فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

فكرة!!

الكتابة والذات العليا!

ماذا أقصد بالذات العليا؟ إنها بداية ليست الأنا العليا عند (فرويد) والذي أطلق عليها (Super-ego)، وإن اشتبهت بها قليلا، ولكنها تلك الذات التجريدية التي تنظر إلى الحدث بتجريد وتصفه وصفا عاما متشابها، فلا تدخل ذات الكاتب الخاصة في الكتابة، ولا يعني ذلك أن الكاتب يكتب ذاته وأوجاعه الخاصة بطريقة فجّة، وإنما أن ينغرس الكاتب بذاته الكليّة وهو يكتب بحيث يقول كل من يقرأ إنك أنت هنا، ولست هنا أيضاً، وكأنك وحدك استحوذت على الكليات التجريدية فبدت بفكرتك مجبولة بروحك، وصار المألوف جديدا، كأننا نسمعك وحدك، ولم نسمعه من غيرك.

هنا يكمن اختلافك صديقي الكاتب، وهذا مدار الدهشة في كل جديد يُكْتَب، فلا تُعِدْ عليّ قولا قاله السابقون فاستدعته الذاكرة، وطغى على ما تفوهت به، بل عليك أن تتجاوزهم جميعاً فكرةً أو أسلوباً ولو تحايلاً مجازياً، وإن لم تسطع فعل ذلك، فاحذف ولا تبال، ولا تعترف به مولودا يستحق التسمية في سطور الكتب.

فكرة أخرى لازمة وضرورية. عليك ألا تتوقف عن الكتابة أبدا، بل اكتب كلما أقلقتك الهواجس، وحركت يراعك الأفكار، فلا تدر أي فكرة ستقع بين يديك وحيا كاملا سحرياً عبقريا، فاقتنص وصِدْ واكتبْ، وتأمل ما كتبت جيدا، ووازن وقارن، وأعمل عقلك الواعي وكن دكتاتورا في بتر الأعضاء المشوهة ولا يغرنك حسنها الخادع، فإنها تستدرجك لما هو أسوأ، وتقودك إلى حلقات السخرية والاستهزاء والتندر، فكن قيّم نفسك قبل القراء تكن أديبا بارعا وجميلا مدهشا، ولا تقبل بخوادج الأفكار البلهاء ناقصةِ العقل ومعتقلةِ القلب ومكسورةِ الجناح، فإنها ستجعلك لصيق أرض البور في واد غير ذي زرع عند عملك المدنس!

هنا ستتحرر الكتابة من الذات العليا المشوهة وتصبح أكثر دلالة وواقعية وجمالا وتأثيرا، وعندئذ سيكون العمل الجديد عملا يستحق القراءة والإشادة والاحتفاء والاحتفال وتتراكص على ضفاف أنهره العذبة كل الطيور ويتزاحم على مائه كل قارئ مختلف وحقيقيّ؛ لأنه سيجد ما يجعله مقيما ساجدا راكعا بين يدي النصّ، يرتل آياته حتى لو لم يكن متفقا مع الفكرة، ولكنه سيكون منتشيا مأخوذا بسحر غامض يتغلغل داخل النفس ويروي عطشها للجمال والحب ومداعباً الأمل، ومهدهداً الألم، لينام مطمئنا يغيّر أحزانه وأحلامه السوداء العقيمة المدلهمة، يبحث عن مسرب للعيش في دهاليز الضباب الكثيف!

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 31 ديسمبر 2015 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

634,245

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024.

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.