يستعد لشن حرب ثالثة – في سورية مع كل ما ينجم عنها من عواقب وخيمة بالنسبة الى العالم بأسره باراك حسين اوباما الحائز على جائزة نوبل للسلام الذي انتخبه الشعب الامريكي من أجل ان يضع حدا للحرب المقيتة ان لم تكن الكارثية في افغانستان والعراق. ان غالبية الامريكيين لا تريد هذه الحرب ، اما موقف الكونغرس فهو غير واضح تماما. لكن وكما يعلن اوباما وحاشيته فانه حتى لو عارض الكونغرس ذلك ولم يوافق على شن العمليات العسكرية فإن ذلك لا يعني ان الرئيس سيرفع العلم الابيض كما فعل ذلك رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. وتكمن القضية في ان اوباما حين اصدر اعلانه غير المدروس حول وجود "خط أحمر" في ما يتعلق باستخدام نظام الاسد للسلاح الكيميائي فانه جعل نفسه في وضع "تسفوغ فانغ" ، أي فات القطار ، حسب لغة الشطرنج. وهذا يعني ان اية خطوة ستقود الى الكارثة . ففي حالة عدم استخدامه القوة ستكون الكارثة شخصية ، لأن جميع "الصقور" سيطلقون عليه صفات الضعف وانعدام الشخصية. اما اذا قرر مع هذا توجيه الضربة دون اعتبار لموقف هيئة الامم المتحدة وبابا روما وغالبية البلدان وارادة شعبه نفسه  فإن الكارثة ستشمل منطقة الشرق الاوسط بأسرها ان لم يكن العالم كله. ولا فائدة هنا من تكرار جميع الاستنتاجات ضد تورط امريكا في هذه المغامرة الجسيمة.  وقد قيل الكثير وما يكفي بهذا الشأن لكن الذريعة الرئيسية هي ان اوباما يحاول جر بلاده الى التحالف العسكري مع اكثر الجماعات الارهابية الاسلامية تطرفا. وكتب ريتشارد فيجيري المحافظ الامريكي المتشدد المعروف  يقول ان بعض السياسيين الامريكيين  ذوي الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري يعتقدون " ان الرئيس اوباما ارتكب حماقة  كبرى حين أعلن  وجود "الخط الاحمر" في الحرب الاهلية السورية ، والآن يريد جرنا الى مغامرة عسكرية من اجل انقاذ سمعته السياسية مع الاساءة الى الامن القومي للولايات المتحدة". ويكرر هذا الرأي السياسي الامريكي  باتريك بيوكينين الذي لا يقل عنه مكانة فقال ان الحرب الجديدة التي يرفضها الشعب الامريكي بشكل قاطع ستقود البلاد الى كارثة جيواستراتيجية وسياسية. ولابد من الاشارة الى ان العديد من اعضاء الكونغرس عن الحزب الديمقراطي يشاركون الجمهوريين المحافظين في الرأي حيث انهم لا يصدقون ان الحرب القادمة في مصلحة امريكا. ويدرك اولئك وهؤلاء  ان هذه الحرب هي صراع بين السنة والشيعة او بين المسلمين والمسيحيين والاكراد  وربما بين الاسلاميين المتشددين والعرب العلمانيين؟ من يستطيع  توضيح اين المصالح الامريكية ومصالح حلفائنا في هذه الحرب؟ ولماذا يجب علينا توجيه ضربة الى الاسد اذا ما كان يحارب القوى التي لا تخفي ان هدفها النهائي هو تدمير امريكا؟ اما انصار التدخل العسكري في سورية فيوردون حججهم وتفتح امامهم برحابة صدر صفحات وسائل الاعلام الامريكية الكبرى. بالمناسبة انها احيانا تنشر رأي خصوم الحرب ، ولو ان هذا يتم بقدر أقل.  فنشرت " نيويورك تايمس" مقالة  تتحدث عن الاساليب اللاإنسانية التي يمارسها من يسمون بالثوار. وحين تقرأ هذه المقالة   يبدأ بالتشكك حتى الذين على ثقة بان الاسد بالذات أعطى الأمر  باستخدام السلاح الكيميائي ، وبأن من واجب امريكا دعم خصومه.  بالمناسبة حتى لو ان السلاح الكيميائي قد استخدم  فان المسألة حول من استخدمه تبقى معلقة.  طبعا ان الاسد ارتكب الكثير من الجرائم  لكنه كما يبدو بجلاء ليس مجنونا او انتحاريا.  وكان يعرف جيدا وجود " الخط الاحمر". ان هذا كله يبدو  في اغلب الظن  مجرد استفزاز مدبر ، لكن على أي حال لا يفهم ما السبب الذي يدعو امريكا الى التورط في حرب أخرى بعد حربين خاسرتين في المنطقة.  وجدير بالذكر انه ما زال لدى الرئيس الامريكي مجال للخروج من هذا الوضع العصيب بأقل الخسائر ، هذا طبعا اذا ما صوت الكونغرس ضد الحرب. وعندئذ يجب على اوباما  ان يوجه نداء لإيقاف اطلاق النار فورا وعدم توريد الاسلحة الى جميع الاطراف ، وكذلك الى عقد مؤتمر دولي شامل في جنيف من أجل ايقاف هذا النزاع بدون شروط مسبقة. واعتقد ان روسيا وكذلك الصين ستؤيدان هذه الاقتراحات. اما اذا صوت الكونغرس الى جانب شن الحرب فما يتبقى لنا سوى القول :"يا ربنا انقذ امريكا".

http://arabic.rt.com/press/4882/ :روسيا اليوم

fauze

فوزي أحمد

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 66 مشاهدة
نشرت فى 9 سبتمبر 2013 بواسطة fauze

fawzi fawzi

fauze
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

138,107