فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

قراءات

الشّعر فلسفة ورؤيا وحبّ وخلاص

فراس حج محمد/ فلسطين

يتحدّث الرّوائي اللّيبي إبراهيم الكوني في كتاب "موسم تقاسم الأرض"<!-- عن الشّعر موحّداً بينه وبين الصّحراء وعشق النّساء قائلاً: "ماذا نفعل إذا كانت أمّنا الصّحراء هي الّتي دسّت في دمنا هذه الجرثومة الّتي نسمّيها عشقاً، كما دسّت في ألستنا شعراً؟ يكفي أن ننزع الحبّ من قلب إنسان هذه الصّحراء، أو أن نمحو من لسانه الشّعر حتّى يذبل ويتضعضع ويموت!"<!--، هذه الفقرة جاءت على لسان "الزّعيم" القبليّ مدافعاً عن أمرين العشق والشّعر، مبرّراً موقفه من الحسناء الّتي اقتطع لها قطعة أرض من أرضه بمساحة "جلد ثور"، كما أنّه يبثّ الشّعر بين النّاس باسم مستعار، إذ كانت الشّرائع الخاصّة بهؤلاء القوم تحرّم على الزّعيم قول الشّعر، فقد ورد في وصايا النّاموس (آنهي) "تحريم ممارسة الشّعر على كلّ من قبل تولّي أمر النّاس"، ولم يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل يشرح الرّائيُّ الأمر موضّحاً سبب التّحريم بقوله: "من منّا يجهل أنّ النّاموس لم يسنّ هذا التّدبير إلّا لقطع دابر الإغواء الّذي كانت له الأشعار دوماً رسولاّ وهو: العشق؟"<!--.

وفي محاولة تحليل الموقف والموقف المضادّ في مسألتي الشّعر والعشق، وحسب ما أورده الكاتب على لسان شخصيّاته، فإنّ هذا السّياق من ذكر الشّعر والعشق وارتباطهما بالزّعامّة وحرص الزّعيم على أن يقوله رغم أنّه يعرف سلفاً مخالفته لتعاليم (الأنهي) المقدّسة، وهذه أوّل إشارة ينبغي التّوقّف عندها، فالشّاعر متمرّد بطبعه، كالعاشق تماماً، فقد عرف العشق عشّاقاً كثيرين تمرّدوا على كلّ القوانين الاجتماعيّة والدّينيّة والأعراف السّائدة، بل إنّ العشق إذا تمكّن من القلب يقلب كلّ الموازين ليصنع موازينه وحده، لتتحطّم أمامه حواجز الدّين والطّبقات الاجتماعيّة والثّقافة وحدود الجغرافيا، ولم يعد العشق معترفاً بعداوة الأعداء، ولن أذكر لذلك أمثلة، فالأمثلة كثيرة ومشهورة. هذا هو حال العاشق، فما هي حال الشّاعر كما تشير إليه المقاطع المقتبسة السّابقة الذّكر؟

لا شكّ في أنّ الشّاعر قرين الفيلسوف والنّبيّ، وقد ورد في كثير من المصادر أنّ الشّاعر مرهوب الجانب عند كثير من الأمم، وليس أمّة العرب وحدها، وأنّ للشّاعر مجداً عظيماً في التّاريخ البشريّ من عهد هوميروس وإلى الآن، وقد كان هؤلاء الشّعراء مرافقين الحكّام ورؤساء القبائل في الحروب مشجّعين ومثيرين النّخوة والحميّة ومؤرّخين للانتصارات، ويكفي أن أذكر أبا تمّام الّذي شهد موقعة عمّوريا مع المعتصم فخلّدها بقصيدة؛ ليشهد التّاريخ على عظمة الشّعر وقوّة المنتصر. ولكن لماذا تحرّم (الأنهي) الشّعر على الزّعيم، وللشّعر هذه المكانة؟ إنّ هذه الالتفاتة مهمّة جدّاً في مناقشة الفكرة، وبتأمّل الوضع الّذي اتّخذه الحاكم بعلاقته مع الشّاعر يتبيّن أنّ لكلٍّ "مهمّة خاصّة" لا يحقّ أن تتداخلا في منطق الآخرين، خاصّة الشّرائعيّين، عدا أنّ الشّاعر يصنع الجمال والمنطق الّذي يشتقّه من الخيال، والحاكم/ الزّعيم ينبغي عليه أن يكون واقعيّاً يعالج الواقع ومشاكله، فلا يكون حالماً غارقاً فيما قد يظنّ أنّه وهم. ولكن ماذا سيحدث لو تحكّم الشّعر ومنطقه بحياة النّاس؟ أفلا تصبح حياة أفضل، أكثر أمناً وسلاماً وجمالاً كما صرّح بذلك أكتافيو باث: "لا أعتقد أنّه سيكون لنا مجتمع جيّد من دون أن يكون لدينا أيضا شعر جيّد"<!--.

إنّ ما وقع فيه الزّعيم في "موسم تقاسم الأرض" في نظر التّعاليم وحرّاسها كان جريمة مضاعفة، فقد كان شاعراً، وتعدّى ذلك لأن يصبح عاشقاً، إذن سيصبح حالماً ومحلّقاً، وسيغرق في سماء أخرى تبعده عن النّاس ومشاكلهم، بل إنّه سيتّخذ قرارات لن يفهمها النّاس، فهي بعيدة عن منطقهم الأرضيّ الواقع الّذي تحكمه التّعاليم والشّرائع العقليّة، وهذا ما كان مع الزّعيم، الّذي وهب جزءاً من الأرض لتلك الحسناء الّتي عشقها، ولذلك فقد اقترف "خيانة" هي في نظر النّاس لا تغتفر، ولكونه شاعراً وعاشقاً أيضاً، فإنّ منطقه مختلف، فيه من الإنسانيّة والنّظرة العميقة أبعد ممّا يظنّ هؤلاء الشّرائعيّون الّذين يراقبون تطبيقها بكلّ حَرْفيّة ومسؤوليّة. يقول الزّعيم ردّاً على تلك التّهم: "ما آلمني أكثر هو أن يسيء بي الظّنّ، فيتوهّم أنّي تنازلت عن أرض لا أملكها لحسناء الأغراب مقابل نزوة تملّكتني في لحظة ضعف!"<!--. هذا الموقف عينه ما وقع فيه الشّعراء الصّوفيّون من أمثال الحلّاج والسّهروردي في التّعارض ما بين العمق الفلسفيّ الشّعريّ الحالم ومقولات الفقهاء وأحكامهم.

إنّ هذا المنطق يؤلم الشّاعر والعاشق فعلاً؛ لأنّه لا أحد من الأرضيّين يحمل رؤيته وحلمه ونفسه الطّامحة للجمال الكونيّ المطلق، وهذا ما سيعلن عنه خلال حوار جرى بينه وبين أحد منتقديه: "لولا يقيني بما يرويه الأوائل من أنّنا كأمم لسنا سوى فروع نبتت في الأصل من شجرة واحدة، لاعترفت بأنّني خنت الواجب"<!--. إذن لقد استند على منطق خاصّ يقابل ذلك المنطق، ويعود إلى أصل البشريّة الّتي كانت واحدة موحّدة والأرض كلّ الأرض لها مشاع، فأينما حللت فالأرض لك، وإن ارتحلت عن بقعة فإنّما ترتحل في الأرض إلى الأرض، فكلّ الأرض سواء، وكلّ النّاس شركاء فيها، ثائراً على كلّ تلك الحدود السّياسيّة والجغرافيّة الّتي جعلت البشر كنتونات وأعداء وأنانيّين، وقد أشار قبل الكوني إلى هذا المعنى الشّاعر الصّقليّ مصعب بن محمّد بن أبي فرات القرشيّ معبّرا عن هذه الإنسانيّة الشّاملة بقوله<!--:

إذا كان أصلي من تراب فكلّها

                بلادي وكلّ العالمين أقاربي

وقد أعاد الشّاعر اللّبنانيّ سعيد عقل هذه الفلسفة في قصيدته "غنّيت مكّة"، فقد وحّد في نظرته تلك بين البشر جميعا، ولم يقف عند حدود مسيحيّته وإسلام أهل مكّة، ولم يفرّق كذلك بين أبيض وأسود<!--:

وأعِزَّ ربِّي الناسَ كلَّهمُ              بِيضًا - فلا فرّقتَ - أو سُودا

لقد برزت هذه الفلسفة واضحة عند الكوني في هذا المقطع: "ألن يعني هذا أنّ كلّ رحيل هو في الحقيقة التحاق، كما كلّ حلول في الدّيار هو عودة سليل ضالّ؟ ألن يعني هذا أنّ كلّ وطن ليس وطناً، ولكنّه مجرّد مسقط رأس، لأنّ الأرض كلّها في الأصل وطن واحد سكنه الإنسان الواحد، وتنقّل فيه الإنسان الواحد، مطارداً حلمه الواحد، ومهدهداً حنينه إلى فردوس مفقود لم يكن يوماً، ولن يكون أبداً، سوى أنبل ما في الوجود وهو: الحرّيّة؟"<!--.

هنا تكمن القضيّة الأساسيّة للإنسان، شاعراً وعاشقاً وزعيماً ومواطناً عاديّاً، إنّها الحرّيّة، وما علاقة الحرّيّة بالشّعر؟ إنّها كلّ العلاقة، وقد ألمحت إلى ذلك سابقاً، بل تكشف المقتبسات الأولى السّابقة الّتي افتتحت بها هذا الحديث عن هذه القضيّة الإنسانيّة، فالشّاعر يجب أن يكون حرّا والمواطن أيضاً يجب أن يكون حرّاً، فلا معنى للحياة إن لم تكن حرّاً، وخضعت آليّاً لكلّ تلك الشّرائع الّتي تقيّد الحركة العقليّة المتمثّلة في منح جزء من الأرض، وهو في الحقيقة ليس عطاء، بل حقّ فطريّ إنسانيّ طبيعيّ تفرضه طبيعة التّكوين، والحركة العاطفيّة الكائنة في العشق، وحرّيّة الحركة في التّنقّل والارتحال بين آفاق الأرض، فتسكن أيّ بقعة تشاء.

لقد توسّل الكاتب إبراهيم الكوني بهذه الحيلة الكتابيّة لتوضيح مفاهيم إنسانيّة، ورؤيا فكريّة تنهي الصّراع الدّمويّ بين الكيانات السّياسيّة المعاصرة، صراع ليس من وراء اشتعاله جدوى سوى أنّه تعبير عن أنانيّة مفرطة، تفارق كلّ منطق سليم، لذلك ترى هذا الزّعيم الشّاعر العاشق إنساناً متفوّقاً على كلّ تلك النّزاعات المهلكة للإنسانيّة فـ "أيّ سخف إذاً في غزو الأرض لغاية الاستيلاء على أرض هي أرض الكلّ، وتستطيع أن تحتضن الكلّ، وتهفو لأن تطعم الكلّ؟"<!--.

 فمن المؤكّد أنّ الكاتب عينه على ليبيا وما فيها من صراع دمويّ على الأرض، وما توظيفه لأسطورة من عمق التّراث الليبيّ إلّا ليقدّم رؤيته الشّاعريّة لحلّ الصّراع المحتدم، ولكنّه أيضا يعمّم ذلك على كلّ صراع، ليشتقّ من التّراث المحليّ رمزا إنسانيّا يصدق على وقائع متشابهة في أرض العرب وفي غيرها.

لقد جاءت هذه الفلسفة الإنسانيّة لدى الكوني أيضا، وكأنّها ردّ على مقولات فلسفيّة تقلّل من أهميّة الشّاعر والعاشق بما يملكانه من حسّ إنسانيّ جميل، بل إنّها تتقاطع، وبشكل مقنع، مع فلسفة أفلاطون في مدينته الفاضلة؛ فلم ينفِ الشّعراء جميعهم خارجها، بل كان يقصد نوعا معيّناً من الشّعراء<!--، هؤلاء المطرودون وباء يجب أن يحذر منه المفكّرون والفلاسفة والحكّام، وأكّدت أنّ الشّعر روح العالم وقلبه، بل وعقله أيضاً، فالحياة بلا شعراء وبلا عشّاق حياة ميّتة، كما قال الكوني، وكما تقرّره البشريّة عبر مسيرتها الطّويلة.

<!--[if !supportFootnotes]-->



<!--[endif]-->

<!-- صدر الكتاب عن دائرة الثّقافة، الشّارقة، ضمن سلسلة "كتاب الرافد" (العدد 141، مايو، 2017)، ويقع الكتاب في (100) صفحة من القطع الصّغير.

<!-- السّابق، (ص35)

<!-- السّابق، (ص36)

<!-- مجلّة إبداع، الإصدار الرّابع، العدد الثّاني، نوفمبر- ديسمبر 2017، (ص75)

<!-- السّابق، (ص81-82)

<!-- السّابق، (ص84)

<!-- خريدة القصر وجريدة العصر، العماد الأصفهاني الكاتب، الجزءان الثّاني والثّالث، (قسم شعراء المغرب والأندلس)، الدّار التّونسيّة للنّشر، ط2، 1986، (ص223)

<!-- المجلّد السّادس، نوبليس، ط2، 1991، (ص86)، والقصيدة من ديوان "كما الأعمدة"، الصّادر في طبعته الأولى في 1974.

<!-- موسم تقاسم الأرض، (مرجع سابق)، (ص97)

<!-- السّابق، نفسه.

<!-- لم يطرد أفلاطون من مدينته الفاضلة كلّ الشّعراء، بل من يبتعد منهم عمّا يطلق عليه "الفضيلة"، "إنه لمن الممكن أن نتصوّر أنّ معاصري هوميروس، أو هيسيود ثانية، قد سمحوا لكلّ منهما أن يتجوّل كراو محترف للقصائد الملحميّة، إذا ما كانا قادرين حقّا أن يساعدا الجنس البشريّ على التقدّم إلى الأمام في ممارسة الفضيلة". المحاورات الكاملة، نقلها إلى العربيّة، شوقي داود تمراز، الأهليّة للنّشر والتّوزيع، بيروت، 1994، المجلّد الأول، الجمهوريّة، (ص452-453)

___________

نشر المقال في صحيفة الراي الأردنية بتاريخ: 3-8-2019

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 136 مشاهدة

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

742,991

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.