د حافظ زينهم حافظ ( عيادة اسلام البيطرية )

 

ما هو أخطر أحيانا من الحشرات في منازلنا هو بعض أنواع البكتيريا أو المايكروبات أو الجراثيم السامة والمسببة للأمراض. وخطورتها تكمن في كونها غير مرئية مثل معظم الحشرات التي نستطيع أن نراها وبذلك نستطيع القضاء عليها. لكن البكتيريا من الصعب رؤيتها إلا بمكبرات ومايكروسكوبات. وأنواع البكتيريا كثيرة ومتعددة, وطرق تكاثرها مختلفة, فبعضها يتضاعف في دقائق وبسرعة بينما الآخر يأخذ وقته. ومواقع البكتيريا في منازلنا كثيرة فهي موجودة في الثلاجات والأفران وحول الأطقم الصحية في دورات المياه. وبعضها تكون داخل المواسير ومجاري التكييف والدواليب خاصة الموجودة في مناطق رطبة أو معتمة. وقد تكون ظاهرة لنا على شكل عفن أو ميلدو, سواء أخضر أو أسود أو بنيا أو أصفر. وخطورتها تكمن في أنها ربما تكون سامة أو أنها تسبب ضعفا في مناعة الجسم.

 وأكثرها خطرا هو ما تشير إليه الدراسات الحديثة من أن الدش (الشور) هو من أخطر الوسائل لنقل تلك البكتيريا, حيث إن الدش يقوم بعملية بالضغط على تلك الميكروبات من المواسير وبضغط قوي ليخرج الماء المحمل بتلك الجراثيم وينتشر حول الجسم وعلى ستارة الحمام وأرضيته. وبذلك فهو محمل بتلك الجراثيم وبالتالي تسبح تلك البكتيريا في الجو وتنتشر.

وآخر هذه الأبحاث تم عرضها في نهاية العام الماضي في مجلة لجامعة كولورادو في الولايات المتحدة لأوراق عمل الأكاديمية الوطنية للعلوم. حيث قام الباحثون بدراسة لعدة حالات لمنازل من ولايات مختلفة مثل نيويورك وإلينوي وكولورادو وتنسي وداكوتا. وهي جزء من دراسة عن البكتيريا وطريقة انتشارها في الهواء والماء في المباني العامة, حيث تم تسجيل فحوص وقراءات لمعدلات البكتيريا دون ثم بعد وضع رأس الدوش. وقد أوصت الدراسة بالحذر من استعمال الدوش لمن لديهم ضعف في المناعة سواء أطفالا أو كبارا. وأن يتم استبدال رأس الشور بنوع من الحديد الذي لا يسمح بالتصاق البكتيريا على جدرانه. وإن الدوش هو أكبر مصدر للتلوث البكتيري. وهذا النوع من البكتيريا يسمى (مايكوباكتيريوم افيوم), الذي له علاقة قوية بأمراض الصدر. وقد يلاحظ علامات المرض أو أعراضه وهي الشعور بالتعب والسعال الناشف وضيق في التنفس. وما زال البحث جاريا هذا العام لمعرفة أنواع أخرى من مواقع تجمع البكتيريا في المباني.

آمل ألا يكون الموضوع مخيفا أو أن يأخذه بعض الأطفال كعذر لعدم الاستحمام, لكن الموضوع يحتاج منا إلى أخذ الحذر ومحاولة تطهير تلك الأماكن ما أمكن. وأن ننتبه في حالة وجدنا أعراض المرض على أفراد العائلة لمحاولة ليس فقط العلاج لكن لتقصي مصدر البكتيريا والتخلص منها.

أكثر المواقع لوجود البكتيريا والعفن عامة هي تحت السيلكون الذي نضعه حول أحواض الغسيل والبانيوهات وكراسي دورات المياه, وهذه البكتيريا يمكن ملاحظتها بسهولة نظرا لأن لونها يختلف ويتغير بعد فترة ليصيبه بعض السواد والعتمة. لذلك يستحسن أن نقوم كل ستة أشهر بمعاينة تلك المواقع لتتم إزالة السليكون وتطهير مكانه وتركه فترة كافية لقتل البكتيريا والجراثيم السامة ومن ثم إعادة وضع سليكون جديد.

كما أن مجاري الهواء والصفيات أو الفلاتر في أجهزة التكييف المركزية والعادية تعد مصدرا خطرا لنقل البكتيريا, لذلك يجب تغيير تلك الفلاتر وكذلك الاستعانة بالمختصين لتطهير وتنظيف مجاري التكييف.

وأخيرا بدأنا في القيام بالتشجير سواء داخل المنزل أو على الأسوار بهذا النوع من الأشجار التي تنمو بسرعة وتطول, وهي مشابهة لأشجار الفايكس, وانتشرت سريعا كموضة هذه الأيام, لكن ما لا يعلمه كثيرون أنهم لو فتحوا غطاء الخزان في منازلهم لوجدوا جذور تلك النباتات تسبح كأنها مجموعة أو شبكة من الحيات أو الثعابين. حتى لو لم تزرعها فإنها تأتيك من جارك, فتلك النباتات لديها شراهة للماء وتشمه جذورها أينما كان. والحلول لذلك كثيرة أولها قص تلك الأشجار والتخلص منها واستبدالها بأنواع أخرى من النباتات, أو أن يتم قص الجذور من داخل الخزان ومن ثم عزله مرة أخرى ثم وضع حوائط خرسانية جديدة.

لا ننسى أن أكثر المواقع للبكتيريا غالبا وكما هو معروف حول خزانات الصرف وغرف التفتيش, لكنها غالبا خارج المنزل, لذلك تقل خطورتها لكن لا بد من التأكد من عدم وصولها إلى داخل المنزل.

موضوع الجراثيم أو البكتيريا موضوع مهم يجب ألا نتجاهله سواء لمستقبلنا وصحتنا أو لمستقبل بقية أفراد العائلة. وهو مهم لمن لديهم فرد يعاني ضعف المناعة أو بعض الأمراض الصدرية. أو لمن يريد أن يحمي نفسه مستقبلاَ. والحلول لتطهير والقضاء على البكتيريا المنزلية كثيرة لكن اسأل المختصين عنها فهي حتى لو تم تطهيرها فإنها ربما تعود مرة أخرى لذلك فإنه لا بد من تحري الدقة في اختيار نوع المبيدات أو المطهرات التي تقضي عليها تماما.

<!-- body -->

 

المصدر: نقلها لكم عن صحيفة الاقتصادية الالكترونية د حافظ زينهم حافظ مدير عيادة اسلام البيطرية المسلة المطرية القاهرة 0101458648
eslamclinic

د.حافظ زينهم

  • Currently 82/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 1174 مشاهدة
نشرت فى 18 يونيو 2011 بواسطة eslamclinic

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

478,136