كتب – بهاء الدين عابد
تمكن شخص فنلندي كفيف بالوراثة يدعي ميكا تيرهو، 46 عام، من التعرف علي أحرف وعلي الساعة عبر رقاقة زرعت له وراء شبكية العين. وقال الباحثون الذين أجروا الزراعة لتيرهو في ألمانيا، بأن هذا قد ينجح في المرضي الآخرين مشيرين الي أن هذه الرقاقة تسمح للكفيف الكشف عن الكائنات عبر عيونهم، وقد نشر تفاصيل هذا المشروع البحثي في مجلة الجمعية الملكية بي.
ونجح البروفسور أيبرت زيرينير، من جامعة توبنجن بألمانيا مع زملائه في شركة خاصة في تجربة الرقاقة التي تشبه شبكية العين علي 11 شخصا.
وقال البروفيسور زرينير ل "بي بي سي" أن الأشخاص المكفوفين بحالات متقدمة، لم تنجح معهم الرقاقة، بينما نجحت مع الغالبية في التقاطهم للأجسام اللامعة.
ومع ذلك، فإن الرقاقة بعد زراعتها وراء شبكية العين، في منطقة البقعة المركزية، لثلاثة أشخاص، حققت نتائج أفضل.
وكان اثنين من هؤلاء قد فقدا رؤيتهما بسبب التهاب الشبكية الصباغي، لدي أحدهم، وهو وراثي، والآخر لأسباب وراثية أخري.
وتجدر الاشارة الي أن التهاب الشبكية الصباغي يؤدي إلي تراجع تدريجي لخلايا شبكية العين، مما يؤدي إلي العمي الليلي، والرؤية الضيقة، ومن ثم العمي الدائم.
ويمكن أن تبدأ هذه الأعراض من مرحلة الطفولة المبكرة.
وقد حققت التجربة أفضل النتائج مع تيرهو، الذي استطاع التعرف علي أدوات المطبخ، وكوب علي منضدة، وتعرف علي الساعة عبر ظلال مختلفة من اللون الرمادي.
كما انه كان قادرا علي التحرك بشكل مستقل والاقتراب من الناس.
وفي المزيد من الاختبارات قرأ تيرهو الحروف الكبيرة المبينة أمامه، بما في ذلك اسمه، والذي كانت يحتوي أخطاء إملائية بشكل متعمد.
وقال تيرهو لـ "بي بي سي": "ثلاثة أو أربعة أيام بعد غرس الرقاقة، وبعد الالتئام، كان هناك نجاح باهر، ونشاط لم اعهده من قبل.
نور يظهر أمامي، ويوم بعد يوم، وبعد الممارسة، بدأت أري أفضل وأفضل".
وسرعان ما بدأ تيرهو بقراءة الرسائل عن طريق تدريب عقله علي تركيب الخطوط.
وقد أزيلت الرقاقة حالياً لتطويرها بنسخة جديدة.
وتعمل الرقاقة عن طريق تحويل الضوء الذي يدخل العين إلي نبضات كهربائية تغذي بدورها العصب البصري وراء العين.
وقد كانت الرقاقة في التجربة الأولية مدعومةً من الخارج بكابل، الذي يخرج من الجلد من خلف الأذن ليوصل ببطارية.
ويختبر فريق البحث حالياً تطوير الرقاقة بحيث تزرع من تحت الجلد وتربط بالأذن.
ساحة النقاش