عشقي إليكِ
عشقي إليكِ ــ سرى بقلبي خالصًا،
كالطهرِ في شمسِ الضحى المتتابعِ.
ما مسَّه نزغُ الهوى في غفلةٍ،
بل ظلَّ مثل النجمِ في الأفقِ الواسعِ.
أهواكِ حبًّا لا يزولُ بعلّةٍ؛
أبقى عليهِ كالعقودِ اللوامعِ.
ما زلتُ أحفظُ ذكركِ الغالي ــ كما،
تحفظُ أرضُ الجدبِ وبلَ الغوابعِ.
ألقاكِ في حلمي فأفرحُ أنّني،
أحييتُ روحي من جفافِ المجامعِ.
وأفيتُ عهدكِ إذ تركتِ ديارَنا،
وتركتُ قلبي عند ظلِّ المرابعِ.
أبقى أراكِ بكلِّ دربٍ موحشٍ،
وألمحُ الطلعةَ بين الطوالعِ.
يا من حملتُ هواكِ مثل وسامه،
حتى غدوتُ به كفارسٍ بارعِ.
لو أنّ قلبي في يدي ما بعتهُ،
ولو انطفى فيه النبضُ في آخرِ السابعِ.
أنا في هواكِ كآدمٍ في جنّةٍ،
يخشى الفراقَ ويستجيرُ الدوامعِ.
لا تعجبي إن قيل إني صابرٌ؛
فالصبرُ فيكِ أعزُّ فوزِ الطامعِ.
قد علّمتِني أن أعيشَ بعفّةٍ،
وأظلُّ أُغلقُ بابَ كلِّ الموانعِ.
أحببتكِ الروحُ العميقةُ لم تزل،
ترنو إليكِ بنظرةٍ لا تُضارعِ.
وكتبتُ فيكِ الشعرَ حتى صرتِه،
واختلطَ الحرفُ الجميلُ بأضلعي.
ما كنتُ أرجو في الغرامِ سوى النقا،
والقلبُ يُروى من زلالِ المنابعِ.
حتى إذا ما غبتِ عني أصبحتْ،
لي كلُّ دنيايَ الفسيحةُ ضيّعِ.
أسري إليكِ بكلِّ فجرٍ صادقٍ،
كالطيرِ يشدو في الصباحِ المجمّعِ.
أهديكِ نبضي حين يهجرُني الكرى،
وأحيلُ شوقي في الخيالِ لمسامعِ.
أبقى على وعدي ولو ناءت بنا،
دنيا الغيابِ وأثقلتْها الموانعِ.
إني وجدتُكِ في الزمانِ كآيةٍ،
تحيا على مرِّ الدهورِ الجوامعِ.
ولقد خلقتِ بقلبي الدهشةَ التي،
أبقتْ فؤادي في سناهُ اللامعِ.
يا من رأيتكِ في عيونِ قصائدي،
أجملُ من البدرِ التمامِ الطالعِ.
إن كان في الدنيا وفاءٌ صادقٌ،
فهو الذي أحياكِ فيهِ الشوارعِ.
وسألتُ ربي أن يديمَكِ رحمةً،
تبقى لروحي منتهى كلِّ طامعِ.
لن تنتهي سُبُلُ الغرامِ، فكلّما،
أغلقتُ بابًا جئتِ من ألفِ شارعِ.
أبقى أُغنّيكِ الغرامَ كأنّني،
قيسُ الذي لم يروِ قلبَ المدافعِ.
يا زهرةً في القلبِ تنمو طاهرًا،
وتفوحُ بالأنسامِ دونَ الصوانعِ.
لو لم تكوني في حياتي ما غدا،
عمري سوى صحراءَ تبكي المدامعِ.
لكنّكِ الروحُ التي أحيا بها،
فالحبُّ فيكِ ــ هو الخلودُ الأروعِ.
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الكامل



ساحة النقاش