إن العبوات الغذائية والمواد الملامسة للغذاء تعد من البنود الرئيسة التي بُذل فيها الكثير من الوقت والجهد لوضع التشريعات الخاصة بالمضافات للحفاظ على سلامة الغذاء كهدف أساسي. وعالمياً، هنالك هيئتان تشريعيتان لهما باع طويل في التشريعات الخاصة بالغذاء والتي تتضمن تحديداً المواد المضافة للعبوات البلاستيكية الملامسة للغذاء وهما: هيئة الغذاء والدواء الإمريكية ومفوضية الاتحاد الأوروبي .وتنظم التشريعات الأمريكية والأوروبية عملية هجرة المواد المضافة من العبوات للغذاء المعبأ بما يعرف بالحد الأعلى للهجرة والذي ينطبق على المواد المهاجرة الكلية، والحدود النوعية للهجرة التي تعبر عن كل مادة على حدة أو لمجموعة من المواد. الحد الأعلى للهجرة يمكن إعتباره كحد لتلوث الغذاء بمجموع المواد المهاجرة من المادة المغلفة.والحد الأعلى المحدد من قبل التشريعات الأمريكية والأوروبية هو 60 مجم/كجم من الغذاء أو 10 مجم/ دسم2 من سطح مساحة التلامس والذي يعد أعلى كثيراً من معظم الحدود للملوثات الغذائية الأخرى.أما الحدود النوعية للهجرة فتعد وسيلة لإدارة المخاطر تم اشتقاقها من بيانات السميات مثل الكميات اليومية المسموح بها أو تقويم محدود لمدى السمية والذي يؤكد السلامة فقط عند مستويات منخفضة من الهجرة . المواد المضافة
تنطوي صناعة العبوات البلاستيكية للأغذية على استخدام العديد من المواد المضافة أثناء عمليات تصنيع وتشكيل العبوات والمغلفات البلاستيكية تشمل على سبيل المثال لا الحصر مضادات الأكسدة والملدنات والمزيتات (مشحمات) ومعدلات التصادم وماصات الأشعة فوق البنفسجية ومحفزات الشفافية الضوئية ومانعات الكهرباء الساكنة والمستحلبات والمثبتات ومانعات الرغوة والمصلبات والمواد الملونة والصبغات، إضافة إلى أحبار الطباعة والمواد اللاصقة.هذه المواد المضافة والمعينات التصنيعية والتشكيلية للعبوات إضافة إلى المونومرات
والأوليجومرات والمواد المترسبة للمواد الخام البلاستيكية الرئيسية هي التي قد تهاجر إلى الغذاء وقد تتسبب في مخاطر صحية على المستهلكين.ومن أهم العوامل المحفزة لهذه الهجرة درجة الحرارة وزمن التلامس إضافة إلى نوعية العبوة ونوعية الغذاء المعبأ.
تتسم طرق القياس المعملية للمضافات البلاستيكية التي قد تهاجر إلى الغذاء من العبوات والمغلفات البلاستيكية وتتسبب في مخاطر محتملة على صحة الإنسان بأهميتها الكبيرة لأنها تمثل الوسيلة العلمية المعتمدة لدراسة وتقويم عمليات الهجرة.كما تعد الوسيلة الرئيسية للهيئات الرقابية والتشريعية المناط بها التأكد من السلامة العامة للغذاء وضرورة مراقبته مع عدم السماح بتعرضه لمستويات خطرة من المضافات والملوثات التي قد تهاجر من العبوات.وتتلخص الأهداف العامة لطرق القياسات المعملية للمواد المهاجرة للغذاء فيما يلي:
(1) تحديد المواد الضارة والملوثات التي قد تهاجر إلى الغذاء من العبوات والمغلفات البلاستيكية وإيجاد مدى سميتها واحتمالات تسببها في مخاطر على صحة المستهلك.
(2) إيجاد مستويات المونومرات المترسبة والمضافات في المواد البلاستيكية الملامسة للغذاء وفي الغذاء نفسه.
(3) تحديد العوامل المؤثرة على هجرة الملوثات من العبوات البلاستيكية إلى الغذاء.
ونظراً لصعوبة استخدام العديد من الأغذية الحقيقية في الاختبارات المعملية لإيجاد مستويات المواد المضافة التي قد تهاجر من العبوات والمغلفات البلاستيكية إلى الغذاء فإن البديل الأمثل هو استخدام ما يشار إليه عالمياً بمسمى مماثلات الغذاء والتي تشمل الماء المقطر وحمض الخل والإيثانول وزيت الزيتون وزيت الذرة الشامية ومستخلص جوز الهند وهي تعطي مستويات سلامة أكبر كثيراً مقارنة ببديل استخدام الأغذية الحقيقية.
إن من أهم الواجبات المناطة بالهيئات التشريعية والرقابية للغذاء للحد من المخاطر المحتملة لهجرة الملوثات من العبوات الغذائية ما يلي:
(1) إصدار التشريعات والموجهات اللازمة لمستوردي ومنتجي ومصنعي مواد وعبوات ومغلفات الأغذية وقطاعي الصناعات الغذائية ومنشآت الخدمات الغذائية والتي تحدد المستويات القصوى لهجرة المواد محتملة المخاطر إلى الغذاء وتقنن مسؤوليات هذه الجهات حيال المخاطر المحتملة.
(2) إرشاد وتثقيف المستهلكين بشأن الاستخدام الأمثل للعبوات والمغلفات الغذائية.
(3) تقويم المخاطر المحتملة للهجرة النوعية للملوثات غير الآمنة.
(4) تكثيف الدراسات والبحوث في مجال تقنيات ومواد التعبئة والتغليف الحديثة.
وجدير بالذكر أن الرمز المستخدم عالمياً للإشارة إلى الدرجة الغذائية والتي تعني سلامة العبوة أو المغلف البلاستيكي للاستخدامات الغذائية هو الشوكة والكأس كما هو مبين في الصورة .
بينما الرمز المستخدم لإمكانية وسلامة استخدام العبوة أو المغلف أو الإناء في الميكروويف
ساحة النقاش