تعريف الادارة:
إن وضع تعريف محدد وشامل للمصطلحات فى العلوم الاجتماعية بصفة عامة وفى الادارة بصفة خاصة من الأمور الصعبة الشائكة، لان الإنسان بطبعه كائن ديناميكي ومتطور ومتغير، بالإضافة إلى التأخر الكبير فى الاهتمام بعلم الادارة وبنائها النظري، وتعدد العلوم التي تدرس الادارة وكل علم أو مدرسه تدرس الادارة من الزاوية الخاصة بها وبالتالي تتعدد التعريفات
وفيما يلي بعض منها:
• الادارة هي تحديد ما يجب أن يقوم به العاملون من اجل تحقيق الأهداف المحددة ثم التأكد من أنهم يقومون بذلك بأفضل الطرق واقل التكاليف.
• الادارة هيا تحديد الأهداف المطلوب إنجازها وتخطيط وتنظيم وقيادة وتوجيه ورقابة جهود المرؤوسين من اجل تحقيق هذه الأهداف بأقصى كفاءة.
• الادارة هي تنظيم استخدام الموارد المادية والمالية والبشرية من اجل تحقيق أهداف محددة.
• الادارة هيا إنجاز الأشياء والوصول إلى الأهداف من خلال الآخرين.
• الادارة هي قيادة مجموعة من الأفراد للوصول إلى هدف محدد بصرف النظر عن طبيعة او مشروعية هذا الهدف.
• الادارة هي تحديد الأهداف المطلوب تنفيذها وتخطيط وتنظيم وتوجيه وقيادة وتنسيق وتنمية جهود ومهارات العاملين من اجل تنفيذ هذا الهدف .
الادارة بين العلم والفن:-
الادارة كعلم:
مجموعه من المبادىء والأسس والقوانين والنظريات الخاصة بقيادة وتوجيه جهود وأنشطة المرؤوسين نحو تحقيق هدف محدد.
الادارة كفن:
مجموعه من المهارات والقدرات والمواهب والخبرات التي يكتسبها المديرون من واقع الممارسة الفعلية والخبرة العملية.
ورغم كل الجهود المبذولة لتحويل الادارة إلى علم له أصول ومبادىء ونظريات، ورغم الاتجاه الواسع نحو استخدام الأساليب الرياضية والإحصائية وبحوث العمليات فى كافة فروع الادارة، ورغم
محاولة الاستفادة من العلوم السلوكية وعلم النفس والاجتماع وتطبيق مبادئه فى مجال الادارة نجد التالي:
• لا زال المديرين يتخذون قراراتهم على أساس الحدس والتخمين والبديهية
• لازالت المشكلات الإدارية أصعب من ان توضع فى شكل قوالب رياضية او أنماط عملية ثابتة ومستقرة.
• نجد ان هناك فروق بين الدول المتقدمة وبين الدول النامية فى طبيعة الادارة كعلم وفن
1. الادارة فى الدول المتقدمة علم أكثر منها فن بمعنى ان الادارة فى هذه الدول تعتمد على التفكير العلمي وعلى المنهج العلمي فى اتخاذ القرارات وفى القيام بوظائف الادارة على أساس النظريات والمبادىء والأصول العلمية.
2. الادارة فى الدول المتخلفة فن أكثر منها علم بمعنى أنها تعتمد على المهارات والخبرات الشخصية أكثر منها على المبادىء والأصول العلمية بل يمكن القول ان الادارة تقترب من العشوائية فى هذه الدول أكثر منها إلى العلم.
3. نفس القول صحيح عند الحديث عن المنظمات المتقدمة والناجحة والمنظمات الفاشلة فالإدارة فى الأولى علم ثم فن وفى الثانية فن أكثر منها علم .
نستنتج من ذلك أن الادارة تجمع بين العلم والفن وتختلف درجة اقترابها من العلم أو الفن باختلاف نوع وحجم المنظمات وظروف البيئة المحيطة بها والعاملين بهذه المنظمات.
العوامل الممهدة لظهور علم الادارة:
ان تطبيق الادارة وممارستها فى الواقع بدا منذ فجر التاريخ وبداية ظهور المدنية، فإذا نظرنا للمصريين القدماء نجد ان عندهم قدرات إدارية فعّالة فى بناء الاهرامات والمعابد وإدارة شئون دولتهم وينطبق نفس الشىء على الحضارات القديمة مثل الصين وبابل والإمبراطورية الفارسية والرومانية وقدم المسلمون نماذج مبهرة فى مجال الادارة جعلتهم ينتقلون من حياة البداوة إلى دولة مترامية الأطراف ذات حضارة عظيمة.
ولكن دراسة الادارة كعلم له مبادىء ونظريات لم يبدأ إلا نتيجة للثورة الصناعية أواخر القرن التاسع عشر، وما صاحبها من ظهور اختراعات عديدة الذي أدى إلى تقدم الصناعة الآلية بشكل كبير وإنشاء المصانع الكبرى والتوسع فى الإنتاج
ومن الأسباب التي أدت لظهور علم الادارة ما يلي :
1. اتساع حجم المشروعات والتوسع والتطور أدى إلى كبر وتعقد مشاكل إدارة هذه المشروعات.
2. ظهرو الشركات المساهمة على نطاق واسع مكن عدد كبير من أصحاب رؤوس الأموال من استثمارها عن طريق شراء الأسهم ومع ازدياد عدد حاملي الأسهم أصبح من الصعب عليهم إدارة المشروع، فكان من الضروري وجود فئة من المديرين المحترفين عليهم إدارة المشروع مما أدى إلى فصل الادارة عن ملكية المشروع، وعلى هذا الأساس أصبحت فئة المديرين هي المسئولة عن نجاح المشروع أو فشله، مما دفعهم للبحث عن أساليب إدارية أفضل لأداء مسئولياتهم نحو أصحاب رأس المال، وبهذا انتقلت السيطرة على المشروعات من طبقة الملاك إلى طبقة المديرين، وأطلق على هذا التحول اصطلاح الثورة الإدارية.
3. تطبيق مبدأي تقسيم العمل والتخصص: مع كبر المشروعات ثم تطبيق مبدأي تقسيم العمل والتخصص أدى ذلك إلى سرعة أداء العمل وإتقان الأفراد لأعمالهم المتخصصة وزيادة الإنتاج بكميات كبيرة، ولكن أدى هذا إلى ظهرو مشاكل إدارية منها ضرورة التنسيق والتخطيط بين أجزاء العمل وكذلك الرقابة الجيدة على العمال.
4. مع زيادة عدد المشروعات الخاصة فى ظل النظم الرأسمالية وُجدت العديد من المشاكل لتعارض مصالح الأفراد مع مصلحة المجتمع فى اغلب الأحيان، فكان ان تدخلت الدولة بأشكال مختلفة من الضوابط لتوجيه وضبط حركة المشروعات الخاصة مثل قوانين حماية المستهلك ورقابة جودة المنتجات أو تحديد حد أدنى من الأجور وتشيع المشروعات ببعض الامتيازات مثل الإعفاءات الجمركية أو الضريبة، وقد ضاعف ذلك من أعباء ومسئولية إدارة المشروع وتطلب الأمر ضرورة قيام المديرين بالتعمق فى دراسة علاقة المشروع بالدولة والمجتمع والتشريعات المنظمة لذلك.
وقد ظهر عدد من رجال الادارة والباحثين الذين حاولوا معالجة مشاكل الادارة بالأسلوب العلمي المنظم بدلا من الاعتماد على أسلوب التجربة والخطأ، مما أدى إلى ظهور اتجاهات ومناهج مختلفة لدراسة الادارة وفيما يلي نبذة مختصرة لهذه المدارس أو المداخل حسب تطورها التاريخي.
مدخل الادارة العلمية:
ارتبطت أفكار الادارة العلمية باسم فردريك تيلور ( 1856 – 1915 ) وكان يعمل مهندس بإحدى شركات الصلب بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان الهدف الاساسى للإدارة هو الحصول على اكبر قدر من الرفاهية لصاحب العمل مصحوبة بأكبر قدر من الرفاهية الممكنة للعامل، ويكون ذلك عن طريق الزيادة فى إنتاجية الأفراد.
وقد لاحظ تيلور ان تحقيق الزيادة فى الإنتاجية يحده قيدان:
• جهل الادارة بالطرق العلمية اللازمة لتحديد كمية العمل وزمنه
• كسل أو تكاسل العمال فى تأدية العمل بسبب الميل الغريزى فى الإنسان ناحية الكسل، ومن ناحية أخرى عدم وجود حافز تشجيعي لزيادة الجهد فى تأدية العمل من ناحية أخرى.
ويتلخص أسلوب الادارة العلمية عند تيلور فى ان هناك دائما طريقه نموذجية أو نمطية لأداء أي عمل وان هدف الادارة العلمية هو التوصل أو التعرف على الأسلوب الوحيد الأفضل لإتمام العمل بشكل.
فقد لاحظ تيلور ان كل عملية يقوم بها العامل تتكون من عدة حركات بسيطة، يمكن تحليلها وقياس الوقت الذي تستغرقه هذه الحركات باستخدام ساعة التوقيت الخاص، وذلك بغرض اختصار وتفادى الحركات الغير ضرورية وتحسين الأداء، ثم تحديد الوقت النموذجي لأداء كل عملية يقوم بها العامل، وسميت هذه الطريقة باسم " دراسة الوقت والحركة ".
فقام فى بعض الحالات بدراسة الجانب المادي للعمل فوجد مثلا ان الوزن الأمثل لحمولة الجاروف هي 22 رطل، وان هناك شكل مناسب لكل نوع من أنواع الجرف. وفى حالات أخرى قام بدراسة الجانب البشرى للعمل فوجد انه من الممكن تدريب العامل الذي يقوم بمناولة الحديد الخام لعربات السكة الحديد بحيث تزداد الحمولة التي يقوم بمناولتها من 12.5 طن إلى 47.5 طن يوميا اى زيادة فى إنتاجية الفرد إلى ما يقرب من أربعة أمثالها (400%).
ساحة النقاش