الأرض الخضراء ( أرضنا الطيبة )

موقع خاص يهتم بالشؤن الزراعية والحيوانية والداجنة

الاثنين, 19 مايو 2014 00:00

<!--<!--الزراعية نت – الاخبار - أصبح العودة للطبيعة توجهًا عالميًا حديثًا، في حين تأخرت مصر كثيرًا في هذا الاتجاه، بالرغم من إرثها القديم الذي لا يُقدر بثمن، والمتمثل في آلاف الأنواع من النباتات الطبية والعطرية التي حباها الله بها، والتى تدخل في صناعة الدواء، حيث تقوم مصر بتصديرها لتستوردها مرة أخرى في صورة أدوية تكبد ميزانية الدولة ملايين الدولارات،

مما يزيد من الأعباء الاقتصادية للدولة.

أكد الدكتور ياسر عادل حنفى عثمان أستاذ مساعد النباتات الطبية والعطرية بمركز بحوث الصحراء التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، أن النباتات الطبية والعطرية تعد كنزًا عرف قيمته المصريون القدماء منذ أكثر من 6000 سنة، وتركوا إرثًا من مئات الوصفات بالبرديات الطبية مثل إيبرس، وأدون سميث، وكاهون، وبرلين والرامسيوم تشرح استخدامها في التداوى.

وأشار عثمان إلى أن المساحة المزروعة بالنباتات الطبية والعطرية تبلغ نحو 60 – 80 ألف فدان سنويًا، ويتم تصدير 90 – 95% من إنتاجها سنويا، ولكن لا يوجد حتى الآن سقف تصديرى لها، موضحًا أن عائد البيع منها فى آخر إحصائية بلغ 172.08 مليون جنيه.

وعن تقسيمات النباتات الطبية المصرية، قال حنفي:

النوع الأول يسمي النباتات الطبية البرية، وهى النباتات التى تنمو فى الصحاري المصرية بصورة طبيعية، دون تدخل الإنسان مكونة ما يعرف بالفلورا المصرية، وهناك الكثير من الوصفات التراثية التي مازالت تستعمل إلى يومنا هذا من قبل البدو، وتعتبر بمثابة بارقة أمل للكثير من الأبحاث، ويبلغ إجمالى عددها 342 نوعًا نباتيًا مقسمًا إلى 91 نوعًا واسع الانتشار، و86 نوعًا شائعًا، و95 نوعًا نادرًا، و70 نوعًا شديدة الندرة، ويبلغ حجم سوق تلك النباتات في مصر ما يقرب من 50 مليون جنيه سنويًا،

أما النوع الثاني فهو عبارة عن النباتات المزروعة التى يقوم الإنسان بإنتاجها بصورة اقتصادية بداية من الزراعة وما بعدها، ومن أمثلتها "الكزبرة، الشمر، النعناع.

وأضاف حنفي أن الصادرات المصرية من النباتات العطرية والطبية تحتل المركز الحادى عشر على قمة الدول المصدرة بمساهمة سوقية تبلغ 2.23% من حجم السوق العالمية، كما نجحت الصادرات المصرية فى اختراق ما يقرب من 40 سوقًا دولية بشكل جيد، وتعتبر فرنسا أكبر سوق للمنتجات المصرية تليها الولايات المتحدة الأمريكية خاصة الياسمين، والورد والبنفسج.

وأشار حنفي إلى أنه من أهم النباتات المطلوبة للتصدير

"الريحان" بأسواق (ألمانيا – أسبانيا – الولايات المتحدة – فرنسا)،

"النعناع" بأسواق (المملكة المتحدة – الولايات المتحدة – فرنسا)،

"الشمر" بأسواق (الولايات المتحدة – بلغاريا – ألمانيا – إيطاليا)،

"الكراوية"بأسواق (كندا – الولايات المتحدة – تركيا – فرنسا)،

"الكزبرة" بأسواق (السعودية – المملكة المتحدة – ليبيا – الأردن)، و

"البابونج" بأسواق (ألمانيا - إيطاليا - إسبانيا - الولايات المتحدة).

ومن جانبه أوضح الدكتور محمد عبدالوهاب أستاذ النباتات الطبية والعطرية ومستشار أحد الشركات المتخصصة في هذا المجال، أن تلك النباتات تمثل المركز التصديرى الخامس بعد القطن والأرز والبطاطس والموالح، ونجد أن حجم التجارة العالمية من النباتات والأعشاب الطبية والعطرية ومنتجاتها، والتى تبلغ نحو 15 مليار دولار سنويًا، "ويمثل نصيب مصر منها نحو 0.4%"، مما يدعو إلى حشد الجهود للنهوض بها زراعة، وإنتاجا، وتصنيعا، وتصديرا، خاصة أن هذا الرقم لا يعبر عن إمكانات مصر الفعلية وظروفها المناخية والبيئية، والتى تتيح لها أن تتبوأ مكان الصدارة إذا تم التغلب على المشكلات التى تواجه الزراعة والإنتاج ومواكبة الطلب العالمى المتزايد عليها، حيث تمثل نحو 4% من إجمالي الصادرات الزراعية المصرية.

وأضاف عبدالوهاب أنه يُزرع أكثر من 90% منها لغرض التصدير، ويعتبر كل من الكسبرة، والبابونج، والبردقوش ، والريحان، والكراوية، والكمون، والعتر، والشمر، والشطة، والينسون، والنعناع البلدى، والحناء، والنعناع الفلفلى، والشبت والكركديه من أهم المحاصيل الطبية والعطرية المزورعة من حيث المساحة، وتحتل محافظات مصر الوسطى المركز الأول "كالمنيا، وأسيوط، وبني سويف والفيوم"، ويليها محافظات مصر العليا، حيث تحتل المركز الثانى، وتليها محافظات وجه بحرى، حيث تحتل المركز الثالث فى حين تحتل محافظات خارج الوادى المركز الأخير.

وتابع عبدالوهاب: أنه يجب التوسع في زراعة هذه النباتات، لاسيما أن أغلبها بري فى مناطق متفرقة ويحتاج زراعة منتظمة للحفاظ على تلك الثروات النباتية وزيادة إنتاجها لأنها ذات عائد نقدى سريع Cash Crop خاصة لشباب الخريجين وصغار المزراعين لرفع مستوى دخل الفرد ومستوى المعيشة.

وأوضح عبدالوهاب أنه يمكن أن تقسم هذه النباتات حسب استخداماتها إلى:

نباتات مسهلة أو ملينة مثل" السيناميكى والخروع والعرقسوس والصبر"،

نباتات مسكنة ومخدرة مثل "الداتورة"،

نباتات منشطة للقلب مثل "الديجتالس، بصل العنصل الأبيض "،

نباتات منشطة ومقوية مثل "حبة البركة، الثوم والبصل،

نباتات تعالج أمراض الكلى مثل "حلفابر، الدمسيسة، والبقدونس"،

بالإضافة إلى ما يستخدم منها في التوابل والبهارات مثل الكمون والشطة، مكسبات الطعم والرائحة "زيوت النعناع والموالح والينسون والشمر، الألوان الغذائية مثل ماهو مستخرج من الجزر الأحمر والأصفر والكركديه، مستحضرات التجميل تستخدم فى مساحيق التجميل والكريمات والشعر مثل زيت الجوجوبا والبابونج وأصباغ الشعر مثل الحنة وشامبوهات الشعر، ومعجون الأسنان مثل النعناع الفلفلى والصابون وصناعة العطور، مثل العتر والياسمين والفتنة وغيرها.

وأكد عبدالوهاب أنه يمكن الاعتماد على مايوجد بها من سموم لطرد أو قتل الحشرات مثل حشيشة الليمون، السترونيللا، البيرثرم،الفطريات والبكتيريا مثل الحنة، والقوارض مثل بصل العنصل الأحمر،والثعابين مثل الشيح الخرسانى, والنيماتودا مثل الدمسيسة والخلة والأقحوان.

ومن جانبه أكد الدكتور عبد الله الجزار أستاذ العقاقير الطبية بكلية الصيدلة جامعة كفر الشيخ مصر تمتلك إرث عظيم من المعلومات والخبرات التى تم تداولها عبر قرون من الزمان، وبالرغم من ذلك متأخرة للغاية فى هذا المجال لعدم وجود مراكز أو مؤسسات بحثية حتى الآن تسعى لتشكيل هذه العلوم وإعادة صياغتها بما يناسب المعايير العالمية فى اكتشاف وتطوير الدواء، لاسيما أن أغلب الأبحاث المصرية الحالية تركز بشكل كبير على المحتوى الكيميائى للنباتات دون النظر للبعد الدوائى أو بهدف اثبات الفعالية الإكلينكية، مما أدى الى إهدار هذا الكنز الاستراتيجى لمصر الذى قد يساهم فى الوصول لإكتفاء ذاتى والوصول الى دواء مصرى بنسبة 100%، وعلى الجانب الآخر قامت دول مثل الهند، والصين واليابان بإدراج العديد من التوليفات والنباتات المفردة بالمؤسسات الصحية والصيدليات منذ فترة بعيدة، ومن الغريب أن العالم كله يتجه حاليًا إلى الاستخدام الفعال للنباتات الطبية لعلاج مختلف الأمراض، في حين لا نجد فى مصر ما يشير للبدء بمواكبة هذا الاتجاه بل فى بعض الأحيان يتم عرقلة بعض المحاولات الفردية فى بعض المراكز البحثية.

وأضاف هناك العديد من العقاقير التى تحتوى على مواد فعالة مستخلصة من النباتات الطبية؛ ووفقا للاحصائيات بالنسبة للأدوية المتداولة فى السوق الدوائية العالمية والمصرية، والحاصلة على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية تمثل أكثر من 50% من الأدوية المتوفرة بالصيدليات تحتوى على منتجات طبيعية أو مشتقاتها، ونحو 75% من المضادات الحيوية المتاحة إكلينكيا كذلك تستخلص من مصادر طبيعة؛ بالإضافة إلى العديد من المنتجات الدوائية والمكملات الغذائية التى تحتوى على خلاصات نباتات ذات تأثير طبى وتخضع للترخيص والرقابة من هيئة الدواء المصرية ووزارة الصحة.

وبالنسبة للطب الشعبى قال الجزار: للأسف الشديد لا توجد منهجية علمية واضحة تتحكم فى تدوال العلاج بالأعشاب فى مصر حتى الآن بالرغم من وجود إرث ثقافى وشعبى مهم جدا ومعدلات ثقة عالية بين المواطنين لاستخدام العلاج بالأعشاب، وفى ظل غياب الرقابة الحاسمة أصبح ظهور مدعي العلم ظاهرة خطيرة ستؤثر على الصحة العامة للمجتمع.

وأضاف الجزار أن عدد الأدوية والمواد الفعالة المستخلصة من تلك النباتات كبير للغاية ويساهم في علاج عدد كبير من الأمراض مثل "التاكسول" المستخلص من لحاء شجرة الطقسوس يستخدم لعلاج عدد من أنواع السرطانات، "الفينكرستين والفينبلاستين" المستخلصان من نبات الفينكا وأيضا يستخدما لعلاج السرطان،"الخيلين" المستخلص من الخلة البلدى الذى يستخدم فى حالة المغص الكلوى، و"الكولشيسين" المستخدم فى علاج النقرس وحمى البحر المتوسط، خلاصة "المير" التى تستخدم فى علاج البلهارسيا، خلاصة "الجينكو " تستخدم فى حالة قصور الدورة الدموية، و"الديجوتوكسين" المستخدم فى علاج فشل عضلة القلب،"البيلوكربين" المستخلص من نبات الجابورندى لعلاج الجلوكوما أو المياه الزرقاء، ولا يمكن ذكر أسعارها لارتباطها بالأسم التجارى لانها دعاية.

وأشار الجزار إلى أن تسويق النباتات الطبية والعطرية بمصر يعتمد على سلسلة تسويقية طويلة تسبب العديد من المشكلات الإنتاجية والتسويقية بداية من تجار مستلزمات الإنتاج مرورًا بالمزارعين، وتجار محليون، وتجار جملة، والمصنعين، وتجار تجزئة وصولا إلى المستهلك، ويقوم المنتج ببيع المحصول عادة للتجار المحليين بعد إجراء عمليات تجهيز أولية التجفيف الشمسي، والغربلة، والخلط، وفرز اللون، والتعبئة، وهي تؤدي الى تلوث منتجات النباتات الطبية والعطرية بالميكروبات مثل (السالمونيلا، الشيجلا، بكتريا القولون والخمائر)، وكذلك تلوث المنتج بقطع البلاستيك والمخلفات الصلبة والكميائية، وتمثل الأسواق المحلية (20%) فقط بينما تصل الاسواق فى الخارج (80%)، كما يوجد ثلاثة أسواق جملة رئيسية تخدم كل محافظلت الجمهورية"الحمزاوي بالقاهرة ، والمنشية بالأسكندرية والعطارين بأسيوط ".

ومن ناحية أخرى، أوضحت الدكتورة وفاء حامد عبدالعليم باحثة النباتات الطبية والعطرية أن هناك طفرة مستحدثة في مجال النباتات العطرية وهو العلاج بالزيوت العطرية "Aromatherapy" عبارة عن استعمال الروائح العطرية المستخلصة بالتقطير من النباتات العطرية الطبيعية لمعالجة مجال واسع من الأمراض .. وهي حقيقة علمية وطبية لها جذور تاريخية، حيث استخدمت الحضارات القديمة العلاج بالروائح، فاستخدم زيت اللافندر في تعطير حمامات الرومان، كما استخدمها الطب الهندي للتدليك العطري. واستخدم الفراعنة الخواص المضادة للبكتيريا الموجودة في الزيوت العطرية بكثرة من أجل تحنيط الموتى منذ سنة 2780 ق.م وسجلوا ذلك في البرديات وعلى جدران المعابد، وفي ثلاثينات القرن الماضي بدات في مصر إنشاء مصانع حديثة للاستخلاص الزيوت العطرية وعرف بأسماء أصحابها.

وأضافت عبدالعليم أن هذه الصناعة بدأت في التراجع في نهاية سبعينيات القرن الماضي بسبب فرض ضرائب مرتفعة على المصانع، وبالرغم من إلغاء هذه الضرائب إلا إنه لم تعاود نشاطها؛ نتيجة ظهور دول منافسة مثل الصين والهند، ولكن تعد مصر من الموردين الرئيسيين للزيوت العطرية في العالم عدا زيوت ثمار الموالح، وتحتل المركز الرابع عالميا في مجموع صادرات الزيوت العطرية والطبية، وتسبقها الهند التي تحتل المركز الأول في الدول الموردة في العالم، ومن اهم الزيوت التي تنتجها "زيت العتر،الياسمين،الريحان، القطيفة، البردقوش ، الكمون، الكسبرة، والنارنج بكميات متفاوتة.

وأجمع الخبراء في هذا المجال على أن مشكلات القطاع تتلخص في كثرة الدخلاء ومدعي العلم نتيجة غياب الرقابة والمتابعة من الجهات المعنية وتراجع دور الصيادلة فى تعلم وإدارة المشروعات المتعلقة بطب الأعشاب نتيجة غياب التحديث اللازم لمناهج العقاقير التى يتم تدريسها فى كليات الصيدلة؛ لاسيما أن النباتات الطبية لها القدرة بالفعل على إحداث أثر علاجى لما تحويه من مواد كيميائية متنوعة.

وأشار الخبراء إلى أن الاستخدام الخاطئ أدى إلى نفور عدد كبير من مقدمى الخدمات الصحية من الأطباء، وأضفى سمعة سيئة على هذا العلم القيم؛ فضلا عن قلة الدراسات الإكلينكية لتأكيد فعالية النباتات الطبية طبقا للمنهجية العلمية العالمية؛ وربما يظهر أيضا فى الأفق مشكلة سيطرة شركات الدواء الكبرى على السوق الدوائى؛ والتى لن تسمح بوجود دواء من النباتات الطبية بسعر زهيد لينافس عقاقيرها مرتفعة الثمن.

ومن جانبه شدد الحاج أنور عيد على أن سوق الطب البديل رائج وفي متناول محدودي الدخل، ولكن لا توجد رقابة أو قانون يحدد خصائص وضوابط الطب الشعبي كالهند والصين لحماية المستهلك من النصابين والاعلانات المضللة فعلى سبيل المثال الأعشاب التي يتم الإعلان عنها لراحة القدم والتخلص من السموم يُباع 10 جرامات منها بــ 99 جنيها، وهي عبارة عن خردل مطحون يباع الكيلو منه بـ 10 جنيهات فقط، فمعظم المراقبين يفرضون إتاوات على من يقوم بهذا النشاط دون رقابة عليه.

الاهرام

المصدر: الزراعية نت – الاخبار
falconahad2006

"وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۚ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ۖ وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" سورة الأنعام »الآية ﴿١٤١﴾

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 413 مشاهدة

ساحة النقاش

مهندس زراعي أحمد عدلي محمد حسن 01121522806 01017938776

falconahad2006
موقع خاص يهتم بالشؤن الزراعية والحيوانية والداجنة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

236,989