دكتور/ محمد عبد الغنى

دكتوراة فى العلوم الزراعية (أراضى)

 النباتات المائية في البحيرات المصرية

 

توجد النباتات المائية بأنواعها المختلفة في البحيرات الطبيعية أو الصناعية والبرك والمستنقعات والأنهار والمناطق الغدقة.

والبحيرات الطبيعية المقصود بها في مصر البحيرات الشمالية وتشمل:

المنزلة – البرلس – ادكو – مريوط - البردويل.

ويستثنى من هذه البحيرات البردويل حيث لاتوجد النباتات المائية نظراً لشدة ملوحتها. حيث تتراوح مابين ملوحة البحر 35جم/لتر وتزداد إلى حوالي 90جم/لتر حسب الأماكن عمقها وقربها وبعدها عن البواغيز.

أنواع هذه النباتات من حيث موقعها منها السطحي(Floating والقاعي (Submerged ) أو النصف قاعي   (semi Floating) وسوف نركز على النباتات الطافية حيث أنها هي التي تسبب مشاكل ظاهرة في تلك البحيرات.

النباتات السطحية أو الطافية –وتطفو هذه النباتات لعدة أسباب منها أن تكون أوراقها عريضة أو لها مجموع جذرى كبير أو وجود انتفاخات تمكنها من الطفو على سطح الماء –وهي تساعد في الحد من أشعة الشمس فتوفر ظلا لكائنات الماء وتمنع الضوء عن الطحالب فتساهم في القضاء عليها. وأغلب هذه النباتات استوائية – درجة الحرارة المناسبة لها في الماء من 25-30ْم وأهم هذه النباتات الهيش – البوص- وورد النيل . ويعتبر ورد النيل. ياسنت الماء من أوسع النباتات انتشاراً في كافة المناطق –موطنه الأصلي أفريقيا وحوض نهر النيل وهو محب للرطوبة والحرارة ونظراً لسرعة تكاثره فقد انتشر بسرعه في النيل بدرجة كبيرة حتى اصبح  الآن يمثل عائقاً ملاحياً كبيراً في النيل والبحيرات والترع والمصارف كما يسبب هدر كبير للمياه ويتكون ورد النيل من جذور خيطية يقوم بالتبادل الغازى وأوراقه مستديرة منتفخة تساعد على طفو النبات –وله ازهار بيضاء إلى بنفسجية جميلة.

وتمثل هذه النباتات بأنواعها المختلفة حوالي 1/4 – 1/2 مساحة البحيرات.

والعوامل التي تساعد على انتشار هذه النباتات أهمها في البحيرات المصرية:-

1-عذوبة المياه لكثرة المياه التي تصب بها من المصارف الزراعية والصرف الصحى وتتراوح ملوحة البحيرات الشمالية عدا البردويل من 2-6جم/لتر.

2-إطماء البواغيز (وهي فتحات بين البحيرة والبحر ) حيث تؤدي إلى قلة تبادل المياه بينهما وبالتالي زيادة عذوبة مياه البحيرات مما يساعد على انتشار هذه النباتات.

المشاكل التي تسببها كثرة هذه النباتات عن الحد المناسب :-

1- تشغل حيز كبير نسبياً من المسطح المائى مما يعيق عمليات الصيد القانونى الحُر بالبحيرات.

2- استخدامها في طرق صيد غير قانونية ضارة بالصيادين عن طريق فرض البعض السيطرة والنفوذ على مساحات من المسطح المائى باستخدام بعض أنواع النباتات وخاصة ورد النيل في عمل البشاتين والزلاليق

3- استهلاكها كميات كبيرة من المياه مثل النباتات العصيرية كورد النيل وبالتالي تقلل من عمود المياه داخل البحيرات مما يؤثر على الحجم التخزيني الصالح لتربية الأسماك.

4- تمركزها بكثرة على شواطئ وحواف البحيرات  يغير من طبيعة هذه الشواطئ ويؤدى إلى تلوث المياه بهذه المناطق (عطانة المياه).

5- يشجع تواجد هذه النباتات على ردم وتجفيف شواطىء البحيرات الشمالية (باعتبارها مناطق تالفة على حد قول البعض) بواسطة مصاصي دماء الشعب من مافيا الاراضى الذين يتخفون وراء مشاريع الاستزراع السمكي حيث يقومون بعمليات التجفيف واستغلال هذه الأماكن في الاستزراع النباتي أو أراضي بناء حيث يحققون أرباحاً طائلة من وراء ذلك.

الفوائد التي تتحقق بوجود هذه النباتات:

1- تعتبر عائق طبيعى للصيد الجائر وبالتالي يقل استنزاف المخزون السمكي بها.

2- تعتبر مكان لتكاثر الأسماك وتحضين الزريعة وصغار الأسماك.

3- يمكن الاستفادة منها في زيادة المخزون السمكي  في بعض الأماكن وخاصة الترع والمصارف عن طريق إضافة أنواع جيدة من الأسماك (مشروع مبروك الحشائش).

4- تقوم على بعض أنواعها (الغاب والبوص) عن طريق حش هذه النباتات واستخدامها في بعض الصناعات بواسطة الصيادين.

5- تستخدم في بعض الأحيان كغذاء أخضر لتربية المواشى.

6- تحسين البيئة المائية من ناحية درجة الحرارة والأكسجين وخاصة خلال فصل الشتاء بما يلائم  ظروف أسماك البلطي.

7- تساعد على التمثيل الكلورفيلى (البناء الضوئى) داخل البحيرات وبالتالي زيادة المحتوى الغذائى لعديد من الكائنات الدقيقه الفيتوبلانكتون والزوبلانكتون وبالتالي صغار الأسماك.

هذه  بعض عيوب ومميزات تواجد هذه النباتات فيجب الوصول إلى حل وسط بحيث يحقق اكبر فائدة ويقضى على اغلب عيوبها وهو جعل هذه النباتات على حواف البحيرات بالقدر الذى يلائم تكاثر وتحضين الأسماك الصغيرة والقضاء عليها نهائياً في وسط وأعماق البحيرات والمجارى المائية بالطرق الميكانيكية والبيولوجية.

 أهم المشاكل بالبحيرات الشمالية :-

1- التجفيف سواء طبقاً لخطط الدولة أو بالتعدي بواسطة الأفراد.

2- انتشار النباتات المائية (هيش- بوص- ورد النيل وخلافه).

3- التلوث بكافة صوره وأشكاله  (صناعي- صحي- زراعي).

4- انتشار حرف وطرق الصيد المخالف والجائر.

5- الظروف الصعبة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية لجموع الصيادين العاملين بالبحيرات.

6- ارتفاع قاع البحيرات وإنخفاض منسوب المياه بها مما يقلل الحجم التخزيني المتاح للأسماك.

الحلول المقترحة للبحيرات الشمالية وتنمية نهر النيل :-

1- محاربة التلوث في مصادره المختلفة (صحي أو أدامي – زراعي – صناعي) وذلك بالتنسيق مع وزارات البيئة والري وشرطة المسطحات المائية ووزارة الصناعة والأجهزة المحلية وإنشاء نقاط مراقبة للرصد البيئي.

2- توفير قاعدة بيانات دقيقة وتطويرها وإصدار النشرات الإحصائية التي  تفيد الباحثين والدارسين ومتخذي القرار لتطوير إنتاج الأسماك.

3- تطهير البواغيز ومحاربة الاطماء حتى يستمر التبادل المائي بين البحر والبحيرات ودخول الزريعة إليها والحد من انتشار النباتات المائية – وكذلك عمل أسراب أو قنوات شعاعية من البوغاز إلى بعض الأماكن المتطرفة في البحيرات.

4- مقاومة التجفيف بأشكاله المختلفة للحد من تقلص مساحة البحيرات وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

5- الحسم في مخالفات قوانين الصيد سواء ما يخص نوع الشباك أو الحرفة – أو الأساليب المحرمة في الصيد (مبيدات وسموم – كهرباء).

6- محاولات تدعيم الهيئة بالاعتمادات المالية من وزارة المالية والتخطيط لشراء آليات ومعدات لإزالة البوص والحشائش المائية التي تغطى حوالي 50% - 60% من مسطح البحيرات.

7- الحسم في إزالة التعديات والمخالفات من حوش وسدود وبشانين وزلاليق والحسم ضد أصحاب النفوذ بالبحيرات والمحافظة على المسطح المائى الحر.

8- إنشاء المفرخات البحرية لتوفير زريعة أسماك المياه البحرية وإلقائها بالبحيرات لزيادة المخزونات السمكية بها.

9- متابعة أعمال الحملات الأمنية المكبرة عن طريق شرطة المسطحات لإزالة التعديات بكافة أنواعها.

10- الحد من انتشار الحشائش بكثرة عن طريق عملية الإزالة الميكانيكية أو البيولوجية حيث يؤدى ذلك إلى مضاعفة الإنتاج السمكي مما يكون له مردود اقتصادي.

11- استخدام ورد النيل في أعلاف الحيوانات.

12- محاولة إحياء مشروع تنمية نهر النيل بإلقاء زريعة أسماك البلطي بالتنسيق مع كافة الأجهزة المعنية.

د.محمد محمد عبد الغنى 

مدير عام المرابى والبحيرات

دكتوراة  فى العلوم الزراعية (أراضى)

fish10

دكتور/ محمد عبد الغنى دكتوراة فى العلوم الزراعية (أراضى)

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

22,962