«بنات الثانوية» .. ومشكلة البحث عن الهوية
والاعتراف من الكبار بأنهن لسن صغيرات!
ثمة نظريتان لبنات الثانوية العامة. احداهما نظرة الشباب والمراهقين الذين يطاردون البنات عند مدارسهن . والنظرة الثانية تلك التي يتم التعامل فيها معهن من قبل الاهل.
هذه محاولة للاقتراب من (بنات الثانوية) بعيدا عن الصورة التي ترتسم بالخيال.
ما هي المشاكل التي تعاني منها الطالبة في المرحلة الثانوية: وما هو دور الاهل السلبي والايجابي ونظرة المجتمع والخوفة من (التوجيهي) وتكوين الشخصية.
والى متى تظل النظرة دونية الى بنات الثانوية باعتبارهن صغيرات؟
والعكس التعامل معن - بمبالغة - ؟
ما هي اشكالية الفتاة في هذه المرحلة الخطرة وسن المراهقة.
نقترب هنا اكثر من الجانب النفسي والاجتماعي والبوح ايضا،،
شلل
يرى د. سري ناصر استاذ علم الاجتماع ان البنات في هذه المرحلة يسلكن من خلال صداقات حميمة او (شلل) بحيث يلجأن الى بعضهن لتعزيز سلوكهن.. لانهن في هذا السن: اي في مرحلة المراهقة التي تمثل ازمة هوية فيشعرن انهن لسن صغيرات فيعتبرن ضمن عالم الاطفال ولاهن بالراشدات ليتقبلهن الكبار. ولذا فانهن يبحثن عن قبول او اعتراف فيعززن بعضهن ويتبعن الموضة فيقضين وقتا طويلا مع الافلام العاطفية وبرامج الشباب واغانيهم.
ويفرض المجتمع عليهن قيودا. التحركات مراقبة داخل المنازل فلا تخرج الفتاة وحدها بل مع (شلة) او (محرم) اخ صغير او كبير.
وتختلف بنات الطبقة الميسورة غالبا عن سواهن فلديهن القدرة على السفر وكذلك بالنسبة للتفاعل مع الجنس الاخر ويسهرن خارج البيوت ويركبن السيارات ويحضرن حفلات وغير ذلك.
اما بنات الاحياء الشعبية فيواجهن كما تقول براءة ( طالبة في التوجيهي العلمي) مشاكل داخل الاسرة : سلطة الاب والاخ الاكبر الذي يستخدم عادة العنف ضدهن ومنهن من تفضل الزواج - مبكرا - للخلاص من (سيطرة البيت).
لا شك ان البنات في هذا العمر وكذلك الاولاد يعيشون حياة رومانسية قراءة ومشاهدات ويتحدثون عن قصص ويتابعن (البنات) حكايات زواج احداهن ربما بالتفصيل.
لقد تغيرت الايام ورومانسية (افلام عبدالوهاب وليلى مراد) لم تعد كذلك كما ترى دينا ( طالبة توجيهي) . وفي زماننا تداخلت الرومانسية مع الماديات وتحولت العلاقات المثالية الى اشياء مادية واتجه الشباب نحو كل ما هو استهلاكي.
الحب صار على طريقة (التيك اوي) ليست له جذور.
الفتاة في ايامنا اتسعت افاقها بسبب التعليم وبدأ بعضهن يلتقي بالجنس الآخر ويشاهد التلفزيون ليبتعد عن التقاليد المحافظة ما يثير ، ذلك ، الأهلَ..
مراهقة
ويقول د. محمد ربيع مستشار الطب النفسي ان استعمال اصطلاح المراهقة قد اتخذ مفهوما محددا في العصر الحاضر. وراح يصف دورا حياتيا معينا في عمر الفرد. وقد ساعد التقدم العلمي وانتشار المدارس على نطاق واسع في تحديد فترة حياتية معينة تشمل عددا كبيرا من الطلاب في مراحل الدراسة المختلفة ممن يقعون ضمن هذا الوصف.
اما بالنسبة لسن المراهقة فلا يتوفر اتفاق كامل حول الفترة الزمنية التي يشغلها دور المراهقة. وعلى العموم فان سن هذه الفترة يمتد من 12 - 02 سنة. غير ان هنالك من يعتبر هذا السن من 10 - 12 سنة بالنسبة للذكور.
على اعتبار ان الفتاة تصل الى سن البلوغ قبل الفتى كما ان نضجها العاطفي يكتمل قبل الفتى.
فترة المراهقة فترة حياتية متميزة بسماتها وخصائصها وانفعالاتها ومشاكلها. فهي فترة تحرك وغليان وهي فترة عاصفة مرهقة لصاحبها.
ان دور المراهقة في حياة الفرد اشبه ما يكون بفصل الربيع فقد يقصر وقد يطول وقد يستقر او يتقلب غير انه يظل مع ذلك فصلا له من وضوح الصفات ما يميزه عن غيره من الفصول. وهكذا فان فترة المراهقة هي الفترة الاكثر استحواذا على اهتمام الناس في معظم المجتمعات المعاصرة وبأنها اكثر فترات الحياة تأثيرا في مجالات الحياة المختلفة من اجتماعية واقتصادية وسياسية.
كما انها اكثر فترات الحياة ارهاقا وعسرا بالنسبة للمراهقة فهي تمر في ثلاثة ادوار:
الدور الاول وهو دور البلوغ او بداية المراهقة ، وهو الحد الادنى لسن المراهقة ، وعلى العموم سن 12 سنة بداية البلوغ.
هذا الرقم قد ينقص او يزيد تبعا للظروف الاجتماعية والبيئية والحضارية ، اضافة الى الفروق الفردية في عمليات التحول البيولوجي. فالبلوغ في الاساس عملية بيولوجية مقررة الحدوث في مرحلة زمنية معينة من مراحل النمو. يبدأ ذلك باثارة الغدة النخامية لافراز الهرمونات التي تؤدي بدورها الى اثارة الغدة الجنسية وافراز هرموناتها الخاصة بالنسبة للفتى او الفتاة. وبنتيجة ذلك تبدأ عملية التحول الفيزيولوجي الذي يؤدي الى ظهور علامات ومظاهر الخصائص الجنسية والجسمية التي تدل على تجاوز مرحلة الطفولة الى مرحلة جديدة.
فشل البالغ في التحكم بهذه الطاقة ، سواء نبع ذلك من طبيعته الذاتية وبفعل التجارب الطفولية التي مر بها ، او جاء بسبب القيود الاجتماعية المفروضة على وسائل التعبير عن هذه الطاقة ، من شأنه ان يؤدي الى احباط هذه القوة الفيزيولوجية والنفسية الهائلة ، والى كبتها او تحويلها الى منافذ شاذة وغير طبيعية.
الدافع الجنسي ليس بالدافع الوحيد المميز لهذه الفترة. هناك دافع اخر يتصل بالجانب الجنسي من ناحية ، وبجانب النمو الجسمي من ناحية اخرى ، فالمراهق في فترة البلوغ يبدأ ولأول مرة بالشعور بانه لم يعد طفلا ، وبان واقعه وملامحه يحتمان عليه اعادة النظر في علاقاته في اطار العائلة ، ومع ان البالغ يرحب بدلالات الرجولة لًما فيها من حرية التصرف ، الا انه يشعر بان حريته الجديدة مقيدة بالخوف والقلق من تحول الوالدين في النظرة اليه.
اما دورة المراهقة المتوسطة فيقع بين مرحلة المراهقة التي تتصف بالتحولات المفاجئة والسريعة في النمو الجنسي والجسمي وبين المرحلة النهائية من المراهقة التي يقف فيها المراهق على مشارف الرجولة وعتباتها.
مشاكل المكانة في المجتمع والحياة
اما بالنسبة للامراض النفسية والعقلية في سن المراهقة: فلا تتوفر احصائيات تامة. ففي بريطانيا 9% من طلبة المدارس يعانون من اضطرابات نفسية ، اما في الكليات والجامعات فان حوالي 9% من الطلاب و14% من الطالبات يعانون من اضطرابات نفسية. الامراض العقلية لا تتجاوز 2 - 4 (في الالف).
<!-- <!--[endif]-->