فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

 

رسالة إلى الدكتور محمد مرسي

أول الغيث قطرة سوداء ثم ينهمر البلاء

فراس حج محمد/ فلسطين

1-7-2012

فرح بعض الناس بمقدمك أيها الرئيس المنتخب، فبماذا بدأت سحابة أفكارك وتطلعاتك في أول خطاب لك بعد استلام كرسي الحكم لتكون أول رئيس لمصر بعد الثورة؟؟

لم يتوقع منك الناس أن تحترم الاتفاقيات الدولية الموقعة بين مصر أم الدنيا وإسرائيل أم الخطايا، لعل أحدهم يقول مكابرا ومعاندا هو لم يقصد اتفاقيات السلام، وهو يعمل على تكتيك إستراتيجي بعيد المدى، ولا بد من إعطاء الرجل فرصة، ومن هذا الكلام التبريري الفارغ، لماذا فهم العقلاء والسياسيون أن كلامك يا سيادة الرئيس أمس كان  رسالة تطمينية لإسرائيل وأمريكا، أم أنهم أغبياء ونحن أبعد مرمى منهم، أم أنك قادر على الخداع واللعب بعقول السياسيين؟؟

يذكرني هذا المشهد الدرامي المحزن بفيلم للفنان المصري هاني رمزي بعنوان "ظاظا"، وقد ترشح للانتخابات، وقد جاءوا به كديكور لعملية الديمقراطية المزعومة، وأوقعوه في قضايا أخلاقية، وصوره، وتحت الضغط قبل بالترشيح، لأنهم أرادوا شخصا يحركونه على أهوائهم ولا يكون إلا مجرد صورة لا تنافس الرئيس الحالي، والذي قام بدوره في الفيلم الفنان المرحوم كمال الشناوي.

ولكن يحدث ما لم يتوقعوا لقد سحر ظاظا الناس بدعايته الانتخابية البسيطة النابعة من إحساس الناس وتشوقهم إلى التغيير، وتحدث كارثة الرئيس السابق ليجد نفسه خارج القصر الجمهوري ويحل محله ابن الشعب البسيط "ظاظا"، فيكون واضحا مع الشعب، ومعبرا عن آماله في القضايا المطروحة في الفيلم، ساعيا بكل جد وإخلاص لأن تكون مصر سيدة الدنيا، ولا تتحكم بها إسرائيل تلك الدولة العفنة نتوءة الزمن الرديء، فيحرص على امتلاك السلاح الرادع ليردعها عن جرائمها، ويرفض مساومات السفير الأمريكي ويطرده من مكتبه، ويا لهول اللحظة الحاسمة!!

لقد قتل الرئيس المنتخب وهو يلقي خطابه أمام الشعب بمناسبة حصول مصر على السلاح الرادع، فتعم فرحته وفرحة الجماهير، ولكن خفافيش الليل كانت له بالمرصاد فقتل، ولكنها لعمر الله قتلة مشرفة أن تموت وأنت غائظ لأعدائك قاهر لهم.

بكل تأكيد لا أتمنى لك يا سيادة الرئيس أن تقتل، ولكن ماذا عليك لو ارتقيت بأحلام الناس وتطلعاتهم إلى العزة، فتكون بمستوى ظاظا البسيط، وتكون واضحا، لا تقول كلاما يوهم الناس بأنه معهم، وهو ضدهم، وكما قالوا: البعرة تدل على البعير.

لم يختلف كلامك لا في قليل ولا في كثير عن كلام الرئيس المخلوع في رعايتك للمصالحة الفلسطينية، فنظام مصر لا يستطيع التخلي عن أن يكون عراب السياسات الخارجية وأن يكون أمينا في تنفيذ المخططات غير القومية، وكل صاحب دراية يعلم أن أمر المصالحة أكبر منك يا (ريّس مرسي) ومن نظامك، فخيوط اللعبة متشابكة تلعب بها الدول الكبرى لصالح (الدلوعة) إسرائيل.

لم يكن هناك جديد في خطابك يا سيادة الرئيس، لعلك تقول إنني مع الثورة السورية، وهل تستطيع أن تقف ضدها جهارا نهارا؟ وأنت جئت بفضل قرينتها وأختها الكبرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، تلك الثورة التي قضيتم على أحلام الناس وآمالهم منها.

خطابك يا سيادة الرئيس قطرة سوداء سحت، نسأل الله أن يجنبنا أنواء المطر الغزير والشر المستطير بمواقف وسياسات أشد وقعا وأعظم شرا، آمل أن تظل رئيسا لمصر ولكن أن تكون كما ينبغي أن تكون رئيسا لدولة كبرى، وليس مجرد تابع لسين أو صاد، فلتتق الله فينا وفي نفسك وفي الثورة التي أنجبتك.

 المقال منشور في دنيا الوطن

 

المصدر: خاص بالكاتب (فراس حج محمد)
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 232 مشاهدة
نشرت فى 1 يوليو 2012 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

635,367

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024.

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.