السلالات الإسلامية الحاكمة الكبريفي حوض البحر المتوسط،
جنبا إلي جنب مع تراثها الفني والثقافي المبهر
هي موضوعكتاب اكتشف الفن الإسلامي في حوض المتوسط الذي صدر عن مشروع متحف بلا حدود متزامنا مع حفل الافتتاح للمعارض الافتراضية الذي أقيم بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار ومتحف الفن الإسلامي ومشروع متحف بلا حدودبخانقاه الغوري أمام مسجد الغوري بحي الأزهرالأثري.وقد شارك في الكتاب الذي صدر علي هامش الافتتاح
أكثر من خمسة وثلاثين باحثا وأمين متحف وخبيرا في التراث الثقافي
من أربعة عشر بلدا في أوروبا، وشمال افريقيا، والشرق الأوسط،
ويحيط الكتاب بتاريخ الفن الإسلامي في ثلاثة عشر بلدا إسلاميامن العهد النبوي حتي نهاية السلطة العثمانية عام 1922.ويقول منظمو ندوة اكتشف الفن الإسلامي في حوض المتوسط انه عمل جماعي، كتب لجميع أولئك الذين يرون ان التاريخ ليس أحاديا،بل هناك عدد من التواريخ يوازي، أقله، عدد الشعوب الموجودة، حيث تقوم فكرة الكتاب علي الرغبة في العمل علي ايجاد فهم أدق للإسلامعبر تقديم وجهات نظر مختلفة في مجال تفسير التاريخ والفن والثقافة.
ويستكمل هذا الكتاب موقف متحفwww.Disooner islamicargالافتراضي
وسلسلته المؤلفة من ثمانية عشر معرضا،
بعنوان:الفن الإسلامي في حوض المتوسط،ويتضمن 380 صورة ملونة ويقع في 272صفحة.ويقول الناشر محمد رشاد الذي أصدر الكتاب:إن مشروع متحف بلا حدود يقوم بإدارة برنامج نشاطات متنوعةمستندة إلي تطوير صيغ عرض جديدة،
قائمة علي استخداممواقع العرض المادية والافتراضية المتكاملة،
ويتمثل الهدف بخلق منبر يمكن المشاركين من بلدان مختلفةمن الالتحاق بـ متحف بلا حدودعلي أساس المساواة والحياد، بعيدا عن التباينات السياسية والاقتصادية.
ان تقديم التاريخ والفن والثقافة من وجهة النظرالمحلية لكل بلد
وقد تأسس هذا المتحف الذي يعد منظمة دولية غير ربحية في عام 1994بمبادرة من إيفا شوبرت فيفيينا بالنمسا.
وعملت المنظمة ـ المتحف، من مقرها في مدريد، بين عامي 1988 ـ 2002 ثم انتقلت إلي بروكسيل في بلجيكا عقب ذلك، بالتوازي مع برنامج المتحفالافتراضي،ويقوم المتحف حاليا بتطوير شبكة معارض فرعية،مصممة بما يتيح فرصة تحويل الأقاليم، أو البلدان الي معارض هواء طلق حقيقية،حيث يتم تقديم المعروضات وتقويمها ميدانيا، في بيئاتها الطبيعية، سياقاتها الثقافية.
وهناك سلسلة معارض لمتحف بلاحدود هي:
الفن الإسلامي في حوض المتوسط، في تركيا غرب الأناضول وتراقيا،
الفن العثماني المبكرـ تراث الإمارات،وفي البرتغال الحسناء المغربية المسحورة،
الفن الإسلامي في البرتغال والمغرب الأندلسي،
وفي تونس حيث ثلاثة عشر قرنا من الفن وهندسة العمارة،
وفي اسبانيا ومدريد وأراجون، وكاستيلا لامانشا، وكاستيلا ليون،وأكستريما دورا، وأندلوثيا،
وكذلك الفن المدجن الذي يجمع الجماليات الإسلامية والفن المسيحي،
وفي الأردن يتابع المتحف الصورة الأموية لصعود الفن الإسلامي،
أما في مصر فيتابع المتحف الفن المملوكي عبر السلاطين وسحرهم،
وفي فلسطين يتابع في الضفة الغربية وغزة : الحج، والعلوم، والتصوف،
وفي ايطاليا يتابع الفن الصقلي النورمانديفي العصر الوسيط،
ويتابع كذلك الآثار الأيوبية في سورية
والجزائر هي آخر تلك الخطوات.وقد تضمن عدد من الأبحاث اللافتة مثل:
حوض البحر الأبيض المتوسط قبل الفتوحات الإسلامية لعائشة بن عبد من تونس،
النبي والخلفاء الراشدون لمحمد الأسد منبرلين،
والأمويون في العاصمة الأولي دمشق لغازي بيشة من عمان،
الزخرفة بالرسوم لـينس كروجر برلين، ومحمد نجار من عمان،
الدولة الإسلامية الأولي لنورة الكيلاني ـغلاسكو ومنيرة شابوتو ـ تونس،
واجتياح الغرب: عاصمة الأمويين في الأندلس قرطبة لمحمد مزين من فاس،
والخط أسمي فنون المسلمين لشولة أقصوي استانبول وخضر سلامةالقدس
وصقلية الإسلامية والنورماندية لبيير باولو راتشيبوبي روما ، واتوري سيساباليرمو
والفاطميون، قرنان من التفوق أولريكه الخميسي رو أدنبرة ،
والنساء والسلطة في حوض البحر المتوسط الإسلامي لجميلة بينوس تونس ،
والغرب الإسلامي بعد الامويين لجاسيار آراندا مدريد وكمال الأخضر من الرباط،
والهندسة الإسلامية: فلسفة الفضاء لنعيمة الخطيب بوجيبار الدار البيضاء ،
والمغرب الاوسط: هزيمة المعارضة لفريدة بنويس، وبوسعد وادي الجزائر ،
وجعلنا من الماء كل شيء حي ، الماء في الإسلام لشيلاكاتبي لندن ، وزينة تقي الدين دمشق ،
وفن المدجنيين، التراث الإسلامي فيالبرتغال واسبانيا المسيحيتين
بالاضافة الي عدد آخر من الدراسات والأبحاث التي شملها الكتاب.وفي تقديمها تذكر إيفاشوبرت الرئيس التنفيذي لمتحف بلا حدود
أنكتاب الفن الإسلامي في حوض المتوسط، ليس مجرد كتاببل هو نتاج وشاهد تعاون فريد بين اشخاصعازمين علي جعل الفن سفيرا أساسيا لعدد من التجارب التاريخية المختلفة،ومؤمنين بقوة تعبير الفن، علي صعيد التفاهم والاحترام المتبادلين،وتضيف انه علي امتداد نحو ثلاث سنوات،
دأب 150 خبيرا، من 16 بلدا مختلفا، وعبر تسع لغات متباينة،
علي العمل معا، في سبيل ايجاد اكبر متحف في العالم:
نمط جديد لمتحف افتراضي، يزاوجبين المواقع المادية والافتراضية،
في متحف حقيقي بلا حدود، حيث تترابط معروضاتالمتاحف المختلفة،
جنبا إلي جنب مع الأوابد والمواقع الأثرية في البلدانالمتباينة.وتردف إيفا موضحة: إن التراث الفني للحضارة الإسلامية في حوض البحرالمتوسطهو موضوع المجموعة الدائمة الأولي لهذا المتحف،
وهذا الكتاب هو البيان العرضي الأول الذي ينشره موقع متحف بلا حدود الافتراضي،
في سلسلة مؤلفة من 18 متحفاافتراضيا،
تدعو الزائر إلي اكتشاف الفن الإسلامي في حوض المتوسط.
وفي تقديم ثان
يشارك الباحثون: محمد عباس، ومحمد نجار، وباري وود مؤكدينأن فنون المناطق الإسلامية في منطقة البحر المتوسط تقدم تنوعا رائعا وأصيلاوعندما توضع هذه الأعمال الفنية في أوساط المتاحف ـ أيا كان توضّعها ـفإنها بطريقة ما تلعب دور السفراءالذين يمثلون ماضياً لشعوب تتهامس أصواتها في آذان زوار المتحف محدثينه عن الطريقة التي عاشوا بها، وعما أبدعوه ليضفوا الزينة علي عالمهم،إلا أنهم عندما تؤخذ هذه الأعمال علي حدة، وحتي عند عرضها في أحد المتاحف، تتناقص قدرة كل تحفة منها عليالتواصل بفعل قيود معينة، من بينها عدد التحف التي يمكن عرضها في أحد المعارض،وخبرة منظمي المعرض، والمساحة المخصصة للملصقات التعريفية، وما إلي ذلك.
والآن، ومع مشروع اكتشف الفن الإسلامي فقد تم الجمع ما بين مجموعة مذهلة من الأعمال الفنيةالإسلامية وذلك في تشكيلة غير مسبوقة تدمجها جميعا في متحف واحد متميز و بلا حدود ،
تم جمعها في كيان واحد متكامل لتنوير المشاهد المهتم.
وتقول مديرة المتحف
إن ما سنستقيه من تلك الآثار سيساعدنا علي تبني منظور جديد مهمحول تاريخ وثقافة منطقة البحر المتوسط.
وتؤكد إيفا شوبرت
أنه من المهم أن تدرك مثلا أنأعمق اصول الفن الإسلامي تقبع في أواخر فترة الفن العتيق لمنطقة المتوسط،
ولعله من غير المتوسع ان يؤدي استيعاب هذه الحقائق الي الكشف عن العلاقة الوثيقة بين الفن الإسلامي والفن الغربي، فقد تطورت تلك الأشكال مع تطور الحضارات التي أبدعها مما تمخض عنه نطاق عريض من البراعة الفنية التي تنتزع إعجابنا في المتاحف اليوم.
ومن المهم أيضا التأكيد علي حقيقة أن الفن الإسلامي ليس فنا للدين وانما للثقافة،
لم يكن الفن الإسلامي من البداية فنا ولا كان فنا مقصورا علي المسلمين،
كما استفادت من نتاجه وتمتعت به مجتمعات داخل العالم الإسلامي وخارجحدوده،
وبالفعل،فعلي مدي القرون أثبتت المعايير والأساليب الفنيةالتي تطورت في فن منطقة المتوسط الإسلاميةقابليتها علي الانتقال وتخطي الحدود الثقافية،ويبدو ذلك جليا في الحماس الذي تلقي به الأوروبيون في العصور الوسطيوبدايات العصر الحديثمصنوعات من جيرانهم المسلمين،سواء كتحف فخمة، وكذلك كمصدر إلهام لتصميماتهم الخاصة،فعلي سبيل المثال تم تحويل أواني الصخور الكريستالية الفاطمية إلي حافظات للرفاتوتم حفظها في خزائن الكنائس، كما تم تعليق الحرير الناصري كخلفيات لأعمال النحت، فيما تم تمجيد السجاجيد العثمانيةكرمز للترف في لوحات كبار الفنانين مثلهانز هولباين . إن الحيوية التي اكتسبتها التجارة عبر أنحاء المتوسطلهي تذكرة علي مدي قوة الروابط بين الجزأين الأوروبي والإسلامي من المتوسط،وهي قيمة عظيمة بشكل واضح،كما أن تلك الأعمال التي تنم عن الرقي والجمالتمثل دليلا قاطعا علي الروابط التي طالما ربطت ما بينبلدان المنطقة الثقافية الأوروبية المتوسطية،
وبذلك فإنها لا تكتفي بتقديم المتعة الفنية فحسب،
ولكنها ايضا تقدير بليغ لشعوب وثقافات المنطقة التي تشارك فيها.
محمد عباس سليم مدير متحف الفن الإسلامي، إنعام سليم منسق المشروع في مصر
ومحمد رشاد رئيس الدار المصرية اللبنانية التي اصدرت كتاب المعرض،
ونورة الجيلاني أمينة متاحف غلاسكو باسكتلندا،
كما تم توجيه كلمة ترحيب عبر الفيديو من بينتيا فيريوفالدنرمفوض العلاقات الخارجية وسياسة الشراكة الأوروبية،كما شاركت في الافتتاح الرسمي للمعارض الافتراضية الأميرة سمية الحسين من الأسرة الحاكمة بالأردن، والسيدة إيفا شوبرت رئيسة منظمة متحف بلا حدود.وعلى العموم فإن الزائر للمعرضيمكنه استكشاف 13 قرنا من التاريخ الإسلامي
ابتداء من الخلافة الأموية 661ـ 750هجرية،
وحتي نهاية الامبراطورية العثمانية في عام 1922،
وذلك من خلال 244 أثرا تاريخياو603 قطع متحفية
من 40 متحفا في 14 دولة.
عن القدس العربي بتصرف
ساحة النقاش