خبراء فى مجال الأسماك

الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

الإدارة العامة للتطوير والإرشاد

تغذية الأسماك

1- سيلاج الأسماك

 

 مادة علمية : طبيب بيطري / مجدي عباس صالح

مقدمة

السيلاج قفزة للمستقبل

عزيزي المزارع السمكي ... إن التغذية الناجحة هي من أهم مقومات النجاح لعملية استزراع وتفريخ وتربية الأسماك وخاصة إذا كانت المزرعة السمكية أو حوض الاستزراع السمكي يحتوى على أنواع مختلفة من الأسماك أو تتبع إدارة المزرعة أسلوب الاستزراع المكثف.

وفي هذه النشرة عزيزي المزارع نحاول أن نقدم إضافة جديدة لتدعيم خبراتك وقدراتك على الإنتاج والتنمية وهى سيلاج الأسماك.

عليقة الأسماك

عليقة الأسماك كغيرها من علائق الحيوانات الأخرى يجب أن تفي باحتياجات هذه الحيوانات من العناصر الغذائية الرئيسية من النشويات والسكريات والدهون والبروتين والأملاح والفيتامينات.

والعامل الحاسم في نجاح العليقة هو التوازن في مكوناتها .. وبالتالي يمكن تحقيق أعلى إنتاج بأقل التكلفة.

والمشكلة الرئيسية التي تجابهنا محليا عزيزي مربى الأسماك تكمن في توفير الكميات اللازمة من البروتين عامة والحيواني خاصة وهو أغلى وأهم مكونات عليقة الأسماك.

 ومن المعروف أن المكونات الرئيسية الأخرى للعليقة مثل النشويات والدهون يمكن أن نحصل عليها من مخلفات الزراعة وبأسعار معتدلة نسبيا ويتم توفير البروتين أيضاً من البذور الزيتية في صورة الكسب مثل كسب بذرة القطن والسمسم وفول الصويا أو من البقوليات.

ولكن تذكر أن...

البروتينات النباتية لا تفي بكل الحاجة الضرورية للأسماك من البروتين مما يستلزم تحسين هذه البروتينات النباتية بإضافة بعض البروتينات الحيوانية للعليقة.

وقد جرت العادة حتى الآن أن تكون إضافة البروتين الحيواني في صورة مسحوق الأسماك أو مسحوق الدم ومخلفات الذبح وكل هذه المواد تشكل مكونات رئيسية في أعلاف الدواجن، وبالتالي ومع التوسعات الهائلة في مشاريع إنتاج الدواجن أصبح المعروض من هذه المواد الضرورية غير كافياً لسد حاجة السوق المحلى مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بصورة ملحوظة وأصبح من العسير شرائها وإضافتها إلى علائق الأسماك.

البروتين ونمو الأسماك

لقد أثبتت كل التجارب التي أجريت على أساليب تغذية الأسماك سواء المحلية منها أو العالمية وفي مختلف نظم الاستزراع المكثفة أو شبه المكثفة بأن الإضافات البروتينية الحيوانية لعلائق الأسماك تعطى نتائج اقتصادية هائلة حيث يتزايد معدل نمو الأسماك وبالتالي تزيد إنتاجية الفدان في الموسم الواحد بنسب تصل إلى ضعف النسب الناتجة في حالة العلائق الخالية من 5 البروتين هذا علاوة على أن البروتين الحيواني يعد غذاءً أساسياً لبعض أنواع الأسماك.

ومن هذا يتضح أن إضافة البروتين الحيواني بنسبه القليلة جداً إلى مكونات عليقة الأسماك يحولها إلى طاقة نمو تدر ربحاً يبلغ أضعاف التكلفة الأساسية.

والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية من منطلق تحملها لمسئوليتها القومية ومشاركة منها في البحث لحل مشكلة غذاء الأسماك لرفع الإنتاج السمكي والخروج من أزمة البروتين الحيواني تجند طاقتها كلها لحل هذه المشكلة ... ولعلك عزيزي المزارع السمكي تجد في هذه النشرة حلا لتوفير حاجتك من البروتين الحيواني لغذاء أسماك مزرعتك ... باستخدام السيلاج والذي أخذ العالم في استخدامه في الآونة الأخيرة ... في المزارع السمكية بعد نجاح هذا الأسلوب اقتصاديا وتطبيقيًا.

ما هو السيلاج؟

يطلق لفظ سيلاج على أي مكون أو تركيبه غذائية تحفظ برفع حموضتها ويتم ذلك غالباً بإضافة الأحماض ولعل معظم المزارعين لهم معرفة بالبرسيم المخلل والذي يسمى أيضاً بالسيلاج وسيلاج الأسماك الذي نشير إليه عزيزي مربى الأسماك هو الأسلوب الحديث الرخيص البديل عن التجفيف في حفظ البروتينات الحيوانية الخاصة بالأسماك بغرض استخدامه كإضافة بروتين حيواني لمكونات علائق الأسماك.

مميزات السيلاج

لماذا السيلاج؟

     للإجابة على هذا السؤال نلخص أهم مميزات السيلاج في النقاط الآتية :-

1-    رخص تكلفة تصنيعه وبالتالي رخص تكلفة سعره.

2-    بساطة طريقة تحضيره وعدم الاحتياج إلى آلات معقدة أو متخصصة.

3-    طول مدة حفظه في ظروف التخزين العادية دون فقد خواصه الغذائية.

4-    إمكانية تصنيعه من مخلفات الأسماك أو الأسماك الصغيرة (العفشة) الناتجة من المزارع السمكية بأي كمية تتوفر وفي أي وقت!!

5-    سهولة خلطه مع باقي مكونات العليقة واحتفاظه متجانساً معها وعدم تفككه منها في الماء.

 

ونتنأول النقاط المذكورة تفصيلا

أولا : رخص تكلفة التصنيع ورخص سعر المنتج

تنحصر تكلفة تصنيع السيلاج من الأسماك في :

1-    ثمن عفشة الأسماك (وهى في العادة منخفضة) أو مخلفات الأسماك.

2-    ثمن الأحماض التي تضاف إلى الأسماك.

3-    العمالة.

4-    أوعية الحفظ والتخزين.

 

وعادة ما يتكلف حفظ الكيلوجرام من 1.5- 3 قروش أحماض ومواد حافظه وتعتمد التكلفة على طول مدة التخزين المطلوبة لحفظ المنتج في صورته المقررة دون خلط بالإضافة إلى 1-1.5 قرش لكل كيلوجرام تكلفة أوعية حفظ وعمالة وهذا السعر يقل عن خمس تكلفة الطاقة الحرارية اللازمة لتجفيف 1 كيلوجرام من الأسماك التي تعطي ربع ك بودرة.

 

ثانياً : بساطة التحضير

تتلخص عملية تحضير السيلاج في هرس أو فرم الأسماك أو مخلفاتها ثم إضافة مواد الحفظ إليها وتعبئتها في براميل من البلاستيك المغطاة أو في أكياس بلاستيك سمكية أو في أحواض حفظ مغطاة وغير منفذة للسوائل.

 

ثالثاً : طول مدة الحفظ في ظروف التخزين العادية

يظل السيلاج الذي تم تحضيره بالطرق الصحيحة صالحاً لمدة 9 شهور دون – تغير في خواصه طالما وضع في أوعية مغطاة جيداً سواء كان ذلك بالتخزين في غرف مقفلة أو مخازن خاصة مما يقلل من تكاليف تحضيره.

 

رابعاً : إمكانية تصنيعه أولا بأول من الأسماك أو مخلفاتها

عملية تصنيع السيلاج لا تشترط توفر الكمية التي تسمى الكمية الحدية الاقتصادية لبدء التشغيل إذ من الممكن تصنيع كل ما يتوفر من أسماك العفشة أو مخلفات الأسماك أولاً بأول وفي أي وقت وإضافته للمخزون ابتداء من أجزاء الكيلوجرام وحتى الأطنان.

في حين تشترط عملية تصنيع بودرة الأسماك توفر كمية معينة من الأسماك لتصنيعها والكميات القليلة التي تصنع كي تتحول إلى بودرة الأسماك تتكلف نفس تكلفة الكميات الكبيرة لذلك فلا يتم تصنيع الأسماك إلى بودرة إلا حين تتوفر الكميات اللازمة لكل مرة مما ينتج عنه فقد كميات العفشة الأقل عن حاجة التشغيل في حالة التصنيع إلى بودرة اسماك بينما يمكن تصنيعها وحفظها كسيلاج.

 

خامساً : سهولة خلطه بباقي مكونات العليقة الجافة

كما تعلم عزيزي المزارع لا يوجد بالأسواق المصرية حتى الآن عليقة خاصة للأسماك ويتم تغذية الأسماك حالياً على ما يمكن توفيره من الأعلاف في أي صورة كانت سواء من مخلفات المطاحن أو المضارب أو علائق الماشية المركزة أو مخلفات مصانع البسكويت والمكرونة وغيرها وكلها تكون في صورة جافة وخالية من عناصر البروتين الحيواني وغالباً ما تكون نسبة البروتين النباتي بها قليلة أيضاً. لذلك فان السيلاج في صورته الشبه سائلة (مثل العصيدة) يسهل خلطه مع المواد الجافة ليعطيها التماسك المطلوب الذي يقلل نسبة الفاقد الناتج عن النشر ويعطيها الرائحة والطعم الجذاب للأسماك بحيث تقبل على تناولها وبذلك نقلل نسبة الفاقد الناتج من عدم تناول الأسماك لمكونات العليقة تناولاً كاملا.

كيف يتم تصنيع السيلاج؟

عزيزي المزارع السمكي ...هناك العديد من طرق تصنيع السيلاج وهذه الطرق تختلف حسب نوع المناخ والبيئة ونوع الأسماك المستخدمة.

ونقدم لك عزيزي المزارع الطريقة التي تناسب البيئة المصرية وكذلك نوع الأسماك الصالحة علاوة على مناخ مصر المميز وتمت التجارب على هذه الطريقة بالإدارة العامة للبحوث بالهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية وأعطت أفضل فترة حفظ علاوة على معدلات تحول غذائي عالية.

الفكرة والتطبيق

تعتمد الفكرة العامة لحفظ الأسماك ومخلفاتها بطريقة السيلاج على الأساس العلمي لمنع التعفن البكتيري والتي تتلخص في أن الوسط الحمضي لا يشجع نمو بكتيريا بالتعفن على عكس الوسط القلوي أو المتعادل بناء على هذه النظرية فإن الأسماك في الوسط الحمضي لا تتعفن بكتيرياً. كما أن زيادة الحموضة للحد المستخدم في حفظ السيلاج لا يسمح بنمو الفطريات أو ازدهار الخمائر وبالتالي فإن الأسماك تظل محفوظة بمنأى عن تأثير التحليل البيولوجى ولكنها تظل معرضة لبعض التغيرات الكيماوية الناتجة عن أكسدة الدهون ولذلك فإن موانع الأكسدة تضاف للخليط في حالة الرغبة في حفظه لمدة طويلة في صورته الغير مخلوطة.

لوازم التصنيع

يلزم لتصنيع السيلاج الأدوات الآتية :

1- مفرمة لحم أو هراسة (خلاط كهربائي ) ذات قادوس على شكل قمع وتحسب طاقتها على أساس الكمية التي يراد تصنيعها كحد أقصى في اليوم الواحد وعلى سبيل المثال 10-20 كجم / ساعة وتدار هذه المفرمة إما يدوياً أو بالكهرباء وفقاً للكمية التي يراد تصنيعها ويتم تحويل الأسماك أو مخلفاتها عن طريق الهرس أو الفرم إلى عجينة غليظة من اللحم المفروم والعظام والقشور المفتتة .

2- أوعية بلاستيك أو براميل

يمكن استخدام بعض الأوعية البلاستيك أو براميل لها غطاء كما يمكن استخدام بعض الأحواض المبطنة بالأسمنت ومغلفة بالقطران ثم المحارة لمنع التسرب والرطوبة، كما يمكن التعبئة في أكياس بلاستيك وتكوم هذه الأكياس في حفرة منتظمة مبطنة بالأتربة وتغطى الحفرة أو الحوض بالشمع أو الخشب.

3- ساق أو عمود من الخشب للتقليب والخلط.

4- مجارف وكواريك لنقل الأسماك وتحميلها.

5- أحماض

6- أسماك أو عفشة أسماك أو مخلفات أسماك والتي يتوقع توافرها

خلال موسم الصيد في المزارع السمكية.. ونحن نلاحظ توافر كميات كبيرة من الأسماك الصغيرة من البلطي الأخضر وغيره من أنواع البلطي التي تم فقسها في الأحواض أثناء الموسم ولكنها لم تصل إلى الحجم التسويقي هذا بالإضافة إلى الأسماك ذات القيمة التسويقية المنخفضة قبل الصيد، اللبيس والجاميوزيا وكذلك الأسماك التي تهرس لسوء التداول أو تموت أثناء الصيد ولا تصلح للاستهلاك الآدمي.

طريقة التصنيع:

1- يتم تحضير الأسماك التي يراد تصنيعها سواء في طوايل أو زنابيل أو غيرها ويتم غسلها لإزالة الطين والأتربة منها.

2- نأخذ كمية الأسماك بالجاروف وتوضع في قادوس المفرمة وتبدأ عمليات التشغيل والفرم ويتم استقبال الناتج في برميل أو حوض بلاستيك.

3- يتم إضافة الحامض إلى كميات الأسماك التي تم فرمها بعد توفر كمية مفرومة كافية (حوالي 20 كجم أو أكثر حسب الكمية المتوفرة فلو كانت الكميات في حدود مائة كيلوجرام تكون إضافة الحامض كل 20 كجم وإذا كان عشرة كيلوجرام تكون الإضافة كل كيلوجرام)

ويتم التقليب بالساق الخشبية مع الخلط جيدا...

ويلاحظ أن...

ضرورة عدم وضع اليد في المنتج عند صناعته لأن الأحماض لها تأثير كاو على الجلد والملابس...

ويجب إضافة الحامض بنسبة 1-3% حسب مدة الحفظ المطلوبة للمنتج دون خلط وفي درجة حموضة من 3-5 وأهم الأحماض المستخدمة هي حامض الكبريتيك والفورميك والخليك.

4- تنقل كل كمية إلى العبوات المعدة مثل البراميل والأكياس مع إضافة المواد – المانعة للتأكسد على سطح الكمية المعبأة بنسبة كافية.

5- توضع الكميات في مجموعات مرتبة ويكتب عليها تاريخ الصنع بخط واضح ليتم استخدامها حسب أولوية تاريخ التصنيع.

استخدام السيلاج

كيف تستعمل السيلاج؟

يعتمد السيلاج المحضر بهذه الطريقة إلى حد كبير – على نوع الأسماك التي يراد تغذيتها.. ففي حالة تربية الأسماك المفترسة تكون الإضافة من السيلاج في أقصى حدودها ليتم خلط الطبقة الجافة بالسيلاج بنسبة 1:1 ثم تقل النسبة في إضافة السيلاج حسب نوعية الأسماك وبالتالي حاجتها من البروتين الحيواني.

خلط السيلاج

 يكون السيلاج في صورة عجينة لينة ومن الممكن خلطه بأي مواد جافة صغيرة الحبيبات أو أي مواد مطحونة وتعجن دون إضافة أي سوائل أخرى لتتحول إلى عجينة غليظة شبه صلبة ومتماسكة تقدم للأسماك في الأحواض في هذه الصورة أو في صورة جافة ويتم إلقاء هذا الخليط بالجاروف إلى الأحواض ويفضل وضعه على طبالي نصف عائمة بأركان الحوض.

وتتم عمليات الخلط في أي وعاء وبالنسب المطلوبة وفقا لنوع الأسماك التي يراد تغذيتها وتعجن إلى إن يتم الخلط والتجانس بالنسب المطلوبة.

الحبيبات الجافة

يتميز السيلاج بقدرته على حفظ باقي مواد العليقة المخلوطة مما يجعل تجفيفها بالشمس ممكنا دون تعرضها للتلف أو التسويس أو الإصابة بالديدان ومن الممكن تصنيع حبيبات التغذية المطلوبة للأسماك بطريقة بسيطة جداً وبنفس الأدوات المستخدمة في تصنيع السيلاج ولكن تذكر أن...

1-  تؤخذ العجينة جيدة الخلط بالنسب المطلوبة من السيلاج والمكونات الأخرى (دقيق عوارية – نخالة – رجيع...) وتوضع في قادوس المفرمة التي استخدمت لفرم الأسماك بعد إضافة قطعة غيار واحدة وهى (وش المفرمة المثقب) والتي يتم توسيع فتحاته إلى حوالي قطر 1/2 سم مع إزالة سكينة المفرمة.

2-  عند تشغيل المفرمة تخرج العجينة في شكل خيوط اسطوانية يتم استقبالها على لوحة من الخشب ويتم اخذ هذه النواتج أولا بأول وفردها أو نشرها على مشمع أو جوال من الخيش ويترك المشمع أو الجوال في مكان مشمس في الهواء الطلق حتى يجف ثم يعبأ في أكياس أو أجوالة حتى يحين وقت التغذية حيث تتفتت إلى قطع صغيرة طولها 1سم تقريباً وتقدم إلى الأسماك في الأحواض باستخدام الجاروف.

3-    يمكن استخدامه وتقديمه عليقة للأسماك بعد مرور أسبوع واحد من تصنيعه.

 

وفي النهاية أرجو أن نكون قد أضفنا معلومة جديدة ومفيدة في رفع إنتاجية المزارع السمكية المصرية بأسعار رخيصة.

gafrd5

الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية

ساحة النقاش

gafrd5
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

169,497