هُـــوَ الليلُ
فراس حج محمد
هو الليلُ بريئا كان ولم يزلْ
من دمي والسهرْ!
هُوَ الليل رفيقي الذي لم يخن
حتى اللحظةْ!
هو الليلُ الذي شدّ الرحالَ إلى الرحالِ
واستراح بيني وبينه من عتابٍ لا ينامْ!
هو الليلُ كان ولم يزلْ
كما ينبغي أن يكونْ
مدمنا على اقتطاع النور المنطفئ في أصابع الجنونِ
المتقد دون رحمةْ!
هو الليل جملة ناقصة يكملها الكائنُ هناك
والمتسلل عبر حلم ميتٍ
لا يتنفس إلا من رئتيّ المثقوبتين به!
هو الليلُ الأمين على الوجعِ الصّافر في لغتي!
هو الليل وفيّا كان
إلأ أنّ...
ثمة نجمةً مشغولة بقمرها!
وثمة غيمة مشتعلة ببارق رعدها
وثمة مطراً يدغدغ عواصف شجرة تنام على ذراع الريحْ
تقدّدُ جيب قميصها
وثمة حروفا هناك في صندوق بعيد تُكتب لشخص ما
تسبعد ظليَ الشاحب منها
وتبعدُ عنّي وعنها!
وثمة مغازلة ترتدّ صدى موجعا في رسالة غير بريئة لذئب شرس!
وثمة نفسا مقهورة مصلوبة بين العقرب والحافّةْ
تُدْعى "أنا"!
وأنا رفيقي هذا الليل الذي لم يخن
حتى اللحظةْ
فلو خنتَ أيها الليل لاسترحنا معا
من قافية ناتئة في جسد عقيم!!
::::::::::::27-11-2014