مشرف ابوحشيش للانتاج الفنى والتدريب

تدخل حالياً القنوات الوثائقية في منافسة ضارية مع الكتاب وتكاد الكفة تميل في كثير من الأحيان لصالحها في ظل وجود القارئ الملول ابن عصر الـ"تيك أواي".. حتى باتت القنوات الوثائقية من أهم أدوات التثقيف الإعلامي , بقدرتها الخرافية على تلخيص ألف صفحة من التاريخ في نصف ساعة من المشاهدة الممتعة.. وهنا تكمن أهمية وخطورة تلك المواد الإعلامية التي تستطيع أن تصل للجميع حتى لمن يجهلون القراءة.. وبما أنه لا خلاف على أن الإعلام رسالة ولابد للإعلامي أن يعرف لمن بالضبط سيوجه رسالته.. والإجابة هنا للمشاهد العربي بالطبع.. وهنا يطفو على السطح بقوة السؤال.. أين إنتاجنا نحن كعرب من الأفلام الوثائقية.. فالحقيقة الموجعة أن أغلب ما تبثه الشاشات العربية من أفلام تسجيلية ما هو إلا ترجمة لإنتاج غربي ,وهذا في حد ذاته لا بأس به فأغلب آليات يومنا ترجمة لنتاج الغرب.. لكن إذا كان الحديث عن غذاء العقول ,عن ثقافة أجيال , عن الهوية العربية , عن تاريخنا الذي لا ينفصم عن واقعنا ومستقبلنا , فلابد من وقفة.. فعلى سبيل المثال عرضت قناة الجزيرة الوثائقية فيلما يبدو في ظاهره عن الناصر صلاح الدين والحروب الصليبية.. وبقدر الشغف بالشخصية التاريخية كان الفيلم الوثائقي صادماً.. وظهر في مجمله العرب بصورة غير حضارية , كما يؤكد للأجيال التي لم تعتد القراءة أن الحروب الصليبية لم تنته بهزيمة الصليبيين وإجمالاً فأسطورة صلاح الدين ليست إلا كذبة أطلقها العرب وصدقوها حسب الفيلم.. تأكدت مجدداً أنني أشاهد "الجزيرة الوثائقية" التي أعتز بها كثيراً.. فوجدتها هي القناة العربية التي تتحدث بلسان العرب.. إلا أنه سرعان ما زال العجب عندما ظهر أن الفيلم من إنتاج إحدى القنوات الغربية تم شراؤه وترجمته "كباقي الأفلام ".. ولكن يبدو أن هذا الفيلم لم يخضع لمشاهدة أو مراجعة قبل البث , وإلا لما تم إلقاؤه في وجه المشاهد العربي دون تعليق أو تصحيح أو إشارات توضح للمشاهد أن هذه مجرد وجهة نظر غربية.. وكان الأجدر بالوثائقية إما الرد على الأكاذيب أو عدم المساعدة على نشرها ومكافأة من يطعنون في البقية الباقية من رموز تاريخنا!

المصدر: موقع الوكاد
  • Currently 98/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
31 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 13 يناير 2010 بواسطة farouksulimantv

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

49,013