المضاعفات المحتملة لمريض السكري بسبب صيام شهر رمضان
الصيام ينطوي على مخاطر متعددة بالنسبة لمرضى السكري - النوع الأول، ومرضى السكري - النوع الثاني الذين لم يحسنوا التحكم في مستويات جلوكوز الدم، ومن أكبر مضاعفات السكري المحتملة التي قد يسببها الصيام؛ الهبوط الخطير في سكر الدم (فرط هبوط سكر الدم أو الهيبوجلايسيميا) ، والارتفاع الخطير في سكر الدم (فرط ارتفاع سكر الدم أو الهايبرجلايسيميا)، والحماض الكيتوني، والخُثرات الدموية لدى مريض السكري.
فرط هبوط سكر الدم (الهيبوجلايسيميا)، وفرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرجلايسيميا)
فرط هبوط سكر الدم (الهيبوجلايسيميا) هو انخفاض مستوى سكر الدم تحت المستويات الطبيعية ( أقل من 70 ملغم/ديسيلتر أو 3.9 مليمول/لتر)، وأما فرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرجلايسيميا) فهو ارتفاع مستوى سكر الدم فوق المستويات الطبيعية ( أكثر من 200 ملغم/ديسيلتر أو 11.1 مليمول/لتر)، والذي قد يؤدي إلى حدوث الحماض الكيتوني السكري (غيبوبة السكري) لدى المرضى المصابين بالنوع الأول من السكري.
الحماض الكيتوني السكري (غيبوبة السكري)
عندما لا تحصل خلايا الجسم على الجلوكوز الكافي، فإنها تبدأ في حرق الدهون للحصول على الطاقة، وحينما يحرق الجسم الدهون بدلاً من الجلوكوز فإنه ينتج عن ذلك فضلات تسمى الكينونات، وهذه الكينونات قد تزيد من حموضة الدم، مما يشكل خطورة كبيرة على المريض كما أن الانخفاض الزائد للأنسولين، والمبني على فرضية انخفاض كمية الغذاء التي تدخل الجسم في رمضان، قد يضاعف من خطر الحماض الكيتوني السكري.
علماً بأن مرضى النوع الأول من السكري الذين يخططون لصيام شهر رمضان هم الأكثر عرضة للإصابة بالحماض الكيتوني السكري، لا سيما إذا تكررت لديهم الإصابة بفرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرجلايسيميا) قبل دخول شهر رمضان.
الجفاف والخثرات الدموية
صيام شهر رمضان قد يسبب الجفاف لمريض السكري، نظرًاً لافتقار الجسم للسوائل، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات الحرارة والرطوبة في قطر خلال فصل الصيف، والجفاف قد يتسبب في زيادة لزوجة الدم، وهي قد تزيد من احتمال الإصابة بالخثرات الدموية، ولذا فإنه يتعين على مرضى السكري الذين يصومون شهر رمضان أن يشربوا كميات وفيرة من الماء خلال ساعات الليل، لحماية أنفسهم من الجفاف وما ينجم عنه من مضاعفات.
إدارة الحالة:
بالنسبة لمرضى السكري الذين يخططون لصيام شهر رمضان، هناك العديد من الأمور التي ينبغي أن تُؤخذ في الحسبان، من ذلك مراقبة مستويات سكر الدم، والتغذية، والتمارين الرياضية، فضلاً عن صيام الحامل في رمضان كما أنه ينبغي أن يكون معلومًاً أن الصيام لا يُوصَى به جميع مرضى السكري.
مراقبة مستويات سكر الدم من حينٍ لآخر
إذا كنت مريضًا بالسكري، وتخطط للصيام خلال شهر رمضان المبارك؛ فإننا ننصحك بقياس مستوى سكر الدم لديك، بين الفينة والأخرى، طوال ساعات اليوم، وهذا يعد ضروريًاً بصفة خاصة للمرضى الذين يتعالجون بالأنسولين، ونحن ننصحك بفحص مستويات سكر الدم لديك، أربع مرات في اليوم، على الأقل:
- من 10:00 صباحًا إلى 11:00 صباحًا.
- من 03:00 مساءً إلى 04:00 مساءً.
- بعد 3 ساعات من الإفطار.
- قبل السحور مباشرةً.
فإذا تبين لك وجود مؤشرات على حدوث فرط هبوط سكر الدم (الهيبوجلايسيميا) أو فرط ارتفاع سكر الدم (الهايبرجلايسيميا)، فإننا ننصحك بقطع الصيام والإفطار على الفور، وذلك سعيًاً للحفاظ على مستوى طبيعي من سكر الدم، ومنعًا لحدوث مضاعفات السكري الخطيرة.
وبإمكان الطبيب أو مثقف السكري أن يزود المريض بالمزيد من التفاصيل حول التحكم في مستوى سكر الدم خلال شهر رمضان المبارك، ويساعده على إدراك متى يتعين عليه أن يبادر بقطع الصيام.