فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

نصوص قصيرة

مواجدُ في وحدتيَ البعيدة

فراس حج محمد/ فلسطين

-1-

]أنتِ معي لكنّي أقولُ لك تعالَيْ- مريد البرغوثي[

إن عدْتَ لي عدتُ إليكْ

تلمّ الزّهر عن كتفيّ

خمرتي معصورة في شفتيْكْ

وينقر طيركَ الذّهبيُّ سنبلتين من جسدي

تمسّدني بدفء يديكْ

إن عدتَ أنبُتُ من جديد غابة لتفيء فيَّ

تجعلني كونًا يفيء إليكْ

إن عدتَ لي عدتُ إليَّ امرأةً كونيّةً

يروّي كأسُها ولَهي عليكْ

إن عدتَ لي فلن أعود سوى إليّْ

-2-

لا تسلني يا صديقي

ثَمّ مشكلة تنام على يدي، ساعدي، وعلى جبيني.. في عيوني

وتحفر ما تشقّق من بقايا الجلدِ

تنذرني لأقبع في سجوني

لأنْ ثَمّ مشكلة أخرى تحدّ من التّدفُّق في جنوني

ثَمّ ما يبعد "طاغور" عنّي في غضبة الموجِ

أغلق ما تجلّى منهُ

أفتح للّظى بعض الظّنونِ

لأنْ ثَمّ مشكلة أخرى تسدّ عليّ أفق الشّمسْ

أغرق في شجوني

لا تسلني يا صديقي

هي مشكلة أبديّة معها تعود إليّ منها

كلّما أطبقت من ولهٍ على ولهٍ جفوني

-3-

عنكِ وحدي

هنا حيث أنا الآن وحدي دون شيءْ

لا شيء لي غير أنا الوحيدة وحدي مع الظلِّ وحدي

أقرأ القصيدة وحدي

لامرأة هنا

أقول لها متوسلاً كي لا أرى وحديَ وحدي

أرى وترى ما يفعل الليل بالعشق المحرّمْ

لا تسلني غير أَنَّ القلب يسألْ

غير أنّ الشّعر يسأل

غير أنّ الوقت يسأل

غير أنّ اللّيل عند الحلمِ عند الصّورة الأخرى سيسأل

أين أنت الآنَ؟

في عمق الغيابِ، في هذي التّفاصيل، في هذا المُزاح

في هذي اللّغة المراحْ

في كلّ شيءٍ غير أنّي

أكتب القصيدة وحدي

وأقرأ وحدي

هنا أقرأ لي عنك عنّي

وأغزل جبّة الصّوف لقلبيَ المشنوق وحدي

وأغرق فيَّ وحدي

في العشق المحرّم وحدي

وحدي المتيّم فيكِ وحدي

-4-

لستَ وحدكَ دون شَيْءٍ يا ابن قلبي

لستَ وحدكَ دون نور يا ابن ليلي

لستَ وحدكَ دونما امرأةٍ تغلغل فيكْ

هذا الذي ترجوه فيكَ

معكْ

لستَ وحدكَ لستَ وحدكَ

-5-

]كأنّكِ لا ليلٌ ولا لغةٌ فكيف أكتبُ دون ليلْ[

كأنْ لا شيء يشبهني هنا

ولا حتّى أنا

ولا لغتي

ولا ظلّي المكوّر في الجدار

ولا ليلي الـ "تسلّح" بي وغار في عصبي وثارْ

كأنْ لا شيء يشبهها هناكْ

حيث تقيم في وادي الرمالْ

مع كلّ عاصفةٍ تبدّل وجهها ككثبان الخريفْ

كأنْ لا شيء يشبهنا معًا

غير أنّ الصّمت يحسُن ههنا

تقفين حيثُ أقفْ

والظّلّ مختلفٌ عليكِ مؤتلفٌ عليّْ

وقامتي عرجاء

تصغُر كلّما وقف الظّلالُ إلى ظلالكْ

كأنْ كلّ ما فينا ليس لنا سواهْ

الحزنُ والخوف والقلق الرّهيبْ

والطّريق المستحيل إلى دمنا المكدّس بالنّصَبْ

-6-

معي وحيدًا أجوسُ بعتمتي

أَصْدُمُ رأسيَ الثّكلى بأفكارِ الخُواءْ

تخرجُ طينتي العفويّةُ الحرّى مغرّدةً دون فمي الصّغيرْ

بؤسي جميلٌ ناعمُ الحركاتِ مشويٌّ

بأطرافِ التّماثيلِ الّتي صَلَّتْ عليّ عند منتصفِ الطّريقْ

يدي شلّاءُ مثل صوتٍ في عزاءْ

والصّمتُ باعثُ أفعوانْ

رأسي تعذّبني وتدوسني وتدسّني في عنقها

تُسْقطُ الأوراقَ عن غصني وتتركني كسؤرةٍ من بعض ماءْ

معي وحيداً كنتُ أغرقُ في العراءْ

أيّ معنىً لم تكوني أنتِ فيهْ

إنّما صحراءُ تيهْ

تستولي على هذا الفضاءْ

-7-

‏أصدقائي الغرباءْ

يضيئون القصيدة نجمتينِ

يقشّرون معي الحروفَ

ويوقدون النار بين سرائري المختبئةْ

لا فرق يجمعهم سوى بعدِ النّظرْ

مرّة يكتشفونني ويفضحون دمي القتيلْ

ومرة يضّاحكون ويسخرون

ومرة يتبلّجون كنغمة معَ كلّ أمرْ

يبتكرون معناي المحاط ببعض سرّْ

دمي، عينيّ، بعضَ أصابعي، وياسمينة منزلي

ورؤيا من القمرٍ الغنائيّ الجريءْ

واستعارة وردتين من جسد تشبّع بالبلاغة

لعبة الشّكل المجازيّ البريءْ

-8-

وما ذنبُ الحياةِ تقولُ خذني

وما ذنبي أنا "عَلّي، كأنّي"

أجدّفُ في مدى روحي وحيداً

وأغرق في متاهات التّمنّي

آذار 2020

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 140 مشاهدة
نشرت فى 1 إبريل 2020 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

745,589

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.