مقدمة
لن تتقدم البلاد إلا إذا آمنت بالعلم كطريق مضمون للتقدم الاقتصادي. ولن نحقق تقدم علمي في بلادنا إلا إذا أبدعنا أفكاراً غير تقليدية وفي نفس الوقت تتميز بالبساطة العلمية بعيداً عن الفزلكة والحزلقة التي أضاعتنا على مر السنين الماضية. لقد مللنا من الذين يطلون علينا من شاشات التلفاز ويتحدثون حديثاً وألفاظاً ومصطلحات غير مفهومة بدعوى أنها علم، وكأن العلم لا يجب أن يفهمه العامة، لكن الحقيقة أن المتحدث بهذا الشكل هو الذي لا يفهم ما يقول وفاقد الشيء لا يعطيه، فيا أيها السادة العلماء، رفقاً بنا، خاطبونا بلغة بسيطة حتى تعودونا على حب العلم.
أهمية الخميرة الحمراء
الخميرة الحمراء (أنظر الصورة) إسمها باللغة اللاتينية Phaffia rhodozyma (أصبح لها اسم جديد نقوله للمتخصصين إن شاء الله) وأهمية هذه الخميرة أنها تنتج صبغات كاروتينية، وتختلف الخميرة الحمراء تماماً عن باقي الخمائر المنتجة للصبغات في نقطتين هامتين، الأولى أن هذه الخميرة تخمر سكر الجلوكوز والسكريات الأخرى (مهمة هذه الخصائص في البحث العلمي)، والثانية أن هذه الخميرة تصنع بشكل رئيسي صبغة أستاكسانثين كإحدى صبغات الكاروتين.
إن منتجي الأسماك، والباحثون في هذا المجال والجهات الحكومية المعنية بصناعة المزارع المائية، أجمعوا على ضرورة تدعيم وجبات الأسماك في المزارع المائية وخصوصاً مزارع أسماك السلمون والسلمون المرقط أو التروتة، والجمبري بصبغة أستاكسانثين، وذلك لإكساب لحوم هذه الأسماك اللون الأحمر أو البرتقالي المحبب لدى المستهلك، بالإضافة إلى فوائدها الصحية، حيث ثبت حديثاً أنها مركب مضاد للأكسدة ولها تأثير فعال جداً في إيقاف نشاط الأورام الخبيثة، وتعتبر صبغة أستاكسانثين هي أكثر مكونات العليق تكلفة في صناعة المزارع المائية ، حتى أن الباحثون قدروا ما ينفق في سوق الصبغات المضافة إلى مزارع أسماك السلمون بحوالي 500 مليون دولار سنويا. وعلى الرغم من أن صبغة أستاكسانثين، يمكن إنتاجها الآن صناعياً إلا أن إدارة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة لا تسمح بذلك ولم تعط ترخيص لأي مصنع بإضافة الصبغةالمصنعة إلى العلائق، وذلك لأسباب تتعلق بالصحة العامة .
وقد وجد أن تركيز صبغة أستاكسانثين في هذه الخميرة يتراوح بين 30 و 800 ميكروجرام /جرام خميرة بالاعتماد على ظروف النمو.
نحن في قسم الميكروبيولوجيا الزراعية جامعة المنيا نعد الآن خطة لعمل رسالة ماجستير على هذه الخميرة، للوصول بتركيز صبغة أستاكسانثين، إلى أكثر من 1% من الوزن الجاف للخميرة .
ساحة النقاش