فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

همسة حب صباحية

دَرْسٌ خُصُوصِيٌّ في الْـجُغْرافْيا

فراس حج محمد

صباحكِ موشى بعبير طهر الحب الجاري في نهر الروح العاشقة، صباحك وردة تفوح عطرا في الروابي التي تختال نشوى بعناقك كل يوم، صباحك جملة شعرية لا تصلح أن تصاغ إلا لك، وليس مسموحا لها أن تقال إلا من أجل عينيك الفاترتين ولها وحبا.

صباحك درس في الفلسفة وتحديد المواطن الفكرية عندما تجوبين عقلي باحثة عما يختبئ فيه من فكرة من ممارسة الحب في ربوع الجغرافيا- جغرافيا الجسد، أراكِ على غير عادتك، غير منتبهة مشتتة هنا وهناك، بين إقناعي بالروحيّ من الوصال، وبين تعلقي بالجسد، فأيهما كنتُ أرغبُ؟ وأيهما أحبك من أجله؟ أكنتُ فقط لاهث الروح من أجل النزهة في ربوع جغرافيا الجسد، فصورتها لك، ونقلتها وأسبغت عليها صفة "الشكولاتة"؟ أدخلتني في وهم من المفاضلة التي لم تكن يوما في محلها؟ ما هو الجسد؟ وما هي الروح؟ وهل يتكون الإنسان جسدا بلا روح؟ وما نفع الجسد إن غادرته الروح؟

هل كنتُ أحب جسدك على ما فيه من لذة، يكاد القلب يصاب بالدوار كلما شعر بحاجته ليكون وجبته ذات مساء أو صباح؟ وهل لو كنتِ جسدا مجردا عن الروح هل ستحدث تلك النشوة التي نسعى لإعدادها في بهجة الحياة؟ إن موازنة الجسد والروح تفضي إلى الانفصام، فكيف بكِ أن تقولي إنك فقط جسد، أو إنك فقط روح؟ إنك ذلك الجسد الذي عمّرته الروح فأصبحت أنت، بكامل كينونتك الجسدية والروحية، وهذه الكينونة المتوازنة هي التي أريد، فلا الروح وحدها تقنعني ولا الجسد وحده يسد جوعي أو يشفي أوجاع الروح الباحثة عنك في كل كلمة تستعد الروح أن تكتبها.

ها أنتِ الآن في فكري على هذه الشاكلة، جسد وروح وجغرافيا، قرأتك ذات نص على هدي من علوم السياسة والأرض، قرأتك سطرا سطرا، وتنزهت في مناطقك الأنثوية، فكنت درسا خصوصيا لي، ولم يقرأك القراء كما قرأتك، فحجبت النص، لأنني أعرف طهارة روحك.

 كنتِ لي في ذلك الفصل من دروس الحبّ، فهل ستقرئينني وحدي ووحدك، بدرس خصوصي في جغرافيا الجسد، لأكون لك وحدك، كتابك الذي تؤلفينه، ولحنك الذي تعزفينه، ورقصتك التي تتقنينها في معادلة الحب الكاملة؟ وهل سنشرح للروح تفاصيل أفكارنا؟ علينا أن نعدّ للأمر عدته فقد أزفت اللحظة، وانفطر الفؤاد من الانتظار، فهاتِ كتابكِ وهيئيني كتابا للقراءة، فقد أعددت لك كل ما تطلبينه في درس خصوصي من جغرافيا الجسد.

إني أنتظركِ فلا تتأخري، فالعمر يسابقنا ويكاد يتلاشى ونحن عطشى جائعون!!

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 166 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2013 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

718,091

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.