، تحصل عليها لأنها تستحقها، بموجب مستوي تعليمها و تدريبها المرتفع، الذي يلبي بطبيعته حاجة السوق، إلي خبرات وكفاءات وقدرات!!انتزاع الثروات المتراكمة، في أيدي كثيرين، لصالح الذين يحتاجونها، لم يعد يجري بالعافية، ولا بالسلاح.. ولكنه في العالم كله له طريق وحيد، هو التعليم و التدريب الذي يؤدي إلي إدخال شركاء جدد في ثروات المجتمع، ربما دون أن يدروا.. والسؤال هو: هل نحن علي وعي كامل، بهذه الحقيقة؟! أما الجواب فهو أن الوعي بها وحده لا يكفي، فلابد من أشياء أخري، تجعل من مثل هذا الوعي حركة فاعلة، في أرض الواقع.
أهمية التعليم و التدريب فى مجال المحاسبة على سبيل المثال لابد من القول أن كثير من المحاسبين فى مصر الآن مستواهم المهنى منعدم وذلك لظنهم الساذج أنه يكفيهم الشهادة الجامعية ليصبحوا محاسبين ماهرين ولكن الواقع العملى مروع فنحن كمحاسبين قانونيين كثيراً مايطلب منا ترشيح محاسبين للعمل بالشركات ولكننا نرفض ذلك بشدة لأن مصر لايوجد بها محاسبين مؤهلين يصلحون لإعداد مراكز مالية شهرية بكل مرفقاتها والعجيب .. أن حديثى التخرج يعتقدون أن التدريب على أعمال المحاسبة وإعداد الميزانيات يأتى بعد أن يعملوا أولاً ......فتكون النتيجة مأساوية وذلك بأن يمضون الأيام المتتالية فى الشركات بدون إعداد مراكز مالية صحيحة والنتيجة هى إفساد مهنة المحاسبة وسمعة المحاسبين ويتحول المحاسبين فى الشركات لمجرد أنفار يحملون شهادة جامعة فى محاسبة وتكون كل مهامهم هى إصدار فواتير البيع وإيصالات إستلام النقدية وإذا سئلوا عن المراكز المالية الشهرية ومرفقاتها كأننا نسألهم عن تحقيق المعجزات.. علماً أنه لاتتوفر الآن إدارات مالية جيدة إلا فيما لايتعدى 1% فقط من الشركات هذا على أفضل تقدير ومن المروع أيضاً إن أغلب الشركات التى إنهارت تماماً وأفلست تماماً غالباً أن السبب هو المحاسبين والمديرين الماليين الغير مؤهلين وبالتالى إنعدام نظم الرقابة على أصول وخصوم الشركات وأيضاً بسبب عدم إدراك أصحاب الأعمال لخطورة دور المحاسبين وبالتالى تعيين من يقبلون بأقل الأجور وهم بالتبعية أقل المحاسبين مهارة .. وبالتى تآكل رأس مال الشركات بالسرقات وإتلاف الأصول بأنواعها وضياع حقوق الشركات بدون علم الإدارة إلا بعد خراب مالطة. ( منقول بتصرف)
ت:0482604753/0101308841/25محور خدمات الحى الثانى ـ مدينة السادات
ساحة النقاش