قصائد في مديح المدن:
عروسُ الموجِ غزّة
نقلا عن تويتير، المصور إبراهيم فتحي
فراس حج محمد| فلسطين
هِيَ المدينةُ المزهرةُ بوردةِ جلّنارْ
هِيَ المدينةُ المنصوبةُ في مسامات النهارْ
هِيَ المدينةُ الكاملةُ التجلّي
تعلو في ارتفاعِ الموجِ تهزأَ بالظلامِ المُزِّ في سُوَرِ الحصارْ
مدينةٌ لا يعرف عُرْفها كلّ مسؤولٍ عرته علامة للاندهاش
مدينةٌ غيرُ منكوبةٍ بأقدامِ حاكمٍ في "الواقِ واقْ"
مدينةٌ غيرُ مسكونةٍ بأنفاسِ سيّدةِ البلد الأولى
في الجُزِرِ الواقعةِ على أطراف ردهتها الكبيرةْ
مدينةٌ لا تشيخُ ولا تموتْ
مدينةٌ لا يقوى على انتخابِ جِلْستها سوى قلبٍ صموتْ
مدينةٌ لا تودّعُ الأزهارَ في جنائزها بلا قُبَلٍ وعطْرٍ وغناءٍ
واشتعالٍ واحتدامٍ وانتصارْ
مدينةٌ أقدامُها في الرملِ، أعمدةُ الضياءِ؛ تسحلُ كلّ طاغية جبانْ
مدينةٌ يُشارُ لها "هناكْ"
ولن يصلوا إليها إلّا بالهلاكْ
مدينةٌ لا تستغيثُ لكي تُغاثْ
مدينةٌ فيها الفدائيُّ الجميلُ مُحمّلاً مثلَ السحابِ
أمواجَ الشتاءْ
ذو نعمةٍ مغبونةِ الطيرِ البغاثْ
مدينةُ تزهو بملمحها العتيقِ كأنّه طقس انبعاثْ
هِيَ لا تثرثرُ بالكلامْ
إذ يُؤوّل في ارتجاجاتِ الفضاءْ
تأتي إليهم وعْدَ صدقٍ
في "عصفها المأكولِ" ينفلتُ الزمامُ من الزمامِ على رؤوسِ "الأشقياءْ"
لتكونَ ما تبغي بــ "سيفِ القدسِ" في فعلِ الهِيَامْ
هِيَ غزّةُ الوحيِ المهِيَبةُ كلّما اتّسعَ المدى
انتفضَ الموجُ الإلهِيَ البهِيَ
غسّلتنا بالفرحْ
وشجيِّ ترتيلِ السماءْ