فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

 

ماذا يخطر في بالك؟
هموم في سيطرة التكنولوجيا والعالم الافتراضي


فراس حج محمد


22/8/2012
سؤال دائما يطرحه عليك مربع الحالة هناك في الفيس بوك، لتكتب مشاركتك في هذا المربع، ولو أردت أن تجيب عن هذا السؤال، فماذا تكتب؟
من المؤكد أن كل واحد له ما يخطر على باله، وما يعن على خاطره، وخاصة وهو متسمر أمام جهاز الحاسوب الذي أصبح سارقا لنا من أنفسنا وعائلاتنا والناس أجمعين، شيء يشبه الإدمان، أو قل إنه الإدمان نفسه، فمن منا يستطيع أن يضبط نفسه ولا يقوم بفتح الحاسوب في اليوم عشرات المرات؟ ومن منا يستطيع أن يمر يومه دون أن يتفقد صفحته على الفيس بوك وتويتر وجوجل بلس، وغيرها الكثير، ناهيك عن الموقع الشخصي أو المدونة وأخيرا البريد الإلكتروني؟


كلها أضحت اهتمامات على سلم أولوياتنا، وزاحمت العمل والجلوس مع الأصدقاء والأحباب، حتى وإن ضمك مجلس مع بعضهم فإنك لا تترك هذه العادة، سيصحبك بكل تأكيد جهازك (اللاب توب)، لتعطيه عقلك وتفكيرك، ولمحدثك شخصك وحضورك الخاوي من العاطفة والاحتفاء والمشاركة الفاعلة.
قديما وبعد انتشار الفضائيات، كان التلفاز لصا اجتماعيا بامتياز، لا يزاحمه في هذه اللصوصية أي وسائل أخرى، أما الآن فقد ازداد عدد تلك الوسائل اتساعا وغدت أكثر سهولة، فعدا الحاسوب فإن جهازك الجوال (الخلوي) هو الآخر لص ذكي وخفيف الظل، تعبث بأزرار حروفه وهو مختف بين يديك توزع ابتساماتك على محدثيك، فيظنون أنك معهم، وإذا بك واقع تحت تأثير منوم الرسائل النصية وما احتوته من نكات وأباطيل أو ملخصات وأعاجيب، كل ذلك يحدث تحت سمع الناس وبصرهم، والعجيب والغريب أن لا أحد يعترض. أتدرون لماذا؟ لأن الكل يمارس تلك الطقوس العبثية التي تزيد الهوة بين المعارف والأصدقاء والأحبة، فهل من مخرج يا ترى من هذا الكابوس الإلكتروني المزعج؟
تدل الإشارات الواردة من مواقع حياتنا المعاصرة، والتي يتأكد حضورها يوميا أن الأمر في ازدياد وتطور، فقد اتخذت كل شركات الأجهزة الإلكترونية من هواتف نقالة وإنترنت وحواسيب على عاتقها مهمة تطوير تلك الأجهزة وتلك الأساليب لتشدك أكثر وأكثر بأمراسها نحو شاشات تبرق لك بكل ما هو جديد في عالم ترسيخ الفردية والأيقونات المتناثرة من أسرة واحدة يجمعها سقف البيت الواحد ليس أكثر، فكل فرد فيها سابح في عوالمه الخاصة لا يكاد يشعر بمن حوله؛ من أبيه وأمه وإخوته وزوجته وأبنائه، حتى مائدة الطعام لم يعد لها ذلك السحر المؤلف للقلوب، فالكل يأكل بنهم وعقله شارد حيث تركه أسيرا في أجهزته الإلكترونية!!
المسألة مهمة وخطيرة، ولكن من هو على استعداد أن يتحرر من قيوده الإلكترونية بقوتها الناعمة ليكون حرا من كل قيود، تدفعه للسير في طريق الفردانية والتشيؤ؟ مطلب غدا عسيرا علينا أن نحققه في ظل حياة لا تحركها إلا التكنولوجيا والأجهزة الباردة! في مواقع التواصل الاجتماعي، وهل تستحق هذه المواقع هذه الصفة من التواصل؟ فأين ألفة المحبة والتآلف والاجتماع؟ أم أن في الأمر خديعة وتلاعب في المفاهيم والمسميات؟ أم أن المجتمع هو فقط مجموعة أفراد متناثرين لا يجمعهم فكر ولا نظام ولا مشاعر سوى لحظات افتراضية في مواقع الاجتماع الافتراضي، لنظل أناسا محتملين وافتراضيين؟؟ 

المصدر: خاص بالكاتب فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 397 مشاهدة

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

742,691

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.