روائحُ العشرينَ الخَرِفة!
فراس حج محمد
في غرفتي الكبيرة نوعاً ما
كلّ شيءٍ يتكلّمُ غمغمةْ
المرآة في وسَط الحائط تعرِض صورة وجهي بتشاؤمٍ ثقيلْ
والسّرير المنهكُ منذ أكثرَ من عشرين عاماً يئنّ من شدّة الوطأة في النّوم المملّ
والتّلفاز المعلّق في الحائط الشّرقيّ من الغرفةِ
شبهُ مخلوقٍ هرِمْ
فقَد الكلامَ منذ أن تولّى أحد الزّعماء قيادة البلاد الحزينة وقتذاكْ
وملابسي التي كانت جديدة قبل عقدينِ
تجهّمت من تعَب الانتظار على جسدي المتهدّلْ
لا قدرةَ لديها كي تضحكْ
لم تعُد زاهية ومَكْوِيّةْ
فالمكواة ذات الطّراز القديم خبّأتها جدّتي تحت الشّجرةْ
كي نُبايعها كلّما هدّنا الشّوق إلى العهد الجليلْ
نتابع إلهامها في رسائل التّأييد والتّأبيد والإخلاصْ
أو ربّما احتجنا إليها ذات مرّة في عراك طويل مع الحكومة العفنة!
لا شيء يشير إلى أنّ الكلام سيُصبِح واضحاً
حتّى القهوة أخت الكلام الجميلِ
امتنعت عن أن تغنّي كلّ صباح على شفاهي اليبسة
والشّارع المحنيُّ كالظّلّْ
لم ينم منذ أن خرجت رائحة اللّيل إلى العلنْ...!
آذار/ 2019