الحساسية عبارة عن تفاعلات مناعية تحدث في جسم الإنسان ضد الأجسام المستضادة
(Antigens) الناتجة عن تناول أغذية معينة مثل البيض أو السمك أو اللبن أو غير ذلك من الأغذية. أي أن الجسم يعامل المواد الغذائية كمواد غريبة يجب الدفاع ضد وجودها والتخلص منها.
وتنتشر الحساسية الغذائية بين الأطفال بسبب عدم نضج الجهاز المناعي والغشاء المعوي الحاجز. وعندما يحدث إتصال بين الجسم المستضاد والجهاز المناعي مع الغشاء المخاطي الموجود في الأمعاء الدقيقة فإنه يلاحظ حدوث إلتهابات في الأمعاء. كما تحدث اضطرابات في نفاذية الأمعاء ويحدث انتقال للجسم المستضاد عندما يكون الجسم المسبب للحساسية متصلاً بالغشاء المخاطي المبطن لجدار الأمعاء ، وتعمل الميكروبات المفيدة كحائل دون امتصاص الأجسام المستضادة وبالتالي عدم ظهور أعراض الحساسية.
وهناك العديد من الدراسات التى أجريت بهدف معرفة تأثير تناول البكتيريا الصديقة على الحساسية، فلقد وجد أن هذه البكتيريا تؤدي إلى تحسن وظيفة حيث أوضحت الأبحاث التى أجريت على أطفال أعمارهم عامان أن معدل ظهور الحساسية يتوقف على المحتوى الميكروبي في الأمعاء. فالأطفال الذين يعانون من الحساسية تحتوى أمعاؤهم على أعداد قليلة من البكتيريا المفيده بينما تزداد لدييهم أعداد البكتيريا الضارة مثل بكتيريا القولون، والبكتيريا العنقودية. وهذا الاختلاف في المحتوى الميكروبي يؤثر على درجة الجهاز المناعي للطفل وبالتالي على درجة مقاومة الجسم ومن ثم معدل ظهور أعراض الحساسية.
إن تناول البكتيريا الصديقة مثل Lactobacillus GG (توجد في الأغية المتخمره) يؤدي إلى خفض معدل ظهور أعراض الحساسية الغذائية خاصة المتعلقة بتناول بروتينات اللبن، وربما يرجع التغلب على ظهور هذا النوع من الحساسية إلى قدرة هذه البكتيريا على تكسير هذه البروتينات إلى ببتيدات وأحماض أمينية. كما وجد أن إضافة هذه البكتيريا إلى أغذية الأطفال يقلل أيضاً من أعراض ظهور حساسية الجلد ، فعلى سبيل المثال أجريت دراسة في فنلندا عن تأثير تغذية أطفال رضع يعانون من الحساسية الغذائية تجاه اللبن والبيض، على لبن زبادي علاجي وذلك لمدة شهرين فكانت النتائج التي أذهلت أطباء الحساسية أن الزبادي العلاجي قلل معاناة هؤلاء الأطفال من الحساسية بدرجة واضحة جداً.
وهناك العديد من التجارب التى أجريت على موضوع الحساسية الغذائية باستخدام حيوانات التجارب، والتي خلصت إلى أن إحتواء الغذاء على البكتيريا Lactobacillus GG يمنع امتصاص الجزئيات الكبيرة والتى تسبب ظهور أعراض الحساسية الغذائية، حيث أن البكتيريا الصديقة تستطيع إفراز الإنزيمات التى تحلل المواد المولدة للحساسية قبل وصولها إلى الغشاء المخاطي للأمعاء، فمن المفروض عند وصول الجزئيات كبيرة الحجم إلى الأمعاء فإن الغشاء المخاطي له القدرة على تكوين جهاز مناعي يمكنه من حجز هذه المواد. وفي حالة ضعف الجهاز المناعي للأغشية المخاطية وزيادة نفاذية الغشاء المخاطي فإن الجزئيات الكبيرة (غالباً البروتينات) تستطيع الوصول إلى الدم وإلى الأنسجة ومن ثم يبدأ الجسم في تكوين أجسام مضادة Antibodies تتفاعل مع المواد الغريبة مثل (البروتينات) وتعاملها كمستضدات Antigens مما يؤدى إلى ظهور أعراض الحساسية.
ساحة النقاش