السلام عليكم ورحمة الله

يعتبر ورق البردي أقدم ورق ظهر في العالم حيث صنعه قدماء المصريين منذ آلاف السنين بطريقة يدوية غاية في الدقة من نبات البردي ( Cyprus Plant ) الذي ينمو عشوائيا علي ضفاف النيل وحول البحيرات والمستنقعات بكميات وفيرة وحاليا يوجد مزارع خاصة للاهتمام بهذا النبات للحصول علي عائد اقتصادي عال من هذا النبات حيث يصل طوله إلي مترين وقطر عدة سنتيمترات .

وقد قام المصريين القدماء بقطع السيقان إلي أجزاء صغيرة حسب مقاس الورقة المطلوب ثم نزع القشرة الخضراء من حول اللب وتقطيع اللب الداخلي بواسطة خيوط من الحرير بمهارة فائقة للحصول علي شرائح متساوية ذات سمك صغير جدا .

تعالج هذه الشرائح بمادة كيميائية لتصبح في صورة رخوة لدرجة كبيرة ثم تعالج بمادة مبيضة لتعطي اللون الكريمي المميز للون ورق البردي الموجود حاليا في المتاحف والمقابر الفرعونية .

ترص هذه الشرائح علي قطعة من القماش النظيف طولا ثم طبقة أخري عرضا فوقها حسب المقاس المطلوب ويوضع فوقها قطعة أخري من القماش ثم يوضع بي بين كل ورقة وما عليها من قماش فاصل من الكرتون للتجفيف ثم يوضع حجر كبير فوق كل الأوراق والذي استبدل في هذه الأيام بمكبس عملاق

تستمر عملية الكبس والتهوية وتغيير الكرتون عدة أيام حتي تجف الورقة تماما وتخرج ورقة مطابقة تماما لتلك الورقة التي كان ينتجها قدماء المصريين .

وقد قمنا بعمل أبحاث علمية في معمل أبحاث البيئة بكلية العلوم جامعة الزقازيق والذي أشرف برئاسته بتطوير هذه الورقة لتصبح أحسن في الملمس ودرجة اللمعان والليونة وامتصاص الألوان وتعدد طرق الرسم والطباعة عليها .

وحرصا منا علي ايجاد فرص عمل للشباب نجحنا في تكوين فريق عمل من الخريجين من مختلف الكليات للكتابة والرسم علي هذا الورق الرائع ( آيات قرآنية – رسومات فرعونية – قبطية – مناظر طبيعية – أعلام الدول -شعارات الشركات والأندية الرياضية - صور المشاهير – صور شخصية ) . ويقوم هؤلاء الشباب بتسويق منتجاتهم الفنية في المناطق السياحية المحلية في شرم الشيح والغردقة ...

ويطمح هؤلاء الشباب في أن تري منتجاتهم الطريق إلي الأسواق العالمية من خلال مساعدة الجهات المعنية بالتصدير ووزارة الثقافة وعلي رأسها الفنان الوزير فاروق حسني و تشجيع الهيئة العامة للمعارض الدولية لتبني هؤلاء الشباب للمشاركة في المعارض الدولية .

كذلك الهيئة العامة للكتاب من خلال معارض الكتاب المحلية والدولية وأيضا وزارة النجارة الخارجية والتعاون الدولي من خلال التمثيل التجاري والثقافي و السياحي وتبادل الصفقات

كل هذه الآمال يمكن أن تتحقق لتضيف مزيدا من الأمل أمام هؤلاء الشباب في مستقبل أفضل ومزيد من فرص العمل عن طريق آثار الأجداد .

وكان لنا الشرف أيضا في ابتكار نوع جديد من ورق البردي نتحكم في درجة اللون لنصل من اللون المعتاد ( الكريمي الفاتح ) إلي اللون البني الغمق مرورا بعدة ألوان جميعها أصبح مفضلا من قبل السائحين وأصحاب المحلات . وطريقة تصنيع الورقة الجديدة نحتفظ به لحين الحصول علي براءة الاختراع .

وكان لنا أيضا شرف المشاركة في معرض المخترعين الأول في دولة الكويت بدعوة كريمة من سمو أميرها المفدى لإلقاء محاضرة عن كيفية تصنيع ورق البردي قديما وحديثا وعمل ورشة عمل تمثيلا عمليا علي النبات ومراحل التصنيع من تقطيع وتقشير وتشريح ومعالجة و وكبس للوصول في النهاية إلي ورقة بردي وكانت تجربة رائعة استفاد منها طلبة المدارس والكليات وزوار المعرض

وعلي أثر ذلك النجاح تلقينا دعوة للمشاركة في معرض الإختراعات في كل من دولة سوريا الشقيقة وألمانيا في نهاية هذا العام إن شاء الله .

ويسرنا أن نضيف غلي معلوماتكم أننا نجحنا في تسخير ورق البردي بنوعيه في أعمال الدعاية مثل كروت التهنئة - الكروت الشخصية – دعوات الأفراح ....

. وقد شاركنا في معرض الكويت الدولي للمخترعين في اكتوبر 2007 تحت رعاية سمو أمير الكويت حفظه الله وتم عرض تجربة تصنيع ورق البردي أمام طلاب المدارس والجامعات وزوار المعرض و نالت التجربة اعجاب الجميع .

وقد تلقينا دعوات للإشتراك في مؤتمر سوريا وألمانيا للمخترعين في 2008 ممثلين للمخترع الأول للورق وهو المصري القديم

ويسعدنا تلقي دعوات الأقسام الفنية في المدارس و الجامعات لعرض هذه التجربة الفريدة كذلك تلبية احتياجاتهم من الورق الفارغ والملون لأغراض الكتابة والرسم .

وهذه التجربة صالحة في جميع الإحتفاليات الشعبية ومعارض الكتاب والمهرجنات الثقافية

وفي انتظار دعوتكم الكريمة للمشارك في مناسباتكم

–يسعدني أن أعرفكم بأننا نقبل الدعوات لحضور جميع الندوات والمؤتمرات و المعارض والمهرجانات الدولية لإلقاء محاضرات نظرية وورش عمل عن تاريخ صناعة ورق البردي كيف كان يصنعه قدماء المصريين و كيف كان يستخدم في الكتابة والرسم مع عرض نماذج لرسومات اسلامية وفرعونية

أ.د/ فتحي ياسين

كلية العلوم – جامعة الزقازيق –مصر

0020506982734

01228089691_

[email protected]