مجلة بشرى الأدبية الأليكترونية – الشاعر والأديب الكبير / صائغ القوافي - قصيدة : توحش القصيدة

 توحش القصيدة





ما هذا الزمان الذي أضحى متلون بالشعر
فقد توحشت القصيدة و توحش معها النثر
أضحت القافية بهذا الزمان للعب واللهو
وكلمات الشعراء أضحت فقيرة بلا حظر
تكاثرت إنتصارت العرب والفتوحات شعرآ
والرجولة أضحت بقوافي القصائد حصر
نعم يا أمة ملكت بالأمس جل الأمجاد
لقد تفاخرتم بغزل الأحرف أيما فخر
كل أمجاد العروبة باتت غزلآ رقيع بلا معنى
وأبناء العروبة خدم من ألف وثلاثمائة دهر
من سقوط الأندلس والعروبة باتت نائمة
والعمر يمضي حسرة من عهر إلى عهر
كم كنا نأمل بعودة تنير أمجاد عروبتنا
لكننا صدمنا ولم يتبقى لنا إلا الصبر
لا أتعجب منكم اليوم أيا أمتي العربية
فكل منا في واد من عصر إلى عصر
كل يغدر بالأخر ويخون فيه دومآ عهده
ولديه الف شاعر يدندن له بنظم الشعر
نعم كل إلا من رحم ربي ناصر لعشيرته
ويحارب أمته لأجل درهم أو بضع العشر
لم تعد للقيم اليوم مكان للأسف في أمتي
إلا لدى البعض الزهيد من هم عانوا الأمر
الغرب يجيش جيوشه من أبناء جلدتنا
والصهاينة قدموا لنا حساب مختص بالجبر
ما عادت كما كانت أمتي رغم تعدادها
فقد أوغلوا قلوبنا نحو قادتنا بالشر
ماعاد العقلاء لهم صوت ناجع ليحركنا 
فبعض عقول أمتنا أصابها وا أسفاه الأسر
هاهم بني المجوس إلينا بغلهم عائدون 
وكلهم مطامع فينا من الخليج إلى البحر
هاهم فلاسفة العلمنة بعفنهم يتشدقون
وقد قبضوا من الغرب فتات فتات الأجر
الويل لك أمتي إن لم تستفيقي حالآ وفورآ
فالشعر لن ينفعك ولا لحن الغناء المستمر 
لم يعد لدينا قدوة نتباهى بها بعد هزيمتنا
فجميع قدواتنا شوههم أبنائنا وكأنه نذر
لقد تكالب علينا الغرب من جميع الجهات
وأنسونا أن الإتحاد نصر ما بعده أبدآ نصر





صائغ القوافي