الرئيس الأسد لمجلة فورن افيرز الأمريكية: الشعب السوري رفض الإرهابيين وأظهر دعما متزايدا لحكومته وجيشه.. إسرائيل تقدم الدعم للتنظيمات الإرهابية في سورية(النص الكامل)
26/01/2015
========================
أكد السيد الرئيس بشار الأسد أنه في كل حالة أراد الجيش السوري الدخول إلى منطقة معينة نجح في ذلك لكن لا يمكن للجيش العربي السوري أن يوجد في كل كيلو متر من الأراضي السورية .. هذا مستحيل.
وقال الرئيس الأسد في مقابلة مع مجلة فورن افيرز الأميركية: حققنا بعض التقدم خلال السنتين الماضيتين مشيرا إلى أن ما كسبناه أن الشعب السوري رفض الإرهابيين وأظهر دعما متزايدا لحكومته وجيشه.
وأكد الرئيس الأسد: منذ البداية كنا منفتحين على أي حوار مع أي طرف في سورية لافتا إلى أن ما سيجري في موسكو ليس مفاوضات للتوصل إلى حل .. بل إنه تحضير للمؤتمر.
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
السؤال الأول..
سأبدأ بسؤالكم عن الحرب التي مضى على بدايتها ما يقرب من أربع سنوات .. وأنتم تعلمون إحصائياتها.. قتل أكثر من مئتي ألف شخص وجرح مليون شخص وهرب أكثر من ثلاثة ملايين سوري إلى خارج البلاد طبقاً للأمم المتحدة.. كما تعرضت قواتكم أيضا لخسائر كبيرة.. لا يمكن لهذه الحرب أن تستمر إلى ما لا نهاية.. كيف ترون نهاية هذه الحرب…
الرئيس الأسد..
أي حرب في أي مكان من العالم وكل حرب حدثت في الماضي تنتهي بحل سياسي لأن الحرب نفسها ليست الحل.. لنقل إن الحرب هي إحدى أدوات السياسة وهكذا فالنهاية هي التوصل إلى حل سياسي.. هكذا نراها.. هذا هو العنوان العريض.
السؤال الثاني..
لا تعتقدون أن هذه الحرب ستنتهي عسكريا…
الرئيس الأسد..
لا.. أي حرب تنتهي بحل سياسي.
الشعب السوري لا يزال مع وحدة سورية ولا يزال يدعم الحكومة
السؤال الثالث..
يمكن للمرء أن يقول تقريبا.. إن بلادكم باتت منقسمة على نحو متزايد إلى ثلاث دويلات.. واحدة تسيطر عليها الحكومة.. وواحدة يسيطر عليها /داعش/ و/جبهة النصرة/.. والثالثة تسيطر عليها المعارضة السنية والكردية الأكثر اعتدالا.. كيف ستعيدون توحيد سورية…
الرئيس الأسد..
أولاً هذه الصورة ليست دقيقة.. حيث لا تستطيع التحدث عن دويلات ما لم تتحدث عن الناس الذين يعيشون في تلك المناطق.. الشعب السوري لا يزال مع وحدة سورية ولا يزال يدعم الحكومة.. أما الفصائل التي تحدثت عنها فهي تسيطر على بعض المناطق لكنها تنتقل من مكان إلى آخر.. ليست مستقرة.. وليست هناك خطوط واضحة تفصل بين القوى المختلفة.. في بعض الأحيان تكون متشابكة مع بعضها بعضاً.. لكن القضية الأساسية تتعلق بالسكان الذين لا يزالون يدعمون الدولة بصرف النظر عما إذا كانوا يدعمونها سياسياً أو لا.. إنهم يدعمون الدولة كممثل لوحدة سورية.. هذا ما أعنيه بدعم الدولة.. وطالما ظل الشعب السوري يؤمن بوحدة سورية فإن أي حكومة وأي مسؤول يمكن أن يوحد سورية.. والعكس بالعكس. إذا كان الشعب منقسماً إلى فئتين أو ثلاث فئات أو أكثر.. فلا أحد يستطيع أن يوحد هذا البلد.. هكذا ننظر إلى الأمر.
السؤال الرابع..
هل تعتقد أن السنة والأكراد ما زالوا يؤمنون بسورية موحدة…
الرئيس الأسد..
إذا سرت في دمشق الآن تستطيع أن ترى جميع ألوان المجتمع السوري سواء كان من الناحية العرقية أو الدينية أو الطائفية.. جميعهم يعيشون معاً.. الانقسامات في سورية لا تستند إلى أساس طائفي أو عرقي.. حتى المناطق الكردية تتواجد فيها الألوان المختلفة التي تحدثت عنها.. وفيها من العرب أكثر مما فيها من الأكراد.. إذاً الأمر لا يتعلق بالعرق أو الدين بل بالفصائل التي تسيطر عسكرياً على مناطق معينة.
منذ البداية كنا منفتحين على أي حوار مع أي طرف في سورية
السؤال الخامس..
قبل عام من الان.. كانت المعارضة والحكومات الأجنبية تصر على أن تتنحى.. وتضع ذلك كشرط مسبق للمفاوضات.. أما الان فلم تعد تفعل ذلك.. بات الدبلوماسيون الان يبحثون عن تسوية انتقالية تسمح لك بالاحتفاظ بدور.. اليوم نشرت صحيفة /نيويورك تايمز/ مقالة تتحدث عن زيادة الدعم الأميركي للمبادرة الروسية ومبادرة الأمم المتحدة وأقتبس من المقالة قولها.. //إن ثمة تراجعا غربيا هادئا عن مطالبة الرئيس السوري بالتنحي الفوري//..
بالنظر إلى هذا التحول في الموقف الغربي.. هل بتم أكثر استعدادا للتوصل إلى حل تفاوضي للصراع يفضي إلى عملية سياسية انتقالية…
1الرئيس الأسد..
منذ البداية كنا منفتحين على أي حوار مع أي طرف في سورية.. وأنا لا أقصد الأحزاب السياسية فقط.. بل أي تيار أو شخصيات أو لنقل أي كيان سياسي.. وغيرنا الدستور.. ونحن منفتحون على كل شيء.. لكن عندما ترغب بالقيام بأمر ما فإن ذلك لا يتعلق بالمنصب ولا بالحكومة بل بالسوريين أنفسهم.. قد يكون هناك أغلبية في الوسط لا تنتمي إلى أي طرف.. فإذا أردت أن تقوم بأي تغيير أو التوصل إلى أي حل سياسي ينبغي لكل سوري أن يعبر عن رأيه في ذلك. طالما أنك تتحدث عن مشكلة وطنية.. بالتالي عندما تجري حواراً فإنه لا يكون فقط بين الحكومة والمعارضة.. بل بين جميع الأحزاب والكيانات السورية.. هكذا ننظر إلى عملية الحوار.. هذا أولاً. ثانياً.. مهما كان الحل الذي ترغب بالتوصل إليه في النهاية فعليك أن تعود إلى الشعب من خلال استفتاء لأن ذلك سيتعلق بالدستور وبتغيير النظام السياسي وأي شيء آخر وبالتالي الشعب السوري هو من يقرر ذلك.
السؤال السادس..
إذاً.. أنت تقول إنك لن توافق على أي عملية انتقال سياسي ما لم يتم إجراء استفتاء يدعم هذه العملية…
الرئيس الأسد..
تماماً.. الشعب هو الذي ينبغي أن يتخذ القرار وليس أي طرف اخر.
عندما يجري نقاش ينبغي الفصل بين المعارضة الوطنية وبين شخصيات لا تعدو كونها دمى
السؤال السابع..
هل يعني ذلك عدم إمكانية إجراء مفاوضات…
الرئيس الأسد..
لا أبداً.. نحن ذاهبون إلى روسيا وسنتفاوض. لكن هناك سؤال آخر هنا.. مع من تتفاوض… نحن كحكومة لدينا مؤسسات.. ولدينا جيش.. ولدينا نفوذ.. سواء كان إيجابياً أو سلبياً أو في أي اتجاه.. وفي الوقت الذي نريد. أما الأشخاص الذين ستتفاوض معهم فمن يمثلون… هذا هو السؤال. عندما تتحدث عن معارضة فإن لذلك معنى.. للمعارضة عادة وفي كل الدول ممثلون في الإدارة المحلية.. في البرلمان وفي المؤسسات.. ينبغي أن يكون لديها قواعد شعبية تتحدث هذه المعارضة نيابة عنها. مشكلتنا في الأزمة الراهنة أن علينا أن نسأل عن نفوذ هذه الأطراف على الأرض. عليك أن تعود إلى ما أعلنته الجماعات المسلحة عندما قالت مراراً إن هذه المعارضة لا تمثلنا ولا نفوذ لها علينا. وعليه ومن الناحية العملية فإذا أردت أن تجري حواراً مثمراً ينبغي لهذا الحوار أن يجري بين الحكومة وهذه الجماعات المسلحة. هذه هي الحقيقة. كما أن هناك عاملاً اخر يتعلق بالنقاش مع المعارضة.. فهناك معارضة وطنية بمعنى أنها تعمل لمصلحة الشعب السوري.. بينما لا يمكن أن تكون معارضة إذا كانت مجرد دمى في أيدي قطر أو السعودية أو أي بلد غربي بما في ذلك الولايات المتحدة.. أو تتلقى أموالاً من الخارج. ينبغي لهذه المعارضة أن تكون سورية. لدينا معارضة وطنية. أنا لا أقصي أحداً ولا أقول إن كل أطياف المعارضة غير وطنية. ما أقوله هو أنه عندما يجري نقاش ينبغي أن يتم الفصل بين المعارضة الوطنية وبين شخصيات لا تعدو كونها دمى. ليس كل حوار مثمراً.
السؤال الثامن..
هل يعني ذلك أنكم لن تجتمعوا مع قوات المعارضة التي تدعمها بلدان خارجية…
الرئيس الأسد.. سنتحاور مع الجميع.. ليس لدينا أي شرط.
الصحفي.. دون شروط.
الرئيس الأسد.. دون شروط.
الصحفي.. ستلتقون مع أي شخص كان.
الرئيس الأسد.. نعم سنلتقي الجميع. لكن إذا أردت التوصل إلى نتيجة ينبغي أن تسأل كل واحد منهم.. من تمثل… هذا ما أعنيه.
السؤال التاسع..
إذا لم أكن مخطئاً فإن معاون المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا موجود الان في دمشق. إنهم يقترحون إجراء مرحليا يتمثل في وقف إطلاق نار وتجميد القتال في حلب. هل توافقون على ذلك…
الرئيس الأسد..
نعم.. لأننا كنا قد نفذنا ذلك قبل تكليف دي ميستورا كمبعوث دولي إلى سورية. كان ذلك في مدينة حمص وهي مدينة كبيرة أخرى.. كما نفذنا ذلك على نطاق أضيق في ضواح وقرى أخرى. وقد نجح ذلك.
إذاً.. الفكرة جيدة جداً.. لكنها تعتمد على التفاصيل. دي ميستورا أتى إلى سورية بعناوين. وافقنا على بعض هذه العناوين والآن ننتظر أن يأتي بخطة مفصلة وبجدول زمني من الألف إلى الياء. نحن ننتظر ونناقش الأمر مع معاونه.
السؤال العاشر..
في الماضي كنتم تصرون على إلقاء المسلحين لأسلحتهم كشرط مسبق لأي وقف لإطلاق النار.. وهو ما لم يكن مقبولاً من منظورهم. هل ما زال هذا الشرط المسبق قائماً…
الرئيس الأسد..
نحن عادة أمام سيناريوهات مختلفة لعمليات المصالحة المختلفة. في بعض المناطق.. سمحنا لهم بمغادرة المناطق المأهولة من أجل منع سقوط ضحايا بين المدنيين. غادروا تلك المناطق مع أسلحتهم. أما في مناطق أخرى فلم يحدث ذلك.. سلموا أسلحتهم وغادروا. الأمر يعتمد على ما يعرضونه وما يعرض عليهم.
السؤال الحادي عشر..
الجواب ليس واضحاً بالنسبة لي.. هل تصرون على أن يسلموا سلاحهم…
الرئيس الأسد..
لا.. في بعض المناطق لم يسلموا سلاحهم.. بل تركوا المناطق مع أسلحتهم.
ما سيجري في موسكو ليس مفاوضات للتوصل إلى حل.. بل إنه تحضير للمؤتمر
السؤال الثاني عشر..
هل أنت متفائل حيال محادثات موسكو…
الرئيس الأسد..
ما سيجري في موسكو ليس مفاوضات للتوصل إلى حل.. بل إنه تحضير للمؤتمر.
مداخلة.. إنها محادثات حول المحادثات.
2الرئيس الأسد..
تماماً.. إنها عبارة عن تحضير للمحادثات.. عند الشروع في التحدث عن المؤتمر.. ما هي المبادئ والأسس التي سيعقد المؤتمر بناءً عليها… سأعود إلى نفس النقطة.. وسأكون صريحا.. فبعض الشخصيات دمى.. كما قلت.. في أيدي بلدان أخرى وهي تنفذ أجنداتها. ونحن نعلم أن هناك بلداناً مثل فرنسا على سبيل المثال لا مصلحة لها بنجاح ذلك المؤتمر.. وبالتالي فإنها ستعطي الأوامر بإفشاله.. هناك شخصيات أخرى لا تمثل سوى نفسها.. إنها لا تمثل أحداً في سورية.. وبعضهم لم يعش في سورية على الإطلاق.. وبالتالي فإنهم لا يعرفون شيئاً عن البلد. بالطبع هناك شخصيات تعمل من أجل المصلحة الوطنية.. وهكذا.. فعندما نتحدث عن المعارضة ككيان واحد.. من سيكون له نفوذ على الآخرين… هذا ليس واضحاً بعد.. التفاؤل كلمة مبالغ فيها.. لا أقول إني متشائم.. لنقل إن لدينا أملا في أي فعل نقوم به.
السؤال الثالث عشر..
يبدو أن الأميركيين باتوا في الأيام الأخيرة أكثر دعماً لمحادثات موسكو.. في البداية لم يكونوا كذلك.. بالأمس قال وزير الخارجية كيري شيئاً يفيد بأن الولايات المتحدة تأمل بأن تنجح هذه المحادثات وتحقق تقدماً.
الرئيس الأسد..
إنهم يقولون أشياء كثيرة.. لكن الأمر يعتمد على ما سيفعلونه.. وتعلم أن ثمة انعداما للثقة بين السوريين والولايات المتحدة.. إذاً.. علينا أن ننتظر ونرى ما سيحدث في المؤتمر.
السؤال الرابع عشر..
ما هي الطريقة المثلى من وجهة نظركم للتوصل إلى اتفاق بين الأطراف في سورية…
الرئيس الأسد..
التعامل بشكل مباشر مع المسلحين.. لكن هناك نوعان من المسلحين. الغالبية العظمى من أتباع القاعدة.. وينتظم هؤلاء في /داعش/ و/جبهة النصرة/.. وهناك فصائل مشابهة تنتمي إلى القاعدة لكنها أصغر حجماً.. هناك ما وصفها أوباما بالمعارضة الوهمية.. أي المعارضة المعتدلة.. وهي ليست فعلياً معارضة بل مجموعات مسلحة.. ومعظم هؤلاء أيضاً إما انضموا إلى القاعدة أو انضموا إلى الجيش السوري مؤخراً. خلال الأسبوع الماضي ترك عدد كبير من هؤلاء تلك المجموعات وعادوا إلى الجيش السوري.
ينبغي تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2170 الذي يتعلق بالامتناع عن دعم وتمويل وتسليح “داعش”
السؤال الخامس عشر..
هل هؤلاء منشقون سابقون عادوا إلى الجيش…
الرئيس الأسد..
نعم.. تركوا مواقعهم وقالوا لا نريد الاستمرار في القتال وعادوا إلى الجيش السوري.. لكن من تبقى من هؤلاء هو عدد قليل.. في المحصلة.. هل تستطيع التفاوض مع القاعدة ومن مثلها… هؤلاء ليسوا مستعدين للتفاوض.. لديهم مخططاتهم. في الواقع إن عمليات المصالحة التي بدأناها والتي سيتابعها السيد دي ميستورا تشكل الحل العملي على الأرض.. هذا أولاً.
ثانياً.. ينبغي تطبيق قرار مجلس الأمن رقم /2170/ الذي يتعلق بالامتناع عن دعم وتمويل وتسليح /داعش/ والذي صدر قبل عدة أشهر.. هذا القرار واضح لجهة منع أي جهة من دعم تلك الفصائل عسكرياً أو مالياً أو لوجستياً.. وهو ما لا تزال تركيا والسعودية وقطر تفعله حتى الآن. ما لم يتم تطبيق ذلك القرار.. لا تستطيع التحدث عن حل حقيقي.. لأنهم يستطيعون وضع العقبات طالما يستمرون في دفع الأموال.. هكذا نستطيع الشروع في العملية.
ثالثاً.. على الدول الغربية سحب هذه المظلة التي كانوا يصفونها.. ولا يزال البعض يفعل ذلك حتى الان.. بدعم المعارضة المعتدلة.. إنهم يعلمون أنه لدينا بشكل أساسي القاعدة و/داعش/ و/النصرة/.
ما جدوى بناء الثقة مع أشخاص ليس لهم أي نفوذ
السؤال السادس عشر..
هل ستكونون مستعدين لاتخاذ أي إجراءات لبناء الثقة قبل المحادثات.. كتبادل السجناء على سبيل المثال.. أو التوقف عن استعمال البراميل المتفجرة أو إطلاق سراح السجناء السياسيين من أجل بناء ثقة الطرف الاخر بأنكم ستتفاوضون بنية طيبة…
الرئيس الأسد..
المسألة ليست مسألة علاقات شخصية كي نتحدث عن الثقة.. الأمر يتعلق بالاليات.. في السياسة نتحدث فقط عن الاليات.. لا ينبغي بالضرورة أن تثق بشخص ما كي تفعل شيئاً.. إذا كانت هناك آليات واضحة يمكن التوصل إلى نتائج.. وهذا ما يريده الناس. إذاً.. السؤال هو.. ما هي الآليات التي نستطيع وضعها… وهذا سيعيدنا إلى السؤال نفسه.. من هم هؤلاء… ومن يمثلون… وما هو نفوذهم… ما جدوى بناء الثقة مع أشخاص ليس لهم أي نفوذ…
مداخلة.. عندما يجتمع طرفان للتفاوض فإن من المفيد في كثير من الأحيان أن يظهر أحد الطرفين للطرف الاخر بأنه حريص فعلاً على تحقيق التقدم من خلال اتخاذ خطوات أحادية في محاولة لتهدئة الأمور. والإجراءات التي ذكرتها سيكون لها هذا الأثر.
الرئيس الأسد..
لدينا شيء ملموس يتمثل في المصالحات.. هم يسلمون سلاحهم ونحن نمنحهم العفو.. فيعودون إلى حياتهم الطبيعية.. هذا مثال حقيقي يؤدي إلى بناء الثقة.. هذا من جهة.. من جهة أخرى ما العلاقة بين تلك المعارضة والسجناء… ليس هناك أي علاقة.. وهؤلاء ليسوا سجناءهم على أي حال.. فهذه إذاً قضية مختلفة تماماً.
السؤال السابع عشر..
هل منحتم العفو لمقاتلين…
الرئيس الأسد..
نعم.. بالطبع.. لقد فعلنا ذلك عدداً من المرات.
السؤال الثامن عشر..
ما عدد الأشخاص الذين شملهم العفو…
الرئيس الأسد..
ليس لدي العدد الدقيق تماماً لكنهم بالآلاف.
السؤال التاسع عشر..
والآن.. هل أنت مستعد للقول لكل أطياف المعارضة إنهم إذا ألقوا أسلحتهم فسيكونون آمنين…
الرئيس الأسد..
لقد قلت ذلك في أحد خطاباتي.
السؤال العشرون..
وكيف يضمنون أنهم سيكونون امنين لأن لديهم ما يدعوهم إلى عدم الثقة بحكومتكم.
الرئيس الأسد..
لا يمكن لهم ذلك.. لكن في المحصلة فإن أكثر من 50 بالمئة من هذه العمليات نجحت.. و50بالمئة في مثل هذه الظروف تعد نجاحاً ليس هناك شيء مطلق.. وينبغي أن تتوقع بعض النواحي السلبية لكنها ليست النواحي الطاغية.
نحن في سورية لم نسمح لأي بلد بأن يكون له نفوذ في بلدنا
السؤال الحادي والعشرون..
اسمح لي أن أغير الموضوع قليلا.. حزب الله وفيلق القدس الإيراني والميليشيات الشيعية التي تدربها إيران جميعها تلعب الان دوراً مهماً في القتال ضد المجموعات المسلحة في سورية.
بالنظر إلى ضلوع جميع هذه المجموعات في القتال.. هل أنت قلق حيال النفوذ الإيراني في بلدك… في المحصلة فإن الوضع في العراق وحتى في لبنان يثبت أنه حالما يتم ترسيخ قوة عسكرية أجنبية في البلاد فإنه يصبح من الصعوبة بمكان الطلب إليها مغادرتها.
الرئيس الأسد..
إيران بلد مهم في هذه المنطقة وقد كان لها نفوذ قبل الأزمة.. وبالتالي فإن نفوذها لا يتعلق بالأزمة.. بل يتعلق بموقفها السياسي بشكل عام.. عندما تتحدث عن نفوذ فإن ذلك يتعلق بالعوامل المختلفة التي تجعل بلداً ما نافذاً. في الشرق الأوسط.. في منطقتنا.. هناك نفس المجتمع.. نفس الأيديولوجيا.. نفس القبائل العابرة للحدود والعديد من الأشياء المتشابهة.. وبالتالي فإن هذه العوامل جميعها تصبح عابرة للحدود.. فإذا كان لبلد ما نفوذ على أحد هذه العوامل فإن نفوذ هذا البلد سيعبر الحدود.. هذا جزء من طبيعتنا.. ولا يتعلق بالصراع. بالطبع.. عندما يكون هناك صراع.. وعندما تسود الفوضى.. فإن بلداً آخر سيكتسب نفوذاً أكبر في بلدك.. وعندما لا تكون هناك إرادة بالمحافظة على سيادة البلدان سيحدث ذلك. جواباً على سؤالك أقول إن إيران ليس لديها أي مطامع في سورية.. ونحن في سورية لم نسمح لأي بلد بأن يكون له نفوذ في بلدنا.. إننا نسمح بالتعاون.. لو أردنا السماح لبلد آخر بأن يمارس نفوذه في بلدنا.. لكنا سمحنا للولايات المتحدة بذلك. في الواقع.. إن هذه هي مشكلة الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.. إذاً نحن لا نقبل بذلك.. والايرانيون من جهتهم لا يرغبون بذلك.
السؤال الثاني والعشرون..
اسمح لي بأن أتابع هذه النقطة.. في الأسبوع الماضي صرح أحد قادة القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني حجي زادة لمجلة /دير شبيغل/ أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران أمر قواته ببناء وتشغيل معامل لإنتاج الصواريخ في سورية.. وهذا يوحي بأن إيران تلعب دوراً متنامياً وتقوم بذلك بمفردها وليس بالضرورة بالتشاور معكم.
الرئيس الأسد..
لا.. إن لعب دور من خلال التعاون يختلف عن لعب دور عن طريق الهيمنة.
السؤال الثالث والعشرون..
إذاً.. كل ما تقوم به إيران في سورية..
الرئيس الأسد..
يتم بالتعاون الكامل مع الحكومة السورية.. هكذا كان الأمر دائماً.
السؤال الرابع والعشرون..
إيران بالنهاية دولة.. لكن هناك ميليشيات تلعب دوراً أكثر تعقيداً.. وإحدى مشاكل العمل مع هذه المجموعات تتمثل في أنها على عكس الحكومات قد لا تكون مستعدة للتعاون.. حيث ليس من الواضح دائماً إلى من يمكن أن تتحدث.. هل أنتم قلقون حيال قدرتكم على السيطرة على هذه القوى وكبح جماحها إذا تطلب الأمر ذلك… وثمة سؤال ذو صلة يتعلق بالهجوم الذي شنته إسرائيل هذا الأسبوع على قوات تابعة لحزب الله في الجولان.. يشير الإسرائيليون إلى أنهم هاجموا هذه القوات لأن حزب الله كان يخطط لمهاجمة إسرائيل من الأراضي السورية.. ألا يبرز هذا الخطر المتمثل في السماح لميليشيات بتنفيذ أجندات خاصة بها لا تتطابق تماماً مع أجنداتكم بالمشاركة في هذه الحرب…
الرئيس الأسد..
هل تعني ميليشيات سورية أم أي ميليشيات بشكل عام…
الصحفي.. أقصد بشكل خاص حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية.
الرئيس الأسد..
من نافل القول إن مؤسسات الدولة هي وحدها الضامنة لتحقيق الاستقرار وفرض النظام.. أما أي عامل يمكن أن يلعب دوراً بموازاة دور الحكومة فيمكن أن يكون إيجابياً وجيداً في ظروف معينة.. لكن ستكون له دائماً اثار جانبية سلبية.. هذه طبيعة الأمور. إن وجود ميليشيات تدعم الحكومة يعد من الاثار الجانبية للحرب.. لكن تنبغي محاولة السيطرة على هذه الاثار الجانبية..
إذا سألت أي سوري عن هذا الموضوع فإنه سيعطيك جواباً مماثلاً.. الأكيد أن أي مواطن سوري يشعر براحة أكبر عند التعامل مع مؤسسات الدولة وجيشها وقوات أمنها.. لكن ما حدث في القنيطرة أمر مختلف تماماً.. لم يحدث أن انطلقت أي عملية ضد إسرائيل من مرتفعات الجولان منذ وقف إطلاق النار عام 1974 وبالتالي فإن ادعاء إسرائيل بأن ثمة خطة لشن عملية ضدها من الجولان ابعد ما يكون عن الواقع.. إنها مجرد ذريعة لأنهم أرادوا اغتيال اشخاص معينين من حزب الله.
السؤال الخامس والعشرون..
إلا أن الإسرائيليين كانوا حذرين جداً منذ بداية الحرب في ألا يتورطوا في الأحداث إلا عندما يشعرون بأن مصالحهم مهددة.
الرئيس الأسد..
هذا غير صحيح.. لأنهم يهاجمون سورية منذ حوالي العامين دون أي مبرر.
مداخلة.. وفي كل مرة كانوا يقولون انهم يفعلون ذلك لأنه كان يتم تمرير أسلحة لحزب الله من إيران عبر سورية.
الرئيس الأسد..
لقد هاجموا مواقع للجيش السوري.. ما العلاقة بين حزب الله ومواقع الجيش السوري…
الصحفي.. كانت تلك حوادث أطلق فيها الجيش النار عرضاً..
الرئيس الأسد..
هذه ادعاءات زائفة.
إسرائيل تقدم الدعم للجماعات المسلحة في سورية ولدى القاعدة قوى جوية هي القوات الجوية الإسرائيلية
السؤال السادس والعشرون..
إذاً ما هي الأجندة الحقيقية لإسرائيل في رأيكم…
الرئيس الأسد..
إنهم يقدمون الدعم للجماعات المسلحة في سورية.. هذا واضح تماماً.. كلما حققنا تقدماً في مكان ما يقوم الإسرائيليون بالهجوم من أجل التأثير على فعالية الجيش السوري.. هذا واضح جداً.. ولذلك يسخر بعض السوريين ويقولون.. كيف يقال إن القاعدة لا تمتلك قوى جوية… في الواقع لديهم قوى جوية هي القوات الجوية الإسرائيلية.
السؤال السابع والعشرون..
بالعودة إلى سؤالي حول الميليشيات.. هل تشعرون بالثقة بأنكم ستتمكنون من السيطرة عليها عند انتهاء الحرب… في المحصلة.. كي تتمكن أي حكومة من فرض سيادتها الفعلية ينبغي أن يكون لها احتكار حصري على استعمال القوة.. وهذا أمر صعب عندما تكون هناك مجموعات مسلحة مستقلة في أنحاء مختلفة من البلاد.
الرئيس الأسد..
هذا بديهي.. حيث لا تستطيع الدولة أن تفي بالتزاماتها حيال المجتمع إذا لم تكن هي الجهة الوحيدة التي تفرض النظام في البلاد.
مداخلة.. لكنكم ترون في حالة العراق مثلاً مدى صعوبة تحقيق ذلك بسبب وجود كل تلك الميليشيات الشيعية التي تمتعت بالقوة خلال الحرب.
الرئيس الأسد..
ثمة سبب مهم للغاية لما حدث في العراق وهو أن بول بريمر لم يضع دستوراً لدولة.. بل وضع دستوراً لفصائل.. هذا أحد الأسباب.. أما في سورية.. فلماذا صمد الجيش على مدى أربع سنوات رغم كل هذا الحصار ورغم هذه الحرب ومشاركة عشرات الدول فيها ضد سورية ودعمها للجماعات المسلحة… لدينا دستور علماني.. بينما دستور العراق طائفي.. هذا هو السبب.. عندما تتحدث عن دستور طائفي فإنه ليس دستوراً على الإطلاق.
السؤال الثامن والعشرون..
لكن ماذا ستفعلون حيال هذه الميليشيات عندما تنتهي الحرب…
الرئيس الأسد..
ينبغي أن تعود الأمور إلى الحالة الطبيعية التي كانت سائدة قبل الحرب.
السؤال التاسع والعشرون..
وهل أنتم واثقون من ذلك…
الرئيس الأسد..
نعم.. فليس لدينا خيار آخر.. هذا هو دور الحكومة.. وهذا أمر بديهي.
السؤال الثلاثون..
ما أثر انخفاض أسعار النفط على الحرب في سورية حيث إن اثنين من أوثق حلفائكم وداعميكم أي إيران وروسيا يعتمدان بشكل كبير جداً على أسعار النفط وقد عانيا من أضرار كبيرة على موازنتيهما في الأشهر الأخيرة بسبب انخفاض أسعار النفط.. هل أنتم قلقون من قدرتهما على الاستمرار في مساعدتكم…
الرئيس الأسد..
لا.. لأنهم لا يعطوننا المال.. وبالتالي ليس لذلك أي أثر على سورية.. حتى لو أرادوا مساعدتنا فإننا نأخذ قروضاً.. كأي بلد آخر.. إذا لم نستطع الدفع مباشرة نقترض.. في بعض الأحيان نستطيع الدفع وفي أحيان أخرى نلجأ للقروض.
مداخلة.. إلا أن الدعم العسكري الذي يقدمانه يكلف مالاً.. وإذا لم يكن لديهما المال الكافي لدعم جيشيهما.. ألن يتسبب هذا بمشكلة لكم…
الرئيس الأسد..
لا.. لأنه عندما تدفع مالاً مقابل الأسلحة التي تحصل عليها أو مقابل أي سلع أخرى.. فلا مشكلة لديهم في ذلك.
السؤال الحادي والثلاثون..
إذاً أنت تقول إن كل ما تحصلون عليه من الإيرانيين والروس ما زال مستمراً..
الرئيس الأسد..
حتى الآن لم نر أي تغيير.. أما فيما يتعلق بالأثر الذي أحدثه ذلك عليهما.. فلا أستطيع الإجابة.
السؤال الثاني والثلاثون..
قلت في مقابلات سابقة إنكم وحكومتكم ارتكبتم أخطاء خلال الحرب.. ما هي تلك الأخطاء وهل هناك ما تندمون عليه...
3الرئيس الأسد..
أقول دائماً إن كل حكومة ترتكب أخطاء.. وكل شخص يرتكب أخطاء.. مرة أخرى هذا بديهي.. لكن إذا تحدثنا عن الأخطاء السياسية ينبغي أن نسأل أنفسنا عن القرارات الرئيسية التي اتخذناها منذ بداية الأزمة.. نحن اتخذنا ثلاثة قرارات رئيسية.. أولاً.. أن نكون منفتحين على أي حوار.. وثانياً.. غيرنا الدستور والقوانين طبقاً لما كان يقوله كثيرون في المعارضة بأن هذا هو سبب الأزمة.. والقرار الثالث الدفاع عن بلادنا والدفاع عن أنفسنا ومحاربة الإرهاب.. لا أعتقد أنه يمكن وصف هذه القرارات الثلاثة بأنها خاطئة.. لكن إذا أردنا التحدث عن الممارسات فإن أي مسؤول في أي مكان يمكن أن يرتكب الأخطاء.. لكن.. هناك فرق بين أخطاء الممارسة وأخطاء السياسات.
السؤال الثالث والثلاثون..
هل لك أن تصف لنا بعض الأخطاء في الممارسات..
الرئيس الأسد..
, tahoma, verdana, arial, sans-serif; font-size: 1

fauze

فوزي أحمد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة

fawzi fawzi

fauze
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

138,043