تسمية الخط العربي بالخط الكوفي
أنشأ العرب الكوفة على مقربة من الحيرة عاصمة اللخميين،
انشأها سعد بن أبي وقاص بأمر من الخليفة عمر بن الخطاببين عامي «۱۶و۱۹ للهجرة»ومنذ ذلك الحين بدأت الحيرة والانبار تفقدان ما كان لهما من أهمية.
ولما انتقل مركز النشاط السياسي الى العراق
وصحبه انتقال مركز الثقافة في خلافتي عمر وعثمان
ثم في خلافة علي بن ابي طالب«ع» ،
انتقلت معه الخطوط المعروفة بـ«المكية والمدنية»الى البصرة والكوفةوعرفت جميعا في العراق باسم الخط الحجازي،
وجاء هذا الخط بصورتيه «اليابسة واللينة» الى العراقبعد الفتح الاسلامي، وتعلمه العراقيون.وتناوله اهل الكوفة بالتهذيب والتنسيق،
ووجهوا عنايتهم اكثر ما وجهوها الى الصورة اليابسة منه
التي كانت تستعمل عادة في الشؤون المهمةمثل كتابة المصاحفوالنقش على العملة وعلى جدران المساجد وعلى شواهد القبور،
وعرفت هذه الصورة اليابسة للخط باسم
«الخط الكوفي» نسبة الى مدينة الكوفةالتي كان لها فضل كبير في تطور هذا الخط.ان تسمية الخط بـ«الكوفي»
ترجع الى مألوف العرب الاوائل في تسمية الخطوط التي انتهت اليهم بأسماء المدن التي وردت منها،
فكما عرف الخط عند عرب الحجاز قبل عصر الكوفةبالنبطي والحيري والانباري،لانه اتى من بلاد النبط والحيرة والانبار،
ثم بالمكي والمدني،لانه شاع في انحاء شبه الجزيرة من هذين الوسطين،عرف الخط العربي في وقت من الاوقات باسم «الكوفي»
لانه انتشر من الكوفة الى انحاء مختلفة من العالم الاسلاميمصاحبا لانتشار الاسلام.وقد ساعد مركز الكوفة العسكري والسياسي والعلميعلى ازدهار هذا النوع الجديد المحسن من الخط
فأصبح يقلد وينتشر وينسب الى الكوفة.
ويُعد الخط الكوفي أقدم خط في بلاد العرب،
وكانوا يعتنون به اعتناءً عظيماً،
وهو جملة انواع منها:- الخط الكوفي التذكاري:الذي استخدم في التسجيل على المواد الصلبةكالاحجار والاخشاب لإثبات الآيات القرآنية والعبارات الدعائية وغيرها.
الخط الكوفي اللين «خط التحرير المخفف».
الخط الكوفي المصحفي:الذي استخدم في كتابة المصاحف الكبرىوظل الخط المفضل لها على طول القرون الثلاثة الهجرية الاولى.
ولقد اعتاد مؤرخو الفنون الاسلاميةتقسيم الكتابات الكوفية تقسيما تقليدياالى الانواع الآتية:
أ- الكوفي البسيط.
ب- الكوفي المورق.
ج- الكوفي ذي الارضية النباتية:«ويسمى الكوفي المخمل».
د- الكوفي المضفور «المعقد او المترابط».
ه- الكوفي الهندسي الاشكال:ومن سلالات هذا النوع الكتابات الهندسية المثلثة او المثمنة او المستديرة،
وهذا النوع زخرفي بحت.
بقي الخط الكوفي مظهرا من مظاهر جمال الفنون العربية والاسلامية،
وتبارى الكتاب في ادخال التحسين على حروفه.
والتفنن في زخرفتها، لأنهم وجدوها تقبل التمشي مع كل فنان
ينتقل بها من جميل إلى اجمل، ومن حسن الى احسن.
والواقع ان الفنان في الكوفة، قد ادرك ما في الحروف العربية
مما يصلح لان يكون اساسا لزخارف جميلة،
فرؤوس الحروف وسيقانها وأقواسها ومداتها وخطوطها الرأسية وخطوطها الأفقية،
قد أوحت اليه بعناصر زخرفية شتى ما كاد يرسمها
حتى بعثت في نفسه شعورا من ارتياح المتفنن الى اثره الجميل.
وقد اثبت الخط الكوفي بأن الخط العربي افضل خطوط العالم للزخرفة.
وقد قال في هذا غو ستاف لوبون في كتابه - حضارة العرب»مانصة :«للخط العربي شأن كبير في الزخرفة، ولا غرورفهو ذو انسجام عجيب مع النقوش العربية،ولم يستعمل في الزخرفة حتى القرن التاسع من الميلادغير الخط الكوفي ومشتقاته».
ساحة النقاش