فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

إطلاق ديوان وشيء من سرد قليل:

فراس حج محمد... "وشيءٍ من سردٍ قليل"!

ناريمان شقورة| منصة الاستقلال الثقافية (رام الله- فلسطين)

"صوتٌ خاصّ في الساحة الفلسطينية الشعرية، الصوت الجريء واسع المعرفة والثقافة، والجامع بين الشعر والسرد، والمليء بالحب والغزل، ذو القدرة العالية على مزاوجة المفردات دون تكسير الخيط الدرامي، والجامع بين الصوفية والغزل الصريح المباشر، ومتنوِّع الثيمات والزوايا التي تناولتها، والحافل بالتناص التوفيدي، وذو الخلاصات الشعرية الإيقاعية المكثّفة الغدارة، والحكمة المقطَّرة".. هكذا وصف الشاعر المتوكل طه الشاعر فراس حج محمد، في أمسية إطلاق الديوان الشعري الأحدث لحج محمد بعنوان "وشيءٌ من سردٍ قليل"، والصادر عن وزارة الثقافة الفلسطينية، وذلك في متحف محمود درويش بمدينة رام الله، مؤخراً.

وفي نقد "شيءٍ من سردٍ قليل" تساءَلَ طه عن سبب الكسر العروضي الذي اجترحه الشاعر في الوقت الذي يمتلك فيه القدرة على السَّبْك، ناصحاً له بعدم الفصل بين شكلٍ إبداعيٍّ وآخر، كما نوَّهَ طه أن الشاعر حج محمد لم يتخلص من الإيقاع الموسيقي الداخلي، مشيراً أنه ولو ادَّعَى النثرية سيكتب أيضاً ما هو إيقاعيّ.

وأشار طه أن فراس طرح أسئلة جريئة، خاصةً في الحوار الذي يجري بين الشعراء الكبار وبين الكاتبات الجديدات، وتمنّى لو أن حج محمد اجترح لنفسه صوفية خاصة في ديوانه عوضاً عن الأخذ منها، ليكون الكاشف في الوصول إلى "النيرفانا".

الأشبه إلى النثر:

وقال طه "شعرت أن بعض مقدمات القصائد أشبه بالمقدمات النثرية، وكأن توطئةً ما قادمةٌ في النص الشعري القادم"، وهنّأ طه حجّ محمد على تناوله اقتباساً وصَفَهُ بالجديد على الشعر الفلسطيني، ويظهر ذلك في قصيدتي "امرؤ القيس" و"عبلة وعنترة" مرجعاً ذلك إلى ثقافة الشاعر الواسعة.

واسترسل طه "هذا الديوان لن يتوقَّف عند الشكل بقدر ما سيذهب إلى المضمون، هذا الرجل فرَّقَ بين السرد والمضْمَر الشعري، فالشعر أكبر من تعريفك، فهو أكبر من نصٍّ وسردٍ وإيقاع أو بحر شعريّ، وهو موجود حيثما نستطيع أن نشهق ونندهش"، واعتبر طه رأي الشاعر حاجّ محمد في الوزن العروضي الذي تخلو منه قصائده إذ يراه عائقاً، رأياً غير صحيحٍ أبداً، فمن لم يستطع كتابة قصيدة الشعر العمودي لا يمكنه وصف نفسه بالشاعر.

واختتم طه حديثَهُ باعتبار "وشيءٍ من سردٍ قليل" قصيدةً واحدةً في الغزل والحب والشبق والإيروتيك والفيض الحسّي، ولكنه متعدد متنوِّع في النصوص الجوّانية، ما يشير إلى ثقافة واسعة وحساسية عالية لدى الشاعر.

ولادة الشعر:

أكَّد الشاعر حج محمد أن العشق والحب أمرٌ طبيعيٌّ في ولادة الشعر، ولولاه ما أصبح الشعراء شعراء، وفي مقدمة حديثه عن ديوانه المحتَفَى به تقدَّمَ حج محمد بالشكر لمن أحبَّها يوماً وكانت ملهمته في الشعر، والتي لا يعرف إن كانت لا تزال تحبُّه أم لا.

وقال عن ديوانه "أنا لا أحب أن أفسّر أعمالي حتى لا يختلط الشاعر مع الناقد مع المفسر، وهي قضية نقدية، وبالتالي يجب أن يموت المؤلف وأن أموت أنا مؤلفاً وشاعراً، القضايا التي لاحظها الناقد الخبير المتوكّل طه في هذا الديوان هي كلّها الملاحظات السلبية على الشعر ومردّها للسرد، بمعنى أن كسر الإيقاع سلبيٌّ، والخروج المتعمَّد عن الإيقاع هو شيءٌ من سردٍ قليل، الأمر الآخر المباشرة والملاحظات، فعندما كتبت الديوان كتبته بوعيٍ نقديّ، وليس فقط بوعي الشاعر، وعندما كتبت القصائد نُشِرَتْ تحت عنوان "وشيءٍ من سردٍ قليل" فتعمَّدْت أن يكون فيها سرد، وأنا منحازٌ لأن يكون الديوان وحدة واحدة في مفرداته وثيماته وإيقاعه".

وأضاف حج محمد "الشعر لا يُعرّف، وكل الشعراء والنقاد لم يُحْسِن أحدهم تعريف الشعر كما لم يُحسن أحدهم تعريف الألوان، فالشعر لا نعرِّفه بل نحسُّه داخلياً ونعرفه عندما نقرأه، وأفضل من ينقد الشعر هو الشاعر، بل يفعل ذلك أفضل من النقاد الأكاديميين مع الاحترام لهم، لكن الشاعر الناقد يتقمَّص حالتك الشعرية ويعذرني في المفردات والصور الجمالية وفي التكرار، الشبق موضوعٌ إنسانيٌّ بشريٌّ وفيه الجنة والمتعة وليس فقط إثارة الشهوة".

وفي النهاية، فتح باب النقاش مع الشاعرين، والتفاعل ضمن الإطار الشعري والنقدي. يُذْكَر أن الشاعر والناقد فراس حج محمد من مواليد نابلس، وحاصل على الماجستير في الأدب الفلسطيني، وله عدة أعمال منها: "رسائل إلى شهرزاد"، و"من طقوس القهوة المرَّة"، و"ما يُشْبِه الرثاء" و"وأنت وحدك أغنية".

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 169 مشاهدة
نشرت فى 4 فبراير 2022 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

742,314

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.