كيف تعيش الأسماك

يوضع هذا البيض البالغ الصغر لسمكة التروتة بين حبيبات الرمل. ويوجد داخل كل بيضة سمكة متكورة غير كاملة يُطلق عليها الجنين والنقطتان الكبيرتان هما عينا الجنين. ويتغذى الجنين بمحِّ البيضة.
يطلق على السمكة التي فقست حديثًا اليرقة أو الفراي. وهي تستمر في سحب الغذاء من مح البيضة بوساطة الأوعية الدموية التي تمتد داخل المح. ويوجد المح داخل كيس المح.

تبدأ كل سمكة حياتها داخل البيضة. وفي البيضة تتغذى السمكة غير كاملة النمو التي تسمى الجنين بالمح حتى يكتمل نموها وتصبح مستعدة للفقس. ويناقش الجزء الذي جاء تحت عنوان كيف تتكاثر الأسماك، أين وكيف تضع الأسماك بيضها. ويطلق على السمكة بعد الفقس اليرقة. تصل السمكة طور اكتمال النمو حينما تبدأ في إنتاج الأمشاج. وتصل معظم الأسماك الصغيرة الحجم مثل القُوبيون والعديد من المنوّة، طور اكتمال النمو خلال بضعة أشهر من الفقس. لكن تصل بعض الأسماك الصغيرة إلى طور البلوغ بعد بضع دقائق فقط من الفقس، ويلزم الأسماك الكبيرة بضع سنين لتصل إلى اكتمال النمو. ويمر كثير من الأسماك بطور أو أكثر من الأطوار اليافعة قبل أن تصبح مكتملة النمو. وتستمر معظم الأسماك تقريبًا في النمو. وقد يزيد حجم السمكة خلال فترة حياتها عدة آلاف من المرات. ومن المحتمل أن تكون بعض أنواع سمك الأسترجون (الحفش) من أطول الأسماك عمرًا. فقد عاش بعضها في أحواض الأحياء المائية مايربو على 50 عامًا. ولمعرفة أعمار الأسماك المختلفة الأخرى في الأسر، انظر: الحيوان.

 

استخدمت سمكة التروتة هذه، وعمرها 3 أشهر، مخزونها الغذائي من المح، وحاليًا تتصيد طعامها. وستأخذ هيئة سمكة تروتة مكتملة النمو. وتصل معظم أسماك التروتة طور اكتمال النمو خلال عامين أو خمسة أعوام.

كيف تحصل الأسماك على الغذاء. معظم الأسماك لاحمة (آكلات لحوم) تتغذى بالصدفيات (الرخويات)، والديدان وغيرها من الحيوانات المائية، وفضلاً عن ذلك تتغذى بالأسماك الأخرى. بل تأكل الأسماك أحيانًا صغارها. غير أن بعض الأسماك أساسًا آكلات أعشاب (نباتية التغذية). وتتغذى بالطحالب وغيرها من النباتات المائية، ولكن معظم الأسماك التي تتغذى بالنباتات تأكل الحيوانات أيضًا. وتعتمد بعض الأسماك على العوالق (الهائمات) بدرجة رئيسية، وهي تشمل الكثير من أنواع السمك الطيار والرنجة. وأضخم ثلاثة أسماك على الإطلاق هي: قرش الحوت وشفنين شيطان البحر الضخم والقرش المتشمس. وبعض الأسماك مترممة (قمَّامة) تتغذّى إلى حد كبير بالنفايات وأجسام الحيوانات الميتة التي تغوص نحو قاع البحر.

 

طعم لحمي ينمو من أعلى رأس السمكة ذات الشص (أبو صنارة)، على اليمين، وخارجًا من الفم في السمك المنجم على اليسار. ويجذب الطعم الدودي الشكل الأسماك الصغيرة. وتتلقف الأسماك ذات الشص والسمك المنجم الأسماك الأخرى بسرعة، ولكنها تتحرك ببطء أغلب الأوقات الأ

وللكثير من الأسماك أعضاء جسمية مكيفة خصيصًا للإمساك بالطعام، وتجذب بعض أنواع الأسماك التي تعيش في قاع المحيط فرائسها بمُغْرٍ وَمْضي، وتتدلى الزعنفة الظهرية لبعض أسماك الشص فوق أفواهها، وتستخدم طُعمًا لجذب الأسماك الأخر ى. ويوجد لأسماك مثل أبو منقار وسمك السيف فكوك طويلة تشبه المنقار تستخدمها لطعن فرائسها أو تمزيقها إلى قطع صغيرة. وأسماك البرّكودة وبعض أنواع البرانيه والقروش معروفة بـأسنانها الحادة كشفرة الحلاقة التي تمزق بوساطتها لحم ضحاياها. ويصعق الأنقليس الرعاد وبعض الأسماك الأخرى فرائسهما بوساطة الكهرباء التي تولدها الأعضاء الكهربائية. وللكثير من الأسماك أسنان خيشومية تشبه المشط، وتقوم هذه التراكيب بتصفية العوالق من الماء المندفع خلال الخياشيم.

 


كيف تسبح الأسماك

كيف تسبح الأسماك. تكتسب الغالبية العظمى من الأسماك قوة دفع بهز زعانفها الذيلية من جانب لآخر بينما تثني بقية الجسم يمنة ويسرة بالتبادل. وتعتمد بعض الأسماك مثل المرلين والتونة بصفة أساسية على حركة الذيل لدفعها بقوة للأمام، بينما تعتمد بعض الأسماك الأخرى بما فيها كثير من أنواع الأنقليس أساسًا على الحركة الانثنائية لأجسامها. وتناور الأسماك بتحريك زعانفها؛ فلكي تستدير ناحية اليسار مثلاً، تبسط السمكة زعنفتها الصدرية اليسرى، ولكي تتوقّف تبسط زعنفتيها الصدريتين.

تتوقف قدرة السمكة على السباحة على شكل وموقع زعانفها. فلمعظم الأسماك القوية سريعة السباحة مثل سمك السيف والتونة، زعانف ذيلية متشعبة جدا أو هلالية الشكل، وزعانف صدرية منجلية الشكل. وكل زعانفها كبيرة نسبيًا. ومن الناحية الأخرى، يوجد لدى معظم الأسماك التي تسبح ببطء مثل البَوفِن وقدِّ الأنهار زعانف ذيلية مستديرة أو مربعة وزعانف صدرية مستديرة.

السمكة المفلطحة التي توجد عيناها على جانب واحد، تستلقي على أرض المحيط حيث تتجه عيناها لأعلى. وتغير هذه الأسماك أنماط ألوانها لتحاكي الخلفية التي تعيش فيها.
الأنقليس الرعاد يصعق أعداءه وفريسته بصدمة كهربائية قوية، وتشمل الأعضاء المولدة للكهرباء معظم الجسم. أما الأعضاء الداخلية الأخرى فتوجد خلف الرأس مباشرة.

كيف تحمي الأسماك نفسها. تعيش الأسماك كلها ـ ما عدا الأنواع الكبيرة منها ـ في خطر مستمر من هجوم الأسماك والحيوانات الأخرى التي تتغذى بها. ولكي تبقى حية، من الضروري أن تكون قادرة على حماية نفسها من مفترسيها. فإذا فقد أحد أنواع الأسماك أعدادًا كبيرة من كلّ جيل وبمعدلات تفوق معدلات الزيادة فلابدّ أن ينقرض ذلك النوع بمرور الوقت.

يعد التلوين الوقائي والتشبه من أكثر الوسائل شيوعًا للدفاع عن النفس. فالسمكة المندمجة مع ما يحيط بها لديها فرصة أكبر للإفلات من أعدائها مقارنة بسمكة أخرى ذات لون وشكل لافتين للنظر. ويعتمد كثير من الأسماك التي لا يمكنها الاندماج مع محيطها على سرعة السباحة والقدرة الفائقة على المناورة للإفلات من الأعداء.

الأسماك المحمية بالأشواك تشمل سمك الشيطان اللاسع، على اليمين، والسمكة الحجرية على اليسار. وتطلق كلتا السمكتين سمًا من خلال أشواكها. وسم السمكة الحجرية أكثر السموم المميتة على الإطلاق في جميع الأسماك، إذ يمكنه أن يقتل إنسانًا خلال بضع دقائق.

للأسماك أيضًا وسائل أخرى للحماية، فبعض الأسماك مثل أبومنقار، والسمك الأنبوبي (أبو زمارة)، وفرس البحر محمية بغطاء سميك من الحراشف أو الصفائح العظمية الثقيلة. ولبعض الأنواع الأخرى أشواك حادة يصعب على مفترسيها ابتلاعها. ولدى الكثير من الأنواع بما فيها عقرب البحر والشفنين اللساع، والسمكة الحجرية شوكة سامة واحدة أو أكثر. وعندما تُهدَّد سمكة الشَّيْهَم تنفخ جسمها المغطى بالأشواك بالهواء أو الماء لتتخذ شكل البالون، فالحجم الكبير للسمكة والأشواك المنتصبة قد تثبط العدو. ويحفر كثير من أنواع الأنقليس التي تعيش على قاع البحر حفرًا تختبئ فيها من أعدائها. وتغوص سمكة المِحلاق في رمال القاع، ويقوم عدد قليل من الأسماك بعكس ذلك. فمثلاً يفلت السمك الطيار والسمك الإبري من الخطر بدفع أجسامه خارج الماء.

كيف تستريح الأسماك. تحتاج الأسماك كغيرها من الحيوانات إلى الراحة. وللكثير من أنواع الأسماك فترات راحة يمكن أن نطلق علىها النوم. بينما يبقى بعضها الآخر خاملاً لفترات قصيرة فقط. حينما تكون الأسماك في راحة فإنها غالبًا ما تواصل تحريك زعانفها كي تبقى في مكانها في الماء.

لا توجد جفون في عيون الأسماك ولذا لا يمكنها إغلاق عيونها أثناء النوم غير أنه من المحتمل ألا تكون السمكة النائمة واعية بالمنبّهات الواردة إلى عينيها. وتنام بعض الأسماك في القاع مستريحة على بطونها أو على أحد جانبيها. وتنام بعض الأنواع الأخرى في وضع أفقي حينما تكون في وسط الماء. أما سمكة المراوغة وهي إحدى أسماك الشعاب المرجانية بالبحر الكاريبي، فتنام في قاع البحر تحت غطاء من الرمل. وثمة سمكة أخرى تعيش في الشعاب المرجانية هي السمكة البَبّغائية المخّططة التي تحيط نفسها بغلاف من المخاط الذي تفرزه من غدد خاصّة في حجراتها الخيشومية قبل الخلود إلى النوم.

وثمّة أسماك معّينة تتنفس هوائيًا، مثل الأسماك الرئوية الإفريقية والأمريكية الجنوبية التي تنام خارج الماء عدة شهور في المرة الواحدة. وتعيش هذه الأسماك في بعض الأنهار والبرك التي تجّف خلال موسم الجفاف. وتكون السمكة مدفونة في شرنقة من الطين الصلب حتّى عودة موسم الأمطار. ويُطلق على هذا النوع من النوم الطويل خلال فترات الجفاف السبات الصيفي وخلال هذه الفترة، تتنفس السمكة قليلاً وتعيش على البروتين والدهن المخزون في جسمها.

آلاف أسماك السردين تعيش معًا معظم الوقت. ولكن قد تتفرق أسماك السرب خلال الليل للبحث عن غذائها. وإذا هددها عدو ما تسبح مرة ثانية بسرعة لإعادة تكوين السرب.
ترُوتة الشعاب والسمك الشفاهي، تساعد الواحدة منهما الأخرى. فتزيل الصغيرة الطفيليات العالقة بخياشيم تروتة الشعاب، وبهذه الطريقة، تحصل السمكة الشفاهية على طعامها وتُنظف تروتة الشعاب من الطفيليات.

كيف تعيش الأسماك معًا. يعيش الكثير من أنواع الأسماك فرادى مستقلة إلى حد بعيد. وتشمل هذه الأسماك معظم الأسماك المفترسة. فمثلاً، كثير من أسماك القرش تصيد وتتغذى بنفسها ولا تنضم إلى أسماك القرش الأخرى إلا خلال موسم التزاوج.

من ناحية ثانية، تعيش أنواع كثيرة أخرى من الأسماك معًا في مجموعات متقاربة ومترابطة يُطلق عليها أسراب وقد تشمل المجموعة أعدادًا قليلة أو كبيرة من الأسماك فمثلاً تتكّون مجموعة أسماك التونة من 25 فردًا. بينما يصل العدد في كثير من أسراب الرنجة إلى مئات الملايين. وتكون الأسماك في سرب ما من الحجم نفسه تقريبًا، ولا يمكن أن توجد الأسماك حديثة الفقس مع الأسماك المكتملة النمو في السرب نفسه. لكن في بعض الأنواع تصبح الأسماك جزءًا من السرب منذ صغرها وتبقى فيه طوال حياتها. وتُكّون بعض الأنواع أسرابًا لبضعة أسابيع فقط بعد الفقس مباشرة. وترتحل الأسماك في السرب الواحد في تكوينات متقاربة ومترابطة دفاعًا عن نفسها ضد المفترسات. ولكن عادة ما تتفرق أسماك السرب خلال الليل لتقتات ثم تتجمع مرة ثانية في الصباح التالي. كما أنّها سريعّا ما تتجمع عند اقتراب أحد المفترسات.

ثلاث من أسماك الريمورا تلتصق بقرش الليمون. ويستخدم سمك الريمورا قرصًا أعلى الرأس ليلتصق به على جسم القرش. وهو أيضًا يتغذى ببقايا طعام القرش.

تكون الأسماك أيضًا أنماطًا أخرى من العلاقات، فمثلاً قد يتجمَّع عدة أفراد من أسماك القدّ أو الفرخ وغيرهما من الأنواع في المنطقة نفسها للبحث عن الغذاء أو الراحة أو وضع البيض. ولكن هذه المجموعة مؤقّتة وليست وثيقة الترابط مثل السرب. وقد تكون بعض الأسماك ومنها أنواع معيّنة من السمك الملائكي والسمك الشفاهي علاقات فريدة مع الأسماك الكبرى من الأنواع الأخرى. ففي كثير من الأحيان، تقوم الأسماك الصغرى بتخليص الأسماك الكبرى من الطفيليّات أو الأنسجة الميتة. وبذلك تحصل الأسماك الصغيرة على غذائها، وتنظف الأسماك الكبيرة في الوقت نفسه.

كيف يمكن للأسماك أن تَتَكيّف مع التغيرات. تحتاج الأسماك أحيانًا إلى التكيف مع التغيرات الحادثة في بيئتها وأكثر تلك التغيرات شيوعًا: 1- التغيرات في درجة الحرارة، 2- التغير في المحتوى الملحي للماء.

بوجه عام، فإنّ درجة الحرارة لكلّ نوع من الأسماك تساوي تقريبًا درجة حرارة الماء الذي تعيش فيه السمكة. فإذا ارتفعت أو انخفضت درجة الحرارة تتكيف السمكة طبقًا لذلك التغير، وتتغيّر درجة حرارة الجسم وفقًا لذلك، ولكن من الضروري ألا يكون التغير في درجة حرارة الجسم أكثر مما ينبغي بل يجب أن يكون تدريجيًا. وتستطيع الغالبية العظمى من الأسماك التكيّف مع تغيرات درجة حرارة الماء حتىّ نحو ثماني درجات مئوية إذا لم يكن ذلك التغير مفاجئًا. ومن المعتاد أن يكون التغير في درجة الحرارة بطيئًا وبذلك تتاح فترة كافية لإتمام التكيف اللازم. ولكنَّ درجة الحرارة قد تنخفض فجأة وبشدة أحيانًا مما يؤدّي إلى قتل الكثير من الأسماك. إضافة إلى ذلك، فإن أسماك المياه العذبة تتعرّض أحيانًا لخطر التلوث الحراري الذي يحدث عندما تصرف المصانع ومحطات توليد الكهرباء الماء الساخن في الأنهار والبحيرات. فقد يكون الارتفاع الناتج في درجة حرارة الماء أعلى بكثير مما تستطيع الأسماك التكيّف معه.

تحتوي كُل من أسماك المياه العذبة والملحة على أملاح مختلفة تحتاجها في غذائها، ولكن مياه البحر أكثر ملوحة من المياه العذبة، ولذا يتحتمّ على الأسماك المهاجرة بين المياه الملحة والعذبة أن تتكيّف مع التغيرات في المحتوى الملحي للمياه. ويمكن لأنواع قليلة نسبيًّا من الأسماك القيام بمثل هذا التكيّف.

تحتوي كلٌّ من أسماك المياه العذبة والملحة على كمية الأملاح الذائبة نفسها في سوائل أجسامها. لكن سوائل الجسم في الأسماك البحرية ليست بدرجة ملوحة ماء البحر نفسها؛ فحيث تعيش السمكة، يمكن أن يتحول الماء من محلول ضعيف إلى محلول قوّي تحت ظروف معينة. وهذه العملية الطبيعية التي تسمّى التناضج تحدث عند وجود غشاء رفيع يفصل المحلولين، ويمكن أن يمر خلاله الماء فقط. انظر: التناضح. يعد كل من الجلد والغشاء الخيشومي للأسماك بمثابة ذلك الغشاء، ولذلك السبب تفقد الأسماك البحرية الماء باستمرار من سوائل أجسامها إلى المياه القوية الملحية لماء البحر، ولكي تعوض الأسماك ذلك الفقد فإنها تشرب باستمرار كثيرًا من الماء. ولكن ماء البحر يحتوي على أملاح أكثر مما تحتاجه السمكة، ولذلك تفرز الأسماك الملح الزائد من خلال خياشيمها وقنواتها الهضمية. وتحتاج الأسماك البحرية لكلّ الماء الذي تشربه، و لذلك تخرج تلك الأسماك كميات قليلة من البول.

أما الأسماك التي تعيش في المياه العذبة فتقابلها مشكلة عكسية مع التناضج، فسوائل أجسامها أكثر ملوحة من المياه العذبة. ونتيجة لذلك تمتّص الأسماك الماء باستمرار خلال أغشيتها. وفي الواقع، تمتص أسماك المياه العذبة ماءً كثيرًا، ولذلك فهي ليست بحاجة إلى شرب الماء. وبدلاً من ذلك، على السمكة التخلّص من الماء الزائد الذي تمتصه أجسامها، ونتيجة لذلك تخرج أسماك المياه العذبة كميّات كبيرة من البول.

كيف تتكاثر الأسماك

تجهز أنثى التروتة في منتصف الشكل الأعلى عشًا لبيضها وتستخدم لذلك ذيلها لتحفر عشها على القاع المغطى بالحصى ولا يساعد ذكر التروتة، على يسار الشكل، في تجهيز العش.
وبعد تجهيز العشّ، يتحرك الذكر بمحاذاة الأنثى، وبينما تضع الأنثى بيضها يطلق الذكر المني الخاص به. ويتحد المني مع البيض داخل العش.
وبعد ذلك، تغطي الأنثى العش لتحميه، حيث تواجه تيار الماء برأسها وتهز ذيلها في الحصى فيحمل التيار الحصى المحرر ليعود ويغطّي العشّ.

تتكاثر جميع الأسماك جنسيًّا. وفي التكاثر الجنسي يتحد حيوان منوي (نطفة) مع بيضة في عملية يطلق عليها الإخصاب أو التلقيح وتكوّن البيضة المخصبة فردًا جديدًا. وتُنتج الذكور المني، والإناث البيض في جميع أنواع الأسماك تقريبًا. وفي أنواع قليلة، ينتج الفرد نفسه المني والبيض جميعًا.

ويتم إخصاب بيض معظم الأسماك خارج جسم الأنثى، وتطلق الأنثى بيضها في الماء في الوقت نفسه الذي يطلق فيه الذكر المني. وتتّم عملية الإخصاب عندما يتلامس بعض المني ببعض البيض. ويطلق على هذه العملية الإخصاب الخارجي ويطلق على العملية كلها التي يتم خلالها إطلاق البيض والمني وإتمام إخصاب البيض عملية إطلاق الأمشاج وتتكاثر كل الأسماك العظمية تقريبا بهذه الطريقة.

وتتكاثر القروش والشفنين والكمير وعدد قليل من الأسماك العظمية كالجبي وسمك البعوض بطرق مختلفة، فيتّم إخصاب بيض هذه الأسماك داخل جسم الأنثى وهي عملية تسمى الإخصاب الداخلي، وينبغي أن تتزاوج الذكور مع الإناث لإتمام عملية الإخصاب الداخلي. ويكون للذكور أعضاء معّينة لنقل المني إلى الأنثى. وبعد عملية الإخصاب، تُطلق أناث بعض الأسماك بيضها في الماء قبل الفقس. ويفقس بيض بعض الأسماك الأخرى داخل أجسامها، وبذلك تضع صغارًا. وتشمل الأسماك التي تحمل صغارًا حية أسماك القرش والشفنين والجبي وأسماك أبي منقار وعقرب البحر.

ويناقش هذا الجزء عملية التزاوج (إطلاق البيض والمني) وهي الطريقة التي تتكاثر بها معظم الأسماك.

الأسماك التي تحمل بيضها وصغارها في الفم (الأسماك الفموية) تحتفظ بالبيض داخل أفواهها حتى يفقس ويحمل هذا الذكر للسمكة ذات الفك ملء فمه من البيض وتحمل إناث بعض الأنواع وذكور أنواع أخرى البيض في أفواهها.
صغير قرش الليمون يُولَد وهو متصل بالأنثى بوساطة الحبل السُرّي وقد يفقس بيض بعض أنواع أسماك القرش داخل جسم الأنثى ويضع بعضها الآخر البيض في الماء.
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 252 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2011 بواسطة gamalh2020

ساحة النقاش

جمال عبد العظيم

gamalh2020
استشاري تصنيع غذائي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

182,166