<!--<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman","serif"; mso-bidi-font-family:"Traditional Arabic";} </style> <![endif]-->
" الشايب المسكين"
مسن يعيش حياة بائسة وينتظر إجراء عملية لكبده المريضة
يتردد على منزل خرب ومعظم جلوسه على الرصيف
الجيران لا يعلمون عن الرجل أي شيء.. والأطفال يسمونه "الشايب المسكين"
* لفت انتباهي ذلك "المسن" الذي أصبح يمسح بيديه الرصيف!! وكأنه يبحث عن شيء!! والناس تسير حوله دون أن يسأله أحد منهم عن شأنه!! دون أن يحاول الكثير منهم مساعدته!! فيما بقيّت علامات الاستفهام حوله تتخاطفها الأفواه دون الوصول إلى إجابة؟
هو لا يتسول.. ولا يمد يده للآخرين، لكنه يحاول العيش في دنياه البائسة، ومع ايماني بعجزه عن مواجهة الحياة إلا أنه أكثر مني تفاؤلاً بالحياة!!
اقتربت منه وقطعت عليه شروده.
بادرته السلام..
فرمقني بنظرة خوف! وتوجس! وارتعاش!
كررت عليه التحية ... فرد عليّ
مما أضفى على الجو شيئاً من الإلفة.
قلت له: سلامات؟ مما تشكو؟ وعم تبحث؟ وهل أستطيع مساعدتك؟
قال لي: "أبي أسوي عملية في كبدي" وخائف!!
ازددت ألماً وحزناً.
نظرت إليه فوجدته شاحب الوجه.
عيناه غائرتان.. ناحل الجسم .. حافي القدمين.. أطراف أصابع رجليه تقطران دماً، ثوبه ممزق. أما رأسه فقد غطاه بقطعة قماش أبيض خيل له أنها شماغاً!!!
وعندما سألته عن اسمه وعنوانه؟
أدخل يده في جيبه وأخرج لي قماشاً أبيض قد لُف وبداخله كانت هناك صورة من بطاقته الشخصية أخذ (بفكها) وأعطاني صورة بطاقته قال .. لي: هذه بطاقتي وعندها علمت أن اسمه عبدالله عمر علي، من مواليد عام 1349ه ببريدة.
قلت له: أين تسكن؟
قال لي.. أسكن في بيت سبيل لوالدي!!
طلبت منه الذهاب إلى منزله أقصد سبيل والده!
قال لي .. إنه قريب من هنا، ومشيت معه لكننا أصبحنا نسير عدة كيلومرات في حين تعبت أنا.. أما هو فقد اعتاد حياة الشقاء!!
عندها أوقفت سيارة "ليموزين" وركبنا سوياً حتى وصلنا إلى المكان الذي يسكنه.
ولو .. لم يفتح لي الباب الذي كبل بالسلاسل ودخلت معه ذلك المنزل المهجور إلا من صاحبه لم أصدق أن يعيش في هذا المكان إنسان!!
أمعنت النظر في المنزل الذي يعيش فيه فلم أجد في تلك "الخرابة" ما يدل على أنه بإمكان أي إنسان أن يعيش في ذلك المكان فالأخشاب تكاد أن تسقط من السقف، والأبواب مخلوعة لا يوجد سوى الباب الرئيسي المكبل بالسلاسل، وهناك تناثرت ملابسه وفراشه القديم، وفي زاوية من زوايا الغرف بقايا أكل تشير إلى ان هنا يعيش إنسان يعاني المرارة ويقاسي الألم من أجل أن يعيش.. وقد لا يدري يقينا أنه يموت ببطء!!!
تركني وبدأ يرتب في منزله!!
وعندها عجزت حتى عن البكاء!!
وعندما سألته هل يعيش معك أحد هنا؟
قال لي .. لا
وأين أسرتك؟
أسرتي .. تقصد أولادي.. أولادي في الديرة.
وأين الديرة..
بعيدة من هنا .. لازم نسافر بسيارة.
وهل يزورك أحد؟
لا .. أنا أجيء فترة وأروح!!
وهل تعمل؟ .. لا .. أجيء أشوف سبيل أبوي.
وكيف تأكل؟
فيه ناس "يجيبوا" لي أكل بعض الأوقات.
وإذا ما أحد جابلك أكل.
يرزقني الله.
يعيش هنا منذ فترة طويلة
خرجت من تلك (الخرابة) وكأن ما مر بي حلم أو كابوس مزعج. سألت الجيران عنه فقالوا ان هناك شخص يدخل هذا المنزل ويخرج ولا نعرفه، أما بعض الأطفال فقالوا تقصد "الشايب المسكين" قلت نعم، قالوا
"شايفينه" أمس بس ما ندري هو موجود أو لا..
كان أغلب الجيران من الوافدين الذين تهربوا حتى من الحديث معنا عن هذا الشخص. إلا أن أحدهم أكد لنا أنه يعيش هنا منذ فترة طويلة لكنه لا يعرف عنه شيئاً أكثر من ذلك.
ساحة النقاش