جماليات الخط العربي:
إن الخط العربي فن من الفنون الجميلة، بجميع فروعه وأنواعه، تبوأ مكاناً سامياً ممتازاً بلغ الذروة والأوج في الكمال، وتصدر جميع الفنون وتوجها، فاتخذه الفنان العربي لغة تخاطب وتعبير، خاطب بها وعبر بها عن ذوق وإحساس فني مرهف.
ويكاد الخط العربي يكون الفن الذي يقابل فن التصوير عند باقي الأمم، بالنظر للعناية الفائقة التي أصابها خلال تطور العصور، وإن كان العرب قد عنوا بالتصوير ولهم فيه بدائع ومدارس لا تنكر، ولكن هذا التصوير لم ينل العناية التي لقيها الخط العربي، وقد أصابه حظ عظيم من الارتقاء والازدهار والتجميل، وقد زخرت المدن العربية والإسلامية بآثار هذا الخط الذي يزين حنايا المحاريب والجدران والمآذن والقباب والمقابر والسبل، والمحال التجارية، والأقمشة، والكتب والقلاع، والسيوف والدروع، والمزهريات والسجاجيد والبسط والملابس، ومنه كتابات على الزجاج، وأخرى على الحديد والنحاس بطريقتي الدهان و الحفر حتى التطعيم أو التنزيل فنزلوا خطوطهم على الخشب بسطور من العاج الأبيض، وعلى الحديد والنحاس بسطور من الفضة والذهب، بل إنه أخذ في زخرف الكتابة بالألوان والأزهار، وأحياناً بالطير والشجر، كما فرش لها الأرضية بالزخارف النباتية الجميلة، وخصها بالتوريق البديع في شدة انسجام، وتآلف الربط، وطوعية تنسيق ودق، وبذلك أضحى للخطاطين خطوة مرموقة ومنزلة رفيعة عند أولي الشأن، كما يتميز به الخط ذاته من مكانة سامية.
2- نظريتان في نشأة الخط العربي:
هناك نظريتان في نشأة الخط العربي الحجازي :
1- نظرية المستشرقين.
2- نظرية علماء العرب.
إن نظرية المستشرقين تتفق مع نظرية علماء العرب في أن الخط العربي مشتق من الخط الفينيقي الذي تولد منه الخط الآرامي والخط المسند، ولكنهم يختلفون معهم في أن الخط الآرامي قد تولد منه فرعان: أحدهما الخط السرياني، والثاني الخط النبطي، ثم تولد من الأول الخط السطرنجيلي، ثم الكوفي، وتولد من الثاني الخط الحيري والأنباري، ثم الحجازي النسخي، ويسقطون من حسابهم الخط المسند تماماً أي خط عرب اليمن، فلا يجعلون له أي تأثير في خط إخوانهم عرب الحجاز.
أما نظرية علماء العرب، فإنها لا تذهب إلى تولد الخط الكوفي من السرياني، وهو يقولون: إن الخط المسند اليمني خطان جنوبي ويسمى الحميري، وشمالي ( ويسميه المستشرقون بالصفوي، والثمودي، واللحياني )، وعن الصفوي تولد النبطي، وعن هذا تولد الحيري والأنباري وعنه تولد الحجازي، وعن الحجازي تولد الكوفي، وهو أصل الخطوط الحالية.
إن الفرق بين النظريتين، أن المستشرقين يستبعدون أن يكون الخط المسند اليمني شمالي وسيطاً في أخذ عرب الحجاز خطهم عنه بواسطة الخط الحيري، وذلك فيما يبدو، لسببين، أحدهما أن الشبه ضعيف بين الخطين، بينما هو قوي بين الخط الكوفي والسطرنجيلي المشتق من السرياني.
3- أنواع الخط العربي :
أشهر أنواع الخطوط العربية المعروفة والمتداولة اليوم هي :
ü الثلث
ü النسخ
ü الرقعة
ü الديواني
ü الديواني الجلي
ü التعليق
ü الكوفي
وكل من هذه الخطوط له أصل تفرع منه، وتاريخ طويل تطور فيه، يقول ابن النديم في
" الفهرست ": الأقلام أربعة وعشرون قلماً، مخرجها كلها من أربعة أقلام، وهي:
v قلم الجليل
v قلم الطومار
v قلم النصف الثقيل
v قلم الثلث الكبير الثقيل
وإن مخرج هذه الأقلام الأربعة من القلم الجليل، وهو أبو الأقلام، وقد تميز كل خط وعرف بأسماء الأقطار التي دخلها الإسلام فكان الخط الفارسي، والعراقي، والمصري، والمغربي، والأندلسي، ولكل منها سمات ومميزات لا تكون في الآخر، لأنه اكتسب في كل من هذه البلاد خصائص محلية تميز بها.
وأصبح الخط وتجويده صناعة نفيسة، وقد قال أحدهم في جارية كاتبة مجودة " كأن خطها أشكال صورتها، وكأن مدادها سواد شعرها، وكأن قرطاسها أديم وجهها، وكأن بيانها سحر مقلتيها، وكأن سكينها سيف لحاظها، وكأن مقطعها قلب عاشقها".
4- أنواع الخط السرياني وفنونه:
1- السطرنجيلي أو المفتوح: ويقال له الخط الثقيل، والرهاوي الذي استنبطه بولس بن عرقا أو عنقا الرهاوي في أوائل القرن الثالث على ما نرى؟ وهو أصل القلم العربي الكوفي، ومعظم مخطوطاتنا القدامى المصونة إلى يومنا مكتوبة بهذا القلم، ودام استعماله على التمادي حتى المئة الرابعة عشرة.
2- السرياني الغربي: وضع في القرن التاسع مختلطاً بالسطرنجيليلي لسهولة استعماله، ولم نزل نميزه حتى أمسى قائماً بنفسه في أثناء القرن الثاني عشر، ومن الممكن أن يكون القلم المسمى السرطا، وبه نكتب الترسبات، ولم نزل عليه واقتصرنا على السطرنجيلي لنزين به رؤوس الفصول.
ومن أقلام الخط السرياني التي اختصت بها بعض البلاد، الأنواع التالية :
· المدرسي ( اسكوليثا ): وهو قلم المصاحف والتحرير المخفف، ويقال له : الشكل المدور، ونظيره قلم الوراقين في ما قال ابن النديم / 987م / في "الفهرست ص18".
· الدقيق
· المقطع
· الأكري أو الأغري
· المضاعف أو المثنى
· الجمرى : نسبة إلى دير جمر الذي بناه ناسك نسطوري حوالي سنة / 670م / وورد ذكره في كتاب العفة لـ يشوعد ناح البصري طبعة بيجان / ص506 /، وذكرت هذه الأقلام في كتاب مصون في خزانة بطريركية الكلدان بالموصل / عدد 111 /.
أما الفرقتان الكلدانية والنسطورية فلهما قلم خاص يعرف بالشرقي، وكذلك كان للروم الملكيين في سورية وفلسطين قلم يتميز عن القلمين الغربي والشرقي وهو أقرب إلى السطرنجيلي، وقد مضى على بطلانه ثلاثة قرون من أن نقلوا كتبهم الطقسية إلى العربية وتبرؤوا من اللغة السريانية.
5- فن التزويق والتزيين:
ولم يقتصر نشاط السريان في أنواع خطوطهم، بل تعدى ذلك إلى فن التزويق الذي قطعوا فيه شوطاً كبيراً كما تدل على ذلك الأناجيل العديدة المحفوظة في مكتبات لندن وفلورنسا والـفاتيكان، ولا سيما المخطوط رقم / 53 /، وهو إنجيل مرتب للقراءات اليومية من مشاهد مزوقة بالألوان رسمتها أصابع فنان كبير لا يزال يثير انتباه الدارسين حتى اليوم، وهو الراهب برصوما من قرية ( برطلي – العراق ).
واشتهروا بفنون التطريز والتصوير والنقش، ومما خلدوه الكتابات والتصاوير الآرامية السريانية في كنيس دورايوربيوس ( الصالحية ) على ضفة الفرات في سوريا مثلاً.
ومثلما نبغ الآباء في تنسيق الأقمشة والأخشاب والجدران بالعاج والصور والزخارف، نبغوا في تزيين الكتب بأروع الرسوم وأبدع الخطوط السريانية منها الأسطرنجيلية والشرقية والغربية، ولا عجب في براعتهم في فن الخطوط وهو مصدرو الحرف، بشهادة مؤرخين كبار من أمثال تيودور الصقلي، و إقلميس الاسكندري، وقد أثبت التحليل العلمي وجود / 16 / خطاً في خطوط الكتابة المنبثقة عن الخط السرياني الفينيقي الأصل.
إن جميع الكتب السريانية القديمة المصونة في الخزائن الشرقية والأوروبية هي أقدم مصاحف العالم، كتبت بالقلم السطرنجيلي على أشكال ثلاثة، غليظ ووسيط ودقيق، مع تفاوت ضئيل في الحسن بينهما، ولتجدن في كثير من مصاحفهم المستبعدة من التنميق والتأنق ما يحكي قطع الرياض، ويضارع الوشي المحبر، ومن الإتقان والتنسيق والجلاء ما يبهر الأبصار، وأغلبها على رقوق مصقولة بلغ فيها صناعها الغاية.
ودون السريان كتبهم بعدة أن أنواع من الخطوط، وكان أقدمها مدوناً بالخط السطرنجيلي، ويفسر بعضهم معناه بخط الإنجيل، ويفسره آخرون بالخط المستدير، فلما انقسم السريان إلى سريان غربيين ونساطرة وملكية; ابتدع كل فريق منهم لنفسه خطاً، ومع ذلك فقد ظل الخط القديم مستعملاً، وصارت المؤلفات تكتب بالخطوط الأربعة: السطرنجيلي، واليعقوبي، وكان يطلق عليه اسم السرطا ( أي الذي يكتب بسرعة )، والنسطوري، والملكي، والخط الأخير مستخرج من الخطوط الثلاثة السابقة.
وأقدم الكتابات السريانية التي بقيت لنا هي كتابات قبور نقشت على أحجار، ويرجع الباحثون أقدم هذه النقوش إلى النصف الأول من القرن الأول، وقد كتب عليه (ص د ن . م ل ك ث ا) أي الملكة صدان، وقد عثر عليه سنة / 1863م / وهو محفوظ الآن بمتحف اللوفر في باريس.
والنقش الثاني غير مؤرخ أيضاً كالنقش السابق، إلا أن الباحثين يرجعونه إلى القرن الثاني، وهو أطول من النقش السابق، وقد كتب عليه ( ا م ش م ش ا ت ت هـ د ش ر د و ب م ع ن و )، وهو منقوش على برج قائم في خربة بجهة سمين فيما بعد بدير يعقوب، واقعة في الناحية الجنوبية الشرقية من الرها، وكان ( فون هلموث موتكيه Von Helmuth Moltke ) أول من لفت الأنظار إلى وجود هذا النقش في سنة / 1839م /.
يقول الدكتور " إبراهيم السامرائي " في مقال له في الثقافة السريانية ما يلي: " أما كتابة اللغة الآرامية فأقدم قلم يعرف لها هو القلم الفينيقي، وقد وجدت كتابات آرامية به في شمالي إنطاكية، وفي خرائب نينوى، وجزيرة أسوان في مصر، ويرتقي عهد أقدمها إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وقد بقي الآراميون يستعملون هذا الخط حتى القرن الأول قبل الميلاد، ثم أخذ أراميو الرها وبابل وتدمر، والجام، وفلسطين، وحوران يتفننون فيه، حتى تفرع منه لكل قوم قلم خاص بهم، وكان القلم الرهاوي المسمى باللفظ اليوناني (الأسطرنجيلي)، ويعني (المستدير) أجمل هذه الخطوط ، ولذلك غلب استعماله في الجزيرة وما بين النهرين والعراق والشام ولبنان، ومن هذا أخذ العرب الخط الكوفي ".
6- الخط الكوفي وأقسامه ومميزاته:
ينتسب الخط الكوفي إلى مدينة الكوفة التي أنشأها سعد بن أبي وقاص بين عامي /17-19هـ/، ويرجع في تسميته إلى مألوف العرب الأوائل في تسمية الخطوط ونسبتها إلى المدن التي ترد منها، ويعتبر هذا الخط من أقدم الخطوط العربية إن لم يكن أباها كافة لأن الأقلام استنبطت منه.
وإن أول من كتب بهذا الخط هم عرب الحجاز، حيث كتبوا بهذا الخط اليابس الجاف، ثم عني أهل الكوفة بعد ظهور الإسلام بتجويد هذا الخط، فهندست أشكاله، وامتدت عراقاته، واستقامت، وتميز عن خط العرب الحجاز، وانفرد باسمه الجديد
( الكوفي )، وأخذ في التطور والازدهار، وأصبح عَلماً لهذه المدينة، وانتشر في أرجاء العالم الإسلامي.
اختص الخط الكوفي بكتابة المصاحف، وتحلت به المباني الجميلة، كالجوامع، والمدارس، والبيمارستانات، ودمغت به النقود.
يقسم الخط الكوفي إلى قسمين بسيط ومزخرف، أما البسيط فهو الكوفي المربع، وهو خط هندسي يمتاز بالجفاف واليبوسة والقوة، وأما المزخرف فهو يقسم إلى الكوفي المروق، والكوفي ذي الأرضية النباتية، والكوفي المترابط، والكوفي المضفر، والكوفي المتشابك، والمورق والمضفر معاً.
ومن مميزات الخط الكوفي على اختلاف أنواعه وأشكاله أنه خط زخرفي اختص به الأمراء والسلاطين، وله قواعد خاصة، وقد وصف الخط الكوفي جملة فقيل: ( يستساغ في هذا الخط على غير عادة، عدم التساوي بين صعوده وحدوده، فهو في مجموعه خط صاعد يقل فيه تحدر الحروف وهبوطها عن مستوى التسطيح أو خط استواء الكتابة، ولا يكاد يهبط من حروفه عن ذلك المستوى إلا عراقات النون والواو، أو كاسات النون والواو، أما بقية العراقات والكاسات، فقد اختزلت في هذا الخط اختزالاً، وأصبح قاعدة من قواعده.
7- علاقة الخط السرياني السطرنجيلي بالخط العربي الكوفي:
هناك براهين ساطعة تؤكد انحدار الخط العرب الكوفي من الخط السطرنجيلي، بل إن السطرنجيلي هو أصل للخط الكوفي، فقد ورد في كتاب " اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية " للبطريرك أفرام الأول برصوم حيث يقول: " ذهب فريق من العلماء إلى أن الخط السرياني أقدم خطوط الأمم، وأن السريان هم الذين علموا الناس الكتابة الأولى، ومنها أخذ الفينيقيون وغيرهم خطوطهم، ولكن وإن لم نجزم بهذا الرأي، إذ يكاد يستحيل بحثه، بحيث يقرر حقيقته، وهو موضوع جد خطير، تتنافس فيه وتتجرأ عليه بعض الأمم، و نجتزئ القول: إن خطنا السرياني من أقدم الخطوط، وقد تقلَّب شكل حروفه على تراخي العصور، ولم يبقى أمامنا من آثاره قبل المسيح إلا سطور يسيرة لا تغني فتيلاً ولا تنفع غليلاً، وجدت مزورة على الحجارة في الرها وغيرها، ونشرها يوحنا شابو و هنري بونيون ".
ويضيف قائلاً: " وأما بعد المسيح فعندنا منه أجلّ أقلامه وأحسنها، الأسطرنجيلي أو المفتوح، ويقال له الخط الثقيل والرهاوي، الذي استنبطه بولس بن عرقا أو عنقا الرهاوي في أوائل القرن الثالث على ما نرى; وهو أصل القلم العربي الكوفي، ومعظم مخطوطاتنا القدامى المصونة إلى يومنا مكتوبة بهذا القلم".
ويؤكد البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث – عضو مجمع اللغة العربية بدمشق – اقتباس العرب الخط السرياني الأسطرنجيلي في كتابه " البراهين الحسية على تقارض السريانية والعربية " في الفصل الثالث على أواصر الأخوة ما بين السريانية والعربية قائلاً ما يلي: " في القرن الأول قبل الإسلام اقتبست العربية من الخط السرياني الأسطرنجيلي أبجديتها وخطها الذي عرف بالكوفي، فاستعمل بعد ذلك لكتابة القرآن، شأن الأسطرنجيلي عند السريان بالنسبة إلى الإنجيل المقدس، وقبل التاريخ المسيحي بأربعة قرون نرى الآرامية تنتشر بشدة في البلاد العربية للعلاقات الوثيقة التي نشأت بينها وبين العرب، وذلك منذ قيام الإمارة الآرامية العربية في البتراء المعروفة بإمارة الأنباط، واستعمالها الآرامية لجميع مرافق حياتها ".
وأجل ما استفاده العرب من الأنباط هو الخط، فمن المقرر اليوم أن منشأ الخط العربي وأصله الآرامي مستمد منهم، في عهد إمارة البتراء وبعدها، وكان لذلك أثر عظيم في الحضارة العربية الجاهلية، وفي تكوين المادة اللغوية العربية في شمالي الجزيرة.
ويعقد العلامة المطران غريغوريوس بولس بنهام فصلاً في علاقة اللغة الآرامية السريانية في العهدين الوثني والمسيحي في كتابه " تحقيقات لغوية في حقل اللغات السامية " فيقول: " أما من الجهة الفنية في الكتابة فما لا شك فيه أن العرب أخذوا خطهم الذي نراه اليوم من الخط النبطي الآرامي، وليس الخط العربي الكوفي إلا الخط الأسطرنجيلي الآرامي بتطور يسير ".
أما المستشرق يوحنا شابو فيقول في كتابه " اللغات الآرامية وآدابها " ما يلي: " وقد انتشر الخط الآرامي انتشاراً خارقاً، وامتد أكثر من امتداد اللغة نفسها، فإنه قد اتخذ صوراً خاصة تتفاوت في البعد عن الصور الأصلية وفقاً للأزمنة والأمكنة عند التدمريين والنبطيين والسريان، وزاد على ذلك أنه استعمل عند الفرس في عهد الإمبراطورية الساسانية لكتابة لغتهم نفسها، ونقله المانيون إلى أواسط آسيا الصغرى، واقتبس المغول أبجديتهم من السريان الشرقيين الذين أنشأوا طوائف مسيحية زاهرة، حتى في الصين منذ القرن الثامن، ولسنا نستطيع أن نبين كيفية اشتقاق الأبجديات الآرامية الواحدة من الأخرى وكيفية تطورها، مع ميل مستمر إلى الأشكال الدائرية إلا إذا رسمنا صورة الحروف نفسها، ودرسنا ما طرأ من الاختصار على الخط النبطي، الذي غدا الخط العربي ".
وقد حصل العبرانيون على أبجديتهم من أجدادنا الآراميين بين القرنين السادس والرابع قبل الميلاد، أما الحروف المربعة التي تطبع بها اليوم كتب التوراة العبرانية فقد نشأت من الكتابة الآرامية، وأخذ عرب الشمال أبجديتهم من الآرامية التي استعملها الأنباط.
وهناك جدول من كتاب ( داي شرفت ) Die Schricht للعالم الألماني "هانس جينسن" Hans Jensen يبين بوضوح تسلسل الأبجدية الآرامية فالنبطية فمشتقاتها الأخرى حتى النسخية العربية.
ويقول الأستاذ محمد عطية الأبرشي : " واللغة العربية الفصحى التي نحن بصدد الكلام فيها، نشأت من الآرامية في الشمال، والسبئية في الجنوب، إلا أن آرامية الشمال تغلبت على السبئية في القرون القريبة من الإسلام ".
ونتيجة لذلك يتضح لنا بجلاء أن الخط الأسطرنجيلي الآرامي هو أصل للخط الكوفي العربي، ونقول هذا خدمة لمحبي البحث والاستقصاء عن الحقيقة.
ساحة النقاش