(   بسم الله الرحمن الرحيم  )

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

الحمدلله الذى أعز المؤمنين بعزته وأذل المنافقين والكافرين بعذابه وشقوته وذلك تقدير العزيز العليم ..وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد المؤمنين بالنصرة والنجاة والتمتع فى الدار الآخرة بالجزاء الدائم والنعيم المقيم وأوعد المنافقين بالنكال والخسران وسجل لهم فى الاخرة العذاب الأليم وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وحبيبه أمر بالتعاون بين طوائف المؤمنين وحث عليه ورغب فيه ...

ولا عجب فهو  (صلى الله عليه وسلم ) وصفه ربه بقوله : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم (١٢٨) سورة التوبة )اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وأصحابه الذين اهتدوا بهديه وتخلقوا بأخلاقه ابتغاء رضوان الله العليم الحكيم ...

أما بعد ...

فلقد جعل الله سبحانه وتعالى. فضل التعبد والتوحيد والطاعة والإيمان فيما يطلق على الؤمن والمؤمنين أشياء قد تعلم من خلالها أنه مؤمناً  وهى صفاته ومن خلال صفاته يحقق الله  له السعادة والسيادة والعزة والهنا والحياة الطيبة فى الدارين فلقد منحهم الله العزة حيث قال: 

١--(ولله العزة والرسوله وللمؤمنين  )س المنافقون ٨)  

٢-- ووعدهم بالنجاة من الاهوال والخلاص من كل مأزق ومنحهم الرفعة وعلو الشأن حيث قال : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين [ال عمران١٣٩] ) 

٣-- وقد وعد الله المؤمنين بالتمتع بما فى الجنة من مساكن طيبة ونعيم مقيم وبالسعادة الأبدية حيث قال (وأما الذين سعدوا ففى الجنة خلدين فيها مادامت السماوات والارض [١٠٨] س هود )

ها هى تلك بعض مميزات التى أكرم بها الله المؤمنين ولكن من هم المؤمنون الذين يستحقون هذه المميزات كلها لهم صفات يتحلون بها :

الصفة الأولى من صفات المؤمنين : وهم الذين إذا ذكرت أمامهم بعض صفات الله تذكروا جلال الله وجلت قلوبهم واقشعرت أبدانهم رهبة من عقابه وطمعا فى ثوابه وحتى أذا سمعوا القران الكريم زاد ايمانهم قال تعالى : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءاياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون [٢ ]الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون [٣]أولاءك هم المؤمنون حقاً لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم [٤ ]س الانفال )

☆الصفة الثانية من صفات المؤمنين : هم الذين إذا دعوا ليتحاكموا إلى كتاب الله وسنة رسوله أجابوا الدعاء ولبوا النداء فسمعوا وأطاعوا.

☆الصفة الثالثة من صفات المؤمنين : وهم الذين تنشرح صدورهم وتطيب نفوسهم بما قضى الله ورسوله وتطمئن قلوبهم إلى حكم رسول الله فيسلموا بقضاءه قال تعالى:(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً [٦٥ ]س النساء )

☆الصفة الرابعة من صفات المؤمنين : هم الذين أذا تنازعوا فى شيء فى أمور دينهم أو دنياهم رجعوا الى الله ورسوله. من قواعد شرعية وسنن نبويه قال تعالى :( فإن تنازعتم فى شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا[٥٩ ]س النساء)

☆الصفة الخامسة من صفات المؤمنين : وهم الذين يتعاونون فى الخير بالتضامن ورعاية المصالح بينهم فى تحابب وترابط وانسجام وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتوليهم امور بعضهم قال تعالى : (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون اللهورسوله أولاءك سيرحمهم الله[٧١]س التوبة)

☆الصفة السادسة من صفات المؤمنين : هم الذين تلقى عندهم ثبات على دينهم وعن ما جاء به نبيهم محمداً صلى الله عليه وسلم. ويجاهدوا من أجل ذلك بالنفس والولد والمال وكل شىء قال تعالى : ( إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله أولاءك هم الصادقون [١٥]س الحجرات )

☆الصفة الثامنة من صفات المؤمنين: وهم الذين تراهم فى أحسن صورة من صلة الرحم وتوادهم وتعاطفهموتراحمهم ومحبتهم لبعض وتعاونهم كالجسد الواحد فى اتحادهم قال (صلى الله عليه وسلم ) :مثل المؤمنينفي توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر "رواه البخارى ومسلم )

☆الصفة التاسعة من صفات المؤمنين : هم الذين تمتلىء قلوبهم بمحبة الله ورسوله أكثر من محبتهم لأنفسهم وأولادهم وأموالهم وجميع الناس قال (صلى الله عليه وسلم ) :لا يؤمن أحدكم ححتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه التى بين جنبيه "رواه البخارى ومسلم "

☆الصفة العاشرة من صفات المؤمنين :  وهم الذين يحسنون إلى جيرانهم ويؤدون لهظ حقوقهم وواجباتهم ويبتعدون عن إيذاءهم قال (صلى الله عليه وسلم ) : وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً "رواه البخارى ومسلم"

هذه هى بعض من صفات المؤمنين ومع بعض من مميزاتهم وسأكمل لكم الحديث عن فضل كل صفة وكيفية التحلى وتمسلك بها وكيف يكون الإنسان مؤمناً  ذلك كله فى مقالى القادم بأذن الله تعالى. 

 

المصدر: اللآلىء الجوهرية فى الخطب المنبرية للشيخ أبو السعود مأمون من علماء الازهر الشريف. ترتيب وتوضيح وإعداد الباحث /فتحي محمد عطية. باحث الدراسات العليا والبحوث بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بنين بالشرقية.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 96 مشاهدة
نشرت فى 4 يونيو 2015 بواسطة fathiattia

عدد زيارات الموقع

4,566