مديرية حبيش وهي أحد المديريات الهامة في محافظة إب والتي تزخر بالثروات التاريخية من الحصون والقلاع والسدود والمدارس الإسلامية والتي كان لها تاريخ ناصع في قبل الإسلام وبعده وقد ورد إسمها في البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي بأنها حبيش بلفظ التصغير وقد علق القاضي إسماعيل في حاشية الكتاب بأنها مقاطعة أو ناحية مركزها ظلمة وكانت قديماً هي والعدين وذي السفال تدعى مخلاف ذي الكلاع، ومديرية حبيش – كما وردت في موسوعة اليمن السكانية – تقع في الجزء الأوسط من محافظة إب وإلى الشمال الغربي من مدينة إب وتبعد عنها بمسافة 42كم ويحدها من الشمال مديرية القفر، ومن الجنوب مديريتي العدين وإب، ومن الشرق مديرية المخادر، ومن الغرب مديرية حزم العدين، ومساحتها 330كم2، وتتكون من 22 عزلة وهي:(بني معين، السلق، بني شبيب، بني الضاحيتين، التفادي، جبل خضراء، جبل عنقه، الجعافره، ربع ظلمه، الزراحي، شباع، صائر، الصدر، العارضة، الفراعي، جحزه، كومان، المشيرق، الناحيه، نقيل العقاب، وادي العقاب، الوطنة).
ومركزها ظلمه ومن أهم المواقع التاريخية والأثرية والعلمية والسياحية في مديرية حبيش هي:
مصنعة وحاظة:
وقد ذكرت في البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي بأنها بضم الواو، والظاء معجمة وقد يقال أحاظة بالألف وقد وصفها الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) بأنها تشابه ناعط في القصور والكُرف على باب القلعة من شرقيها موطأً في القاع، وكريف درداع ويكون ستمائة ذراع في مثلها، وقد ذكر القاضي محمد علي الأكوع في تحقيقه لكتاب (صفة الجزيرة العربية) أنه لم يبق من الستمائة الذراع التي ذكرها الهمداني إلا ستون ذراعاً، وهي الآن بلدة خربة تقع في أعلى جبل حبيش في عزلة شُبع شمال مدينة إب وموقعها يعرف الآن بأسم القلعة، وقد أنطمست معالم قصرها وكرفها وأصبحت مزارع. وكانت عامرة بالعلماء والأعيان والأدباء والرؤساء وقد أنجبت العديد منهم وقد ترجم القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله) لسبعة من علمائها.
وينسب إليها العلامة زيد بن الحسن بن محمد بن الحسن الفائشي الحميري وقد وصفه الملك الأفضل العباس الرسولي في كتابه (العطايا السنية..) بأنه كان رجلاً عالماً بفنون شتى، وقد أحتوت خزائنه من كتب الفقه على خمسمائة كتاب، وله كتاب في الفقه سماه (التهذيب). كما ينتسب إلى وحاظة العلامة عيسى بن إبراهيم الربعي اللغوي الوحاظي مؤلف (نظام الغريب) وقد وصفه القاضي محمد علي الأكوع بأنه أحد أعلام اللغة في اليمن وأنه قد ولد في سنة 458هـ وتوفي في شهر رجب سنة 528هـ وقبر بجامع قرية الجعامي بجانب السلطان أسعد بن وائل، وكتابه (نظام الغريب) كان في وقته معتمداً للطلبة في اللغة العربية وقد ذكر الجندي في كتابه (السلوك) الجزء الأول – من مطبوعات وزارة الإعلام والثقافة مشروع الكتاب – بأن أهل اليمن كانوا يعتمدون عليه وأن أي عالم لم يقرأ كتاب الغريب لايعتبر لغوياً وقد طبع بتحقيق د.بولس برونلي الألماني في القاهرة سنة 1912م كما ورد في كتاب (مصادر الفكر العربي والإسلامي في اليمن) للمؤرخ عبدالله الحبشي – ونتمنى على الأخ الوزير الأديب/ خالد عبدالله الرويشان أن يعيد طباعته مجدداً ليكون بين أيدي العلماء والأدباء والباحثين – وأخوه العلامة إسماعيل بن إبراهيم الوحاظي الذي كان مؤدباً لأولاد الملوك الصليحيين وقد توفي بعد أخيه إبراهيم بعدة أيام وقد ذكر القاضي إسماعيل الأكوع بأن له قصيدة في اللغة أسماها (الأوابد) وقد قام بشرحها، وقد وصف الملك الأفضل العباس الرسولي العالمين اللغويين عيسى وأخوه إسماعيل في كتابه (العطايا السنية..) بأنهما كانا إمامي وقتهما في الأدب.
قلعة خَدِد: وقد ضبطها القاضي إسماعيل الأكوع في كتابه (البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي) بأنها بفتح الخاء وكسر الدال وهي حصن في عزلة العارضة من مديرية حبيش وهي الآن خراب وأطلال، وقد ذكر الهمداني في كتابه(صفة جزيرة العرب) (أن فيها قصر عظيم يقصر عنه الوصف، والقلعة بطريقين على باب كل طريق ماؤه، فطريق القلعة من جنوبها عليها كريف يسمى الوفيت منقور في الصفا الأسود وعمقه في الأرض خمسون ذراعاً وعرضه عشرون ذراعاً والطول خمسون ذراعاً، محجوز على جوانبه جدار يمنع السقوط فيه، والماء الثاني من شمال الحصن على باب الحصن الثاني في جوبه من صفا كالبئر مطوي بالبلاط ودرج ينزل إليه من رأس الحصن بالسرج في الليل والنهار على مسيرة ساعة حتى يؤتى إلى الماء ولا يعلم من يكون على باب البئر من فوق).
جبل الخضراء : يعتبر أعلى قمة جبلية في مدينة ظلمة مركز مديرية حبيش وهو جبل أخضر كأسمه تكسوه الخضرة الدائمة، ومناظر مدرجاته الزراعية تخلب الألباب ولا يملك المشاهد إلا أن يصاب بالدهشة من روعة جمال مناظر جبل الخضراء، وتنتشر في الجبل العديد من التجمعات السكنية والتي تمتاز بجمال مباني عمارتها.وقد وصفه الأديب الشيخ/ سعيد علي باشا بقوله:
سقاك الحَيَاَ المُنهل ياجبل الخضراء
ولا برحت عنك المسرات والبُشرى
تُرا منك أوطان العدين ودورها
كأكواب بلور على حلة خضراء
والحَيَا هنا هو المطر كما ورد في لسان العرب لأبن منظور. وقد ذكر الهمداني في كتابه (صفة الجزيرة العربية) بأن في رأسه مسجد نهره، وقد ذكر المرحوم القاضي محمد علي الأكوع في تحقيقه لصفة الجزيرة العربية بأنه زار المسجد.
قبيله بيت الفلاحي بالنسبه لليمن فـ هي تسكن عدة محافظات
إب ـ حبيش وبعدان ويريم
ذمار ـ الحداء
الجوف ـ جبل برط
مارب
يافع ـ الحد
فهي قبيله كبيره لمحافظه إب مديريه حبيش
توجد في عده قرى منها
جياء وهي كلها من بيت الفلاحي
ظلمه مركز مديريه حبيش
قريه الظاهر
قريه الحبله
قريه ذي وسطاء
قريه الشعب
ناحيه قحزه
وفي عده قرى
والاراضي في حبيش اكثرها ترجع الى قضاه بيت الفلاحي
اما في اليمن فيقال ان يرجع نسبهم الى جبل برط في محافظه الجوف المنبع الرئيسي
قراءت عليها في كتاب صادر من وزاره الاوقافد وهو خراب.
مدرسة الزواحي: وتقع في قرية الزواحي وهي قرية من قرى عزلة كومان من أعمال ناحية حبيش، وقد ذكرت في (المدارس الإسلامية في اليمن) للقاضي إسماعيل الأكوع وهي في الشمال الغربي من ظلمة، وقد بناها الشيخ قاسم بن حمير الوائلي، وقد أوقف عليها أوقافاً جيدة للعلماء والمتعلمين وقد ترجم القاضي إسماعيل الأكوع لأربعة من علمائها في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن).
المراجع:
ومن خلال رجوعنا إلى أحد المراجع وهو نتائج المسح السياحي الجزء السادس وجدنا أنه ذكر أن من المواقع الأثرية والسياحية في مديرية حبيش جبل ذي هران وقد بحثنا عن أسم جبل ذي هران في المراجع الأخرى مثل (صفة جزيرة العرب) و (الأكليل) للهمداني، و(قرة العيون) لأبن الديبع، و(تاريخ عمارة) و(بلدان اليمن عند ياقوت الحموي) للقاضي إسماعيل الأكوع، ولم نجد هذا الإسم في مديرية حبيش وأضطررنا للتواصل مع القاضي محمد الغرباني في إب والذي أكد لنا أنه لا يوجد في مديرية حبيش جبل بأسم جبل ذي هران وهو أيضاً الذي أمدني بالبيتين الشعريين السابقين في وصف جبل الخضراء للشيخ سعيد علي باشا ، ولذا أرجو من الأشخاص الذين قاموا بالمسح السياحي في محافظة إب (مديرية حبيش) أن يوضحوا لنا المصدر الذي قاموا بنقل المعلومات عن جبل ذي هران لأن المصادر التي أشاروا إليها لم تتضمن أي معلومات عن جبل ذي هران في مديرية حبيش.
ذكرت دراسة حديثة بأن اسم مديرية حبيش بمحافظة إب اشتق من الاسم السبئي "ذو حبيش" وأنها من المناطق التي سكنها السبئيون ثم المعينيون ثم الحميريون وأن هناك قرى وعزلاً تحمل أسماء دالة على ذلك مثل عزلة بني معين، والتي كانت عبارة عن كيان اقتصادي وسياسي داخل مملكة سبأ.
واستعرضت الدراسة التي أعدّها أستاذ العمارة والآثار الإسلامية والسياحة بجامعة صنعاء الدكتور محمد علي العروسي ونشرها موقع «نبأ نيوز» عدداً من العزل والقرى التي تحمل أسماء سبئية ومعينية وحمرية في مديرية حبيش منها عزلة بني معين وفيها قرى ذي دومان وذي المقلح وذي صغار بمغرم الصفاء، وعزلة الفراعي وفيها قرية سموع في مغرم المحالل وقرية ذي كربين في الصفاء وقرية ذي شاب في السعنة وقرية ذي عقيل وأكمة الأحاضي.
وأوضحت الدراسة "المعالم التاريخية وعناصر الجذب السياحي في المديرية" مشيرة إلى أن مديرية حبيش بطبيعتها الجبلية الساحرة ومعالمها التاريخية والأثرية المتنوعة واحدة من أجمل المناطق السياحية في اليمن.
وأنها تزخر بعشرات المساجد والقباب التاريخية التي لعبت دوراً هاماً في نشر العلوم المختلفة في مختلف العصور الإسلامية إلى جانب وظيفتها الدينية وتخرج منها علماء وفقهاء ذاع صيتهم داخل اليمن وخارجها.
وأشار الباحث في دراسته إلى أن مسجد بين الدور عبارة عن قبة ضريحية بنيت في قرية بين الدور إحدى عزل قحزة ويرجع تاريخ بنائها إلى منتصف القرن الرابع الهجري - العاشر الميلادي وتحديداً سنة 359 هجرية - 963 ميلادية بحسب النقش الكتابي المدون على إحدى القطع الحجرية التي تظهر في الواجهة الجنوبية لبيت الصلاة.
وأن أهمية هذه القبة تكمن في كونها تمثل واحدة من أقدم القباب المعروفة في العصر الإسلامي وأول قبة بنيت من الحجر في اليمن.
أما مسجد مروحة الذي يقع في إحدى قرى عزلة نقيل العقاب يعود تاريخ بنائه إلى سنة 811 هجرية - 1409ميلادية وفقاً لنص نقش كتابي على أحد الألواح الخشبية الموجودة في السقف وأن تاريخ البناء الحالي للمسجد يرجع إلى سنة 1183هجرية - 1718ميلادية.
كما تحدث الباحث أيضاً عن موقع وتاريخ بناء عدد من المساجد والقباب التاريخية في المديرية منها قبة الشهاب وقبة الزوم ومسجد الثوماني وجامع الرسيعة وقبة الشيخ صلاح والجامع الكبير بظلمة ومسجد وقبة الفراوي التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن السابع الهجري - الثالث عشر الميلادي، وأن المسجد يقع في قرية الفراوي من عزلة الصدر بمديرية حبيش والقبة الضريحية في جهته الجنوبية.
كما تحدث عن أهم الجبال المشهورة في مديرية حبيش منها جبال هران (بكسر الهاء وتشديد الراء) الذي يتميز بوجود بقايا أسس قلعة هران التي كانت تشغل قمة الجبل المنيع ووجود عدد من مدافن الحبوب المنحوتة في الصخر التي يرجع تاريخها إلى عصور ما قبل الإسلام وكذلك جبل الخضراء.
وقال العروسي في دراسته إن الحصون والقلاع التاريخية تكاد تكون موجودة في غالبية عزل المديرية حيث تدل أسماء بعض القرى والمحلات على أنها كانت مناطق محصنة بقلاع منيعة مثل المصينعة في السعنة بعزلة الفراعي والحصن في بيت البتول بعزلة بني معين والحصن في مغرم خير موضع في عزلة السلق.
وذكرت الدراسة أن مدينة وحاظة (بفتح الواو والحاء) من أشهر المدن التاريخية وتقع في أعلى جبل حبيش عزلة شباع شمال مدينة إب واشتهرت قديماً بقصورها العظيمة ومنشآتها المائية، وأن الهمداني يذكر في الصفة بأن وحاظة تشابه مدينة ناعط في القصور والكروف وبأن للمدينة قلعة حصينة تسمى شباع.
وأكدت الدراسة التي هدفت إلى توثيق أهم المعالم والمنشآت التاريخية والسياحية في المديرية وبالتعرف على أهمها وأشهرها وعناصر الجذب السياحي التي تمتاز بها وتشجيع أصحاب الشركات والوكالات السياحية إلى إدراجها ضمن البرامج السياحية إلى جانب لفت عناية الباحثين إلى أهمية وضرورة القيام بدراسة تاريخ وآثار وتراث هذه المديرية.
وأن الباحث ينوي في المستقبل إنجاز دراسات مماثلة لمختلف المديريات في محافظة إب وفي بقية المحافظات اليمنية بقدر الظروف والإمكانيات الذاتية المحدودة وأنه سيخصص دراسة مستقلة لعلماء حبيش بصورة مستقلة ومفصلة.
الجدير بالذكر أن مديرية حبيش تقع على بعد 27كم تقريباً شمال غرب محافظة إب
· هذابعض مابحثت عنه ولكم المزيد في كتابات اخرى ارجوا اعجابكم .
اخوكم ومحبكم /اسماعيل عبدالقادر الفلاحي محافظة إب
[email protected] 22/5/2011
ساحة النقاش