<!--
<!--<!--
"العنقاء" تحتضن الأمسية الشعرية
(هذا البحرُ لي)
إعداد: فراس حج محمد
تألق وتأنق الشعر وزها وازدهى بأبجدية منقوشة على خد الهوى حبا وشوقا في فلسطين الحبيبة بكل تموجات الغناء، فحضر الشهداء واللاجئون والأسرى وتكلمت حيفا ويافا والأرض وتبختر الدم الحي، وتجلت الأرض وماج الحنين بذاكرة تأبى النسيان وتتسامى على الوجع الوجودي في أرضت عشقت الغناء والطرب والحب، وذلك في الأمسية الشعرية التي جاءت تحت عنوان (هذا البحر لي)، والتي كان شاهدها يوم الأحد 26/5/2013، واحتضنتها صلات ومنتجع العنقاء في بلدة قبلان، وبالتنسيق بين مبادرة بسطة إبداع الشبابية، ومديرية التربية والتعليم/ جنوب نابلس.
وبدأت الأمسية بكلمة للدكتور محمد عواد مدير التربية والتعليم، بيّن فيها أهمية عقد مثل هذه الأمسيات، وما تعنيه من تجليات إبداعية عند الجميع من معلمين ومشرفين وطلاب مدارس، واعدا بالاستمرار في هذا النهج في رعاية الإبداع والمبدعين، متحدثا عن آلام الشعب الفلسطيني، وما أحدثته النكبة من خراب في جسد الجغرافيا الفلسطينية.
ستة كان الشعراء، عازفين على وتر شدّ وعزف القصيدة التقليدية والشعر الحر، فصدحت الحناجر بأعذب النبض في قصيدتين لكل شاعر شارك في الأمسية: لطفي منصور وأحمد عملة، وحبيب شريدة، وفراس حج محمد، وعلي ياسين والشاعر الضيف، ضيف الأمسية محمد إسماعيل السلوادي، فختم الأمسية بقصيدته التي نكأت جراحنا النازفة في ذكرى النكبة التي تطاول ألمها خمسة وستين عاما أسود.
وتعطرت الأمسية بإلقاء مميز للأستاذ فازع دراوشة لمجموعة من القصائد المنتقاة، للشاعر إبراهيم طوقان (مناهج) والشاعر العظيم درويش (مغني الدم)، وقصيدة للشاعر السوداني عبده بدوي في تمجيد الشهيدة دلال المغربي، بعنوان (الموت الجميل)، ليثبت دراوشة شاعرية أخرى برزت بإلقاء مبهر، وانتقاءات شعرية طافحة بالتعبير عن اللحظة والمأساة معا.
ولم تمر الأمسية دون أن يكون للبراءة حضور مسكون بحق التشبث بالأرض والحق الإنساني، فقدم الطفل (حذيفة عبد العزيز) من روضة أحباب سلطان نصا حول المأساة الفلسطينية التي بدت متوهجة في وعي الجيل القادم الذي لن ينسى فلسطين.
واستمع واستمتع الحضور بأغاني في فلسطين أبدعها الفنان جواد الفارس، بمرافقة الموسيقار سمير شحادة، وقد حضر الأمسية الشعرية جمع من المثقفين والمهتمين والمعلمين ومديري المدارس، وأدارت الأمسية وعرّفت بالمشاركين الآنسة بيسان عابد.
--------------