العصا البيضاء: رمز لفقدان البصر .. رمز للمساواة

ترمز العصا البيضاء إلى الاستقلالية بالنسبة للكفيف، ولها أشكال وتصاميم متنوعة، ومؤخرا أصبح لها ألوان مختلفة للتفريق بين الأشخاص المكفوفين وغيرهم من ذوي الإعاقة، كالأشخاص المكفوفين والصم في نفس الوقت. يتفاوت الاعتراف بالعصا البيضاء من دولة لأخرى من ناحية التشريعات النيابية أو قوانين المرور، وبعض الدول لا تعترف بها أبدا.

ما هي العصا البيضاء؟

هي أداة يستخدمها الكفيف للتحرك في محيطه، وعادة ما تكون عصا طويلة وصلبة ذات رأس معدني أو بلاستيكي. يمكن أن يبسطها الكفيف أمامه ويعيد طيها ليتحسس طريقه ولتحذيره من وجود أية عوائق أو تغير في المكان. وتشمل هذه المعلومات التراكيب والمواد المختلفة والأصوات الصادرة عنها ومكان هذه العوائق، كما أن العصا البيضاء تدل الآخرين في المجتمع على أن حامل هذه العصا شخص كفيف.

 

ماذا تمثل العصا البيضاء؟

لقد أصبحت العصا البيضاء رمزا للحرية والاستقلالية والثقة، واستخدامها يمكن الكفيف من التحرك بحرية في محيطه، فإذا ما أتقن الكفيف استخدامها، يمكنه حينئذ من انجاز أعماله ومهامه اليومية بسهولة.

إن الكفيف الذي يتقن المشي بمفرده باستخدام العصا البيضاء شخص قد تقبل إعاقته البصرية ومتعايش معها.

 

ما هو قانون العصا البيضاء ؟

هو قانون يؤكد على أن المكفوفين الذين يستخدمون العصا البيضاء الحق في ارتياد الأماكن العامة
مثل المبصرين ، وهذا يعني أن لهم الحق في أن يحملوا معهم العصي البيضاء وأن
يصطحبوا الكلاب خلال تجوالهم داخل هذه الأماكن والأبنية والمكاتب
والمطاعم والمسارح والمتاحف والمتاجر وأماكن العمل وفي
الحافلات والسيارات والقطارات والطائرات وجميع الأماكن
العامة ، وقد صدر هذا القانون عن الاتحاد الدولي
للمكفوفين ليؤكد أن للمكفوفين نفس الحقوق
التي لأي شخص آخر .

أنواع العصا البيضاء

1 - العصا الرمزية :

وهي عصا يستخدمها المكفوفون وضعاف البصر والمسنون أيضا للدلالة
على أن صاحبها لديه مشكلة ما في الإبصار دون أن تتوفر بها
المعايير اللازمة للعصا البيضاء الخاصة
بالحركة والتنقل .


2 - العصا الإرشادية :

وهي عصا يستخدمها المكفوفون لمعرفة نوع الأرضية التي يسيرون عليها وحواف الأرصفة ودرجات
السلم وكذلك لحماية الجزء الأسفل من الجسم فقط ، ويكون طولها فوق خصر الجسم
بقليل ،وتصنع أطراف هذه العصي من النايلون أو الألمونيوم .

3 - العصا الطويلة :

وهي أكثر العصي استعمالا في التنقل والترحال بصورة مستقلة ، وينبغي أن يكون طولها عند الجزء
الأسفل من القفص الصدري ، ومن ثم فان طولها يختلف من إنسان لآخر ، ويستطيع
الكفيف من خلال العصا الطويلة أن يكتشف العقبات التي قد تعترض
طريقة قبل الاصطدام بها وتصنع أطراف هذه العصي
من النايلون ، وتأخذ هذه الأطراف عدة أشكال
منها الشكل المدبب أو الكروي
أو المخروطي .


4- عصا السير العادية :

ويستخدمها المكفوفون وضعاف البصر والمبصرون دون أن يكون لها مواصفات خاصة ،
وعادة ما تكون من مادة خشبية صلبة تتحمل الاتكاء عليها أحيانا .


5- عصا هبل :

وهي عصاه مقوسة تشبه مضرب التنس إلى حد كبير وتستخدم في الأرضيات الغير مناسبة
للعصا الطويلة مثل المناطق ذات التضاريس الوعرة والطرق الصخرية ،
و ينبغي أن يصل طولها إلى ما فوق الجزء
الأسفل من القفص الصدري .


6- العصا الاليكترونية :

وهي عصاه اليكترونية مصممة على شكل العصا البيضاء الطويلة لاكنها تقدم للكفيف ترددات
فوق صوتية يشعر بها تحت يده عندما تصطدم بعقبة معينة في طريقها كما أنها
تستطيع استكشاف العقبات في كل الاتجاهات على مسافة خمسة أمطار
وتصنع أطراف هذه العصا من مادة الرصاص .

يوم العصا البيضاء

15 أكتوبر

يحتفل العالم أجمع بيوم العصا البيضاء ويعترف فيه بحركة المكفوفين التي نقلتهم من حياة التبعية إلى المشاركة الكاملة في المجتمع. إن العصا البيضاء هي رمز لفقدان البصر وتؤكد على حق المكفوفين في ممارسة نفس الحقوق والمسؤوليات التي يتمتع بها الآخرون. لقد حررت العصا البيضاء المكفوفين وسمحت لهم بالتحرك والانتقال بأمان معتمدين على أنفسهم، إلا أنهم لن يحصلوا على استقلالهم الكامل إلا عندما يدرك أفراد المجتمع أن المكفوفين لهم حق العمل والعيش كباقي أفراد المجتمع.

لقد عاش المكفوفون في ما مضى حياة ملؤها العزلة والتبعية، وكانت فرص حصولهم على التعليم والتوظيف والدمج الاجتماعي نادرة وبعيد كل البعد عن توقعاتهم. وعليه فقد اعتاد المجتمع والمكفوفون أنفسهم على النظر للمكفوف كشخص لا حيلة له عالة على عائلته أو مجتمعه.

ولحسن الحظ، فقد زادت فرص المكفوفين اليوم وتحسنت، وأدركوا أنه متى ما توفرت لهم المواد والمهارات المتخصصة فإنهم يستطيعون المنافسة في مجالي التعليم والعمل والمشاركة الكاملة في جميع جوانب المجتمع. ولقد ساهمت أمور كثيرة في تحسين ظروف المكفوفين، وأبرزها كانت القدرة على القراءة والكتابة باستخدام طريقة بريل، والتي جاءت معها الفرصة لاكتساب العلم والمعرفة والاستعداد للعمل في وظائف ذات قيمة. ولكن التعليم وحده لن يقود الكفيف للعمل إلا إذا تمكن الكفيف من التحرك والانتقال باستقلالية وأمان من منزله وحتى مقر عمله. وكذلك الحال مع الدمج الاجتماعي الذي يتطلب من الكفيف الحركة من مكان إلى آخر بدون الاعتماد على عائلته أو أصدقائه.

وبالعودة إلى أقدم ما ذكره التاريخ عن استخدام العصا، فإن المكفوفين استخدموا أنواعا مختلفة من العصي لمساعدتهم على التحرك بأمان في المناطق المألوفة وغير المألوفة بالنسبة لهم. إن المقدرة على التحرك باستخدام العصا البيضاء أمر أساسي لتعزيز ثقة الكفيف بنفسه والتمتع بحياة طبيعية ذات فائدة. وفي أبسط صورها فإنها توفر للكفيف ممرا سالكا وتحذره من العوائق كالحواف الحادة ودرجات السلالم. وبالطبع فإن المهارات الجيدة للتحرك تشتمل على ما هو أكثر من القدرة فقط على إيجاد ممر آمن. فعند تلقي الكفيف للتدريب اللازم، يمكنه عندها اكتساب المهارات والاستراتيجيات اللازمة لجمع المعلومات المتعلقة بمحيطه، وتحسس طريقه في الأماكن المألوفة وغير المألوفة. وباستخدام العصا البيضاء يمكن للكفيف أن يتنقل بسهولة في المباني ومراكز التسوق وفي حيه السكني. وباستخدام إشارات المرور الصوتية، يمكنه عبور الشوارع ذات الإشارات الضوئية. كما إن المكفوفين يستخدمون وسائل المواصلات العامة بشكل نظامي كالحافلات وقطارات النقل السريع. وبالطبع فإن الكفيف عادة ما يحتاج لأن يطلب من الآخرين أن يدلوه على الطريق، بيد أنه من غير الضروري إرشاد المكفوفين وقيادتهم من مكان لآخر. إذا احتاج الكفيف للمساعدة، فإنه سيطلبها وسيكون ممتنا لذلك. ولذلك نجد أن العصا البيضاء أداة عملية غير مسبوقة في مجالها ومساهمتها في تحرير المكفوفين. وعلى الرغم من أن المكفوفين في العالم أجمع استخدموا العصي منذ الأزل، إلا إن استخدام العصا البيضاء على وجه التحديد انتشر في منتصف القرن التاسع عشر.

هناك من يرى أن بريل والعصا البيضاء مجرد أداتين ليس إلا. وبالطبع هما أداتان، وأداتان مهمتان أيضا، إلا أن قيمتهما أكبر بكثير من مجرد اكتساب حق التعليم وحرية التنقل في المجتمع. وفي واقع الأمر، فإنهما رمزان أساسيان لحق المساواة لدى المكفوفين وقدرتهم على عيش حياة كاملة كأعضاء يساهمون في خدمة المجتمع. وبدلا من عيش حياة مقتصرة على التبعية والعزلة نرى أنهم يساهمون اليوم في بناء مجتمعاتهم، ويكونون الأسر، ويشاركون في الحياة العامة، ويشغلون العديد من الوظائف المهمة.

لا يشير الخامس عشر من أكتوبر إلى مقدرة المكفوفين على السير بأمان في شوارع المدن فحسب، بل إنه يهدف أيضا إلى إعلام أفراد المجتمع بحركة المكفوفين وانتقالهم من الفقر والعزلة إلى المشاركة الكاملة في الحياة المجتمعية، فالعصا البيضاء ترمز إلى كرامة ومقدرة المكفوفين.

إن يوم العصا البيضاء فرصة لنشر رسالة مفادها قدرة المكفوفين في العالم اجمع ورغبتهم في تحرير أنفسهم من التبعية والعزلة وتبوء مكانة مساوية في المجتمع.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 382 مشاهدة
نشرت فى 28 نوفمبر 2012 بواسطة fajrassociation

ساحة النقاش

fajraltanweer

fajrassociation
تأسست جمعية فجر التنوير للمكفوفين في مايو من عام 2002 م. لتكون أول جمعية يتولى قيادتها مجموعة من شباب المكفوفين. وتهدف الجمعية إلى استثمار إمكانات وطاقات الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية وكذلك خلق الفرص العملية والمجتمعية التي تتناسب معهم. كما تهدف الجمعية إلى التواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية الحكومية وغير الحكومية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,972