كتابة على الكتابة:
كلامٌ بديعٌ جميلٌ في بحرٍ من الإبداع والجمال
بقلم: السفير منجد صالح| فلسطين
"إن الله جميلٌ ويُحبّ الجمال".
بعث لي يوم أمس، على الواتس آب وعلى الإيميل، الصديق الكاتب المبدع الجميل فراس حج محمّد، نصّا جميلا بديعا بليغا عتيدا عميقا وارف الظلال "مدبوز" بالورود والزهور وشذرات العطر والعطور، تحت عنوان: "إليك فالحبّ ليس وجها واحدا"، خصّصه ووجّهه وجعل له عنوانا وحيدا ومصبّا واحدا: "نصوص مُهداة إلى الصديقة الشاعرة نداء يونس من وحي وبمناسبة صدور ديوانها الجديد "تأويل الخطأ".
أنا بدوري قرأت النصّ، النصوص، وأعجبني واستمتعت به وتفاعلت معه تماما ككل كتابات فراس الجميلة البديعة الجريئة، كتاباته الشعرية والنثرية والنقدية.
فراس حج محمد أديب شامل متكامل مُتعدّد المواهب والإبداعات، فهو شاعر مرهف وكاتب مبدع جريء مقدام وناقد فذّ.
الحقيقة أنني معجب جدّا بقراءاته النقدية للنصوص الأدبية والقصص والروايات. وقد سبق أن نقد بجماليّة وفنّ واقتدار كُتبي القصصيّة الثلاث التي صدرت لي: ضاحية قرطاج وقصص أخرى صدر عام 2019، ونقده فراس نقدا مطوّلا تحت عنوان "ملامح سرديّة في كتاب ضاحية قرطاج"، نُشرت هذه القراءة النقدية حينها في جريدة الرأي الأردنية. ونقد كتابي القصصي الثاني "إيسولينا وعجة بالفلفل الأسود" الذي صدر عن منشورات وزارة الثقافة عام 2021، نقده تحت عنوان "منجد صالح هو الأسلوب نفسه" نشرت هذه القراءة النقدية الذكيّة في أكثر من 20 صحيفة إلكترونية.
أمّا كتابي القصصي الثالث الذي صدر مؤخّرا قبل بضعة أشهر "سلّم لي على السفارة" فقد نقده، لكن قراءته النقدية هذه ما زالت "حبيسة" درجه مُحكم الإغلاق، وقال لي إنه سيفرج عنها فقط لترى النور وتشمّ الهواء بعد حفل إشهار وإطلاق الكتاب.
في نصوصه الجميلة البديعة الموجّهة للشاعرة نداء يونس يقول فراس في مطلعها: "السيّدة الشاعرة، الحب، القصيدة، صباحُك جذّاب كأنتِ تماما. هكذا كُنتُ، هكذا كُنتِ، هكذا كُنّا، هكذا تكونين، هكذا كُنتُ إذ يشرح الحُبّ لي أسبابه، لأكون فيه خليّة يحتاجها الجسدُ كما تحتاجها الروح، ترشح بي وبكِ معا. هكذا كُنتِ كما أنت، حاضرة بهيّة الملامح، كمدينة طازجةٍ نابتةٍ على ضفاف من قصيدة عطر، تفوح في الأجواء والأرجاء والنجوى......"
هذا كلامٌ بديعٌ جميلُ أنيقٌ ممشوق القوام سرمديّ المعنى والمقام.
امتطيتُ ريشتي وأطلقت لجامها وساقيها للريح وخططـّتُ لفراس الفارس ما يلي: "البداعة تنحني أمام هذا الإبداع، والبراعة تنحني أمام هذا المايسترو عازف البداعة ببراعة والجمال ينحني أمام مزيدٍ من الجمال، والسيف يرجع إلى غمده ويأخذ إجازة طويلة تاركا الميدان لهذه الريشة (ريشة فراس) المُشرعة أبدا ولا ترجع إلى غمدها مُطلقا، وإنما تبقى منتصبة تقطر حبرا أزرقَ عالي الجودة كامل الأوصاف، وتقطر عواطف وأحاسيس جيّاشة لا يتّسعُ لها الفضاء الفسيح فتفيض وتجري تختلط بمياه الأنهار العذبة، ثُمّ تصبّ في دلتا طميا خصيبا يحتضن إيناع الياسمين والقرنفل".
فراس حج محمّد ردّ تحيّتي له بمثلها أو بأحسن منها وكتب لي قائلا: "يا إلهي على هذا الجمال الانيق يا سعادة الصديق".