النظام المائي ومكوناته
مشتاق خليل ابراهيم
--------------------------------------------------------------
مقدمة:
ليس هناك نقطة انطلاق للدورة المائية ولكن تعتبر المسطحات المائية أفضل نقطة للانطلاق , فمع أشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة تبداء عمليات التبخر ويتكاثف بخار الماء ليصبح على شكل سحب وهذه السحب تتعرض لتيارات الهواء الصاعدة فتنخفض درجة حرارتها ويحدث التهطال بأنواعه المختلفة .
المياه الساقطة تتبع عدة طرق فأما السقوط مباشرة على المسطحات المائية أو التسرب لباطن الأرض أو تسقي النباتات أو يسير من خلال الجريان السطحي على شكل أنهار حتى يصل مرة أخرى إلى المسطحات المائية ثم تعود نفس الدورة مرة أخرى .

النظام النهري :
النظام هو أي شئ يتكون من عناصر بينها علاقات متبادلة وتشكل وحدة واحدة .
وتقسم الأنظمة إلى نوعين :
1: النظام المفتوح وهو الذي يسمح بتبادل المادة و الطاقة مع الأنظمة الأخرى 2.النظام المغلق : وهو الذي يسمح بتبادل الطاقة مع الأنظمة الأخرى و لا يسمح بتبادل المادة .
ولا ننسى دائماً أن النظام يمر في ثلاث مراحل رئيسة :
مدخلات // عمليات // مخرجات .
و المخرجات تختلف من حيث الشكل و الحجم و الوظيفة .

مكونات النظام النهري :
يتكون الـنهر من ثلاثة عناصر رئيسة
1:الروافد 2: المجرى الرئيس للنهر 3: الحوض النهري

الأودية و الأنهار :
ربما يحدث لبس عند كثير من الدارسين حين الحديث عن الفرق بين الأودية و الأنهار ولكن الاختلاف كبير بين كلا المفهومين .
فالوادي هو شكل تضاريسي يدل على المنطقة المنخفضة بين منطقتين مرتفعتين . أما الأنهار فهي مجاري مائية في قنوات طبيعية واضحة المعالم بغظ النظر عن نظام الجريان سواء كان دائم أو متقطع .
أن النظر الى سطح الأرض من الأعلى سنجد كثير من بقاع العلام أشكال تشبه شرايين الإنسان وفي حقيقة الأمر ما هي الا مجاري مائية وقنوات و أنهار تتفاوت في أطوالها و اتساعها .

العمليات النهرية
تقوم الأنهار بثلاث عمليات رئيسة وهي بالترتيب : الحت و النقل و الترسيب .
وتعتبر الأنهار واحدة من اهم العوامل المؤثرة في تشكيل مظاهر سطح الأرض من خلال العمليات السابقة الذكر ولكن يجل الإنتلاه الى أن هذه العمليات تحتاج لوقت طويل جداً .
الحت : بعد تكون النهر من خلال المسيلات و الروافد تقوم المياه بعمليات الإذابه للصخور وحتها وذلك يعتمد على نوع الصخر فالصخور الرسوبية أقل قدرة على المقاومة من الصخور النارية .
وتنشط في المجرى المائي نوعين من الحت :
1: الحت الرأسي وهو تعميق لمجرى الوادي النهري
2: الحت الأفقي وهو توسيع لعرض النهر .
النقل :
بعد عملية الحت التي يقوم بها النهر تتفكك الصخور و الأتربة مما يسهل على النهر عملية نقلها من مكان الى مكان أخر وهذه العملية هي ما تسمى بعملية النقل . وتختلف المواد التي ينقلها النهر إلى مجموعة من المواد التي تتباين في أحجامها من الجلاميد الصخرية التي يجرها النهر في قاع المجرى إلى المواد المذابة التي لا ترى بالعين المجردة .
المواد المنقولة :
1: مواد مذابة
2 : حصى صغيرة
3: حجارة
4: جلاميد صخرية ( صخور كبيرة )
الترسيب :
عندما تقل كمية الصبيب المائي ويدخل النهر منطقة سهلية قليلة الانحدار تقل قدرة النهر على النقل فيبداء بترسيب الحمولة النهرية على الجوانب مما يؤدي إلى تشكيل مظاهر طبيعية جديدة على سطح الأرض . يبداء النهر بترسيب الحمولة الأكبر حجم إلى الأقل حجماً التي تصل عادة إلى مناطق السهول الفيضية أو ما يسمى بالدلتاوات .

العوامل المؤثرة في العمليات النهرية
نستطيع فهم الموضوع من خلال بناء العلاقات و التعميمات التي توضح العلاقة بين المفاهيم و المتغيرات التالية .
1: نوع الصخور :
كلما زادت مقاومة الصخور كلما قل أثر العمليات النهرية في تشكيل معالم سطح الأرض .الصخور النارية أكثر صلابة وبالتالي أكثر مقاومة للعمليات النهرية
2: درجة الانحدار :
كلما زادت درجة الانحدار ادى ذلك إلى ارتفاع قدرة النهر على تغير معالم سطح الأرض بسبب زيادة القوة الهيدروليكية و بالتالي زيادة قدرة النهر على الحت .
3: كمية التصريف النهري :
وتعرف كمية التصريف النهري بأنها كمية المياه التي تجري في النهر عند نقطة محددة في وحدة الزمن وتقاس عادة ( م مكعب / ثانية ) .
4: عرض النهر :
وهي المسافة الافقية بين جوانب النهر . وكلما ضاقت المسافة ادى ذلك الى زيادة سرعة النهر وبالتالي قدرته على الحت .
5: طبيعة السطح .
وكلما كان سطح الأرض أكثر خشونة قلل ذلك من سرعة النهر و بالتالي قلل من قدرته على الحت .

لأشكال الأرضية الناتجة عن الحت :
ذكرنا سابقاً أن الأنهار تقوم بثلاث عمليات هي الحت و النقل والترسيب .
سنخص بالذكر هنا الأشكال الأرضية الناتجة عن الحت النهري . فالحت النهري من أهم العمليات التي تساهم في تشكيل سطح الأرض
وتتضافر جهود عمليات الحت وعمليات النقل في تخفيض مستوى الأرض .
فانهر يقتلع أجزاء من الصخر وينقلها الى أماكن أخرى .
القمم والحواف المستديرة التي تظهرفي الشكل المجاور
كانت فيما مضى حواف مرتفعة وقمم بارزة تأكلت مع عمليات الحت وانتقلت الى أماكن اخرى أكثر انخفاضاً.مع التنبيه دوماً الى أهمية نوع الصخور فالصخور النارية أكثر صلابة وأكثر مقاومة لعمليات الحت من الصخور الرسوبية

الأشكال الأرضية الناتجة عن عمليات الترسيب :
تخيل نفسك مكان النهر وحملت مجموعة أشياء متعددة وسرت بها لمسافة طويلة ستبداء تشعر بالتعب وتبدأ بالتخلص من هذه الحمولة من الأثقل وزناً الى الأقل وزناً . هذا بالظبط ما يقوم به النهر فبعد عمليات الحت و النقل التي تحدثنا عنها سابقاً يبدأ النهر بالتخلص من الحمولة النهرية و يبدأ من الأثقل وزناً و هي الجلاميد الصخرية التي يجرها أسفل الوادي , في حين يحمل المواد المذابة و التربة الغرينية إلى منطقة السهول الفيضية و منطقة المصب و هي ما تسمى بالدلتا .
السهول الفيضية : هي تلك المنطقة التي يشكلها النهر على ضفتيه من التربة الناعمة و المواد المذابة نتيجة الفيضان المستمر للنهر و لذلك سميت بالفيضية نتيجة الفيضان .
الدلتا : منطه سهلية شكلها النهر عند منطقة المصب نتيجة الاستواء الشديد في سطح الأرض وتشكلت من المواد المنقولة من تربة وطمي ومواد مذابة حيوانية ونباتية . وسميت دلتا لتشابه الشكل مع الحرف اليوناني Δ دلتا . ولكل الأنهار الكبرى دلتا ولكن أشهرها الدلتا المصرية .