لم تراعوا لم تراعوا
عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي أحسن الناس وأشجع الناس ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصوت فاستقبلهم النبي صلى الله عليه و سلم، وقد استبرأ الخبر، وهو على فرس لأبي طلحة عري، وفي عنقه السيف، وهو يقول: "لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا" ثم قال: "وَجَدْنَاهُ بَحْرًاأو قال: "إِنَّهُ لَبَحْرٌ".
الأقرب إلى العدو عند الحرب
عن علي رضي الله عنه قال لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسًا.
تسترضيه قريش خوفا منه
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت له ما أكثر ما رأيت قريشا أصابت من رسول الله فيما كانت تظهر من عداوته قال: حضرتهم وقد اجتمع أشرافهم يوما في الحجر فذكروا رسول الله، فقالوا: ما رأينا مثل ما صبرنا عليه من هذا الرجل قط سفه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا وفرق جماعتنا وسب آلهتنا لقد صبرنا منه على أمر عظيم أو كما قالوا. قال: فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم رسول الله فأقبل يمشي حتى استلم الركن ثم مر بهم طائفا بالبيت فلما أن مر بهم غمزوه ببعض ما يقول قال فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها فعرفت ذلك في وجهه ثم مضى ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها فقال: "تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَمَا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ" فأخذت القوم كلمته حتى ما منهم رجل إلا كأنما على رأسه طائر واقع حتى أن أشدهم فيه وصاه قبل ذلك ليرفأه بأحسن ما يجد من القول حتى إنه ليقول: انصرف يا أبا القاسم، انصرف راشدًا، فوالله ما كنت جهولاً، قال: فانصرف رسول الله.
لم يفر يوم حنين
عن أبي إسحاق: قال رجل للبراء بن عازب رضي الله عنهما أفررتم عن رسول الله يوم حنين؟ قال: لكن رسول الله لم يفر، إن هوازن كانوا قوما رماة وإنا لما لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا، فأقبل المسلمون على الغنائم، واستقبلونا بالسهام، فأما رسول الله فلم يفر، فلقد رأيته وإنه لعلى بغلته البيضاء، وإن أبا سفيان آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه و سلم يقول: "أَنَا النَّبِيُّ لاَ كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ.