مقال رقم (7)
[ يهود الدول العربية ]
هل هذا جهل ؟.. أم خيانة ؟.. أم زندقة ؟.. كُلها واردة !
لا يكاد يُصدق الإنسان المسلم أن اليهود العرب , في الدول العربية كاليمن وتونس والمغرب وغيرها من البلدان العربية , يعيشون بصفتهم مواطنين لهم كامل الحقوق المدنية , من تعليم ووظائف ورعاية صحية وحماية أمنية حتى على معابدهم ! بينما يعيش أهل الإسلام أصحاب هذه البلدان في بعض الأحيان , أقل حقوق ورعاية ! وإن شئت قُلّ : أقل احترام !
بلا شك هذا شيء غريب ومحزن ومؤسف , .. ولكن الأدهى والأمرّ والمؤلم هو أن هؤلاء اليهود بعد كل هذه الرعاية , يذهبون إلى إسرائيل فيعملون إما في التجسس ( الموساد ) على المسلمين - بصفتهم يعرفون اللغة العربية - , أو في الجيش الإسرائيلي الذي يقتل السكان الفلسطينيين المسلمين !
وقد يستغرب البعض أيضاً أن بعض الأُسر والعوائل اليهودية , تذهب من مواطنها العربية إلى إسرائيل من أجل أن تحضر وتشارك في حفلات تخرّج أبنائها في دورات الجيش الإسرائيلي , الذي قد تم تجهيزه لقتال المسلمين ! – كما هو معروف ومنشور في الصحف الفلسطينية - ثم بعد ذلك يعود هؤلاء اليهود إلى بلدانهم وكأن الحكومات العربية باستخباراتها وقُدراتها الضخمة لا تعرف شيء .
ولذا نصيح بهذه الحكومات العربية المتورطة والمتواطئة , والجامعة العربية بقيادة عمرو موسى , ونقول لهم : يكفي استغفال للأمة الإسلامية فقد انكشف الغطاء وظهر المستور .
مقال رقم (8)
[ الإجازة على الأبواب وأهل الفجور يستعدون ]
لا تكاد تبدأ الإجازة الصيفية حتى ينطلق الناس في كل حدبٍ وصوب , فمنهم إلى المصايف السعودية بقصد التسلية والمتعة بالأجواء الباردة , ومنهم إلى الأقارب في المدن والقرى والهِجر منهم الى .. الخ . والغالب عليهم – والحمد لله – المحافظة على الصلوات والحشمة والتسلية المباحة في حِلهم وترحالهم .
ولكن هناك فئة من الناس , وللأسف الشديد يستعدون للإجازة الصيفية للفجور والزنا ومعاقرة الخمور والمتعة المحرمة شرعاً , فيذهبون إلى البلاد التي لا تُحرم أنواع الفساد , فينفقون الأموال الطائلة التي حصلوا عليها خلال كدهم من وظائفهم أو تجارتهم , في كبائر الذنوب والمعاصي بدون خوف من الله ولا حياء من الناس , ثم بعد عودتهم إلى البلاد والوطن عند انتهاء الإجازة , يُجالسون ضِعاف الإيمان من الشباب ممن لم تتح لهم فرصة الخروج والسفر إلى خارج المملكة , فيقصون عليهم عجائب مغامراتهم ومشاهدتهم , وهم يتأسفون ويتأوهون على تلك الأيام الخوالي التي قضوها مع فلانة العاهرة وفلانة الفاجرة , والسهرات التي تدور فيها أقداح الخمور – والعياذ بالله – كأنهم لا يعنيهم الحساب والعقاب !
جاء عن أبى العيناء - كما في كتاب \" جمع الجواهر \" لأبي إسحاق الحُصري - أنه قال في شخصين شاهدهما على المحرمات والموبقات : \" تعجَّلا الجنة في الدنيا يشربان الخمر ولا يصليان ! \" .
نعم هذا الأمر أصبح معروف في المجتمع عند القاصي والداني , عن هؤلاء الفئة الفاسقة المتعجلة لطيبتها , ولكن القليل من الناس يتكلم عنهم وينتقدهم حميةً وغضباً لمحارم الله . والسؤال : أين هؤلاء الكُتّاب الذين أرهفوا واستنزفوا أقلامهم في الصحف السعودية , بنقد كل ما يمت إلى الدعوة , بينما سكتوا عن هذه السياحة الفاجرة المحرمة ؟
مقال رقم (9)
[ ماذا خسر المسلمون بترك الجهاد ؟ ]
الجميع يعرف قصة طارق بن زياد – رحمه الله - , فاتح الأندلس سنة ( 92 هـ ) حينما استعد للقتال وجهز الجيش وركب البحر على ظهور السُفن بقصد اقتحام وفتح الجزء الغربي من أوروبا , من اجل نشر الإسلام بين الشعوب المتخلفة .
وأظن أيضاً أن الجميع يعرف ما تنشره القنوات الفضائية , عن أخبار الذين ركبوا البحر في تلك القوارب المتهالكة من شمال أفريقيا إلى أوروبا , ليس بقص الجهاد ونشر الإسلام وإعلاء كلمة الله , بل بقصد أن يعملوا بأجور زهيدة في جمع القمامة والنفايات , والعمل في المطاعم وغسل السيارات وغير ذلك من الأعمال الدنيئة والحقيرة ! هذا إذا قدّر الله لهم النجاة ولم تنكسر بهم السفن فيغرقوا .
ذكر صاحب كتاب \" رياض النفوس \" أبي بكر المالكي في ترجمة أسد بن الفرات – رحمه الله - , فاتح \" جزيرة صقلية \" أنه قال لجنوده لما استقر على شاطئ الجزيرة : \" هؤلاء عجم الساحل هؤلاء عبيدكم .. لاتهابوهم \" ثم حمل اللواء وحمل الجيش معه فهزم الله النصارى وجنودهم , واستولى المسلمون على البلاد وغنموا الأموال والعبيد والجواري .
ومن العجب العجاب في هذا الزمان أن تبدلت الأمور إلى العكس , بحيث أصبح السيد المسلم أشبه بـ( العبد ) والعبد النصراني أشبه بـ( السيد ), لأن أغلب العبيد والجواري كانوا عند المسلمين قديماً من النصارى , واليوم يعمل هؤلاء الشباب والنساء من المسلمين الأفارقة أشبه بالعبيد عند نصارى أوروبا !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في رسالته إلى السلطان الملك الناصر في شأن التتار : \" فمن ترك الجهاد عذّبه الله عذاباً أليماً بالذل وغيره \" وهذا صحيح فما اسُتعمرت البلدان الإسلامية وسلبت بعض أراضيها وذل أهلها , إلا بترك الجهاد والركون إلى الدنيا وملذاتها الفانية .
مقال رقم (10)
[ في مجال الدعوة ]
لايشك مسلم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الإمام الأول في الدعوة إلى الله , لأن أقواله وأفعاله ميزان للاستقامة , ولكونه المعصوم الوحيد في الأمة الإسلامية , قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }[الأحزاب21] .
وعن ابن عُيينه قال : \" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر , فعليه تُعرض الأشياء , على خلقه وسيرته وهديه , فما وفقها فهو الحق , وما خالفها فهو الباطل \" .
ومع هذا فقد وجد كثير من المشركين ممن دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام , لم يستجيبوا للدعوة , .. لا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في دعوتهم , وتعامل معهم بطريقة قاسية أو فضّة أو بزعارة أخلاق .. حاشاه من ذلك , وقد قال الله تعالى فيه : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }[القلم4] .. بل لكونهم حقت عليهم الضلالة فلا يرغبون في الاستجابة للحق .
وهذا يعطي قناعة عند الداعية إلى الله , أن أكثير من لايستجيب لدعوته ليس بسبب سوء تعامله معهم – إذا كان ملتزم بالسنة - ، بل لكونهم متمردون يخترعون الأساليب الغريبة والقذرة للتخلص من الإنكار عليهم .
وأكثر من يعاني من هؤلاء الفسقة اليوم هم رجال الهيئة ومن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .
فتفطن يا أخي لهذا فأكثر من ترك أو تهاون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الزمان من طلبة العلم والشباب المستقيم , هو بسبب جهلهم بهذه الحقيقة .
مقال رقم (11)
[ حول البناء والتخطيط العمراني ]
كتب ابن خلدون في مقدمته المشهورة فصلاً سماه ( في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب ) وقال في ضمن ما قال : \" وانظر إلى ما ملكوهُ وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوّض عُمرانه , وأقفر سكانه وبُدلت الأرض فيها غير الأرض \" ثم مثل بحال اليمن والمغرب والشام والعراق في زمانه , مما أصابها من خراب بعد حضارة الأمم السالفة .
وفي ظني أن ابن خلدون كان مُتحامل على العرب في مقدمه بعض الشيء , حتى يظن الظان أن لديه نزعة شُعوبية , والحق أن العرب قد يحسنون في أوطان دون أوطان بحسب توسع مداركهم وعلومهم , فالأندلس مثلاً فيها من العِمارة والفن الهندسي الشيء الجميل والبديع الذي يبهر عقل كل زائر , وكذلك الدولة العثمانية كانت على مستوى جيد في التطور العمراني وخاصةً في بناء المساجد .
أما عمارة اليوم فلو تكلمنا مثلاً على \" الرياض \" , فسوف نجد أنها تجمع بين المحاسن والمساوئ في وقت واحد , فالبيوت من محاسنها جمال الشكل في الأبواب والشبابيك والألوان والأحجار الرخامية إلى غير ذلك .
وأما عن مساوئها فمنها أن فناء البيت ( الحوش ) خارجي , بحيث يكون مكشوف للجيران بكل سهولة , فإذا كان مثلاً لديك جار سوء – والعياذ بالله – ولديه أبناء ممن قل دينهم وأدبهم , فسوف تكون أنت وأهل بيته تحت المراقبة بحيث لا تشعر ! وهذا بالتأكيد أمر مزعج وقد يحملك على الرحيل , لأن هذا التصميم مخالف للتصميم العمراني الإسلامي القديم , الذي تكون فيها البيوت مربع الشكل والفناء داخلي في الوسط مستور عن أعين الجيران , مع أمان أكثر من اللصوص والسُّراق بسبب طول الجدران الخارجية .
ومن مساوئها أيضاً أن مادة الاسمنت شديدة الحرارة في الصيف , بحيث يصعب فيها العيش بدون تبريد , وهذا يجعل أعمار هذه البيوت , مرتبط بالطاقة الكهربائية المستمدة من البترول المهدد بالنضوب خلال السنوات القادمة , بينما نجد بعض البيوت القديمة في الدول الإسلامية صالحة للسُكنى وهي مبنية منذ مئات السنين .
إذاً بيوتنا اليوم مهددة بالخراب - كما قال ابن خلدون – بسبب قصر النظر عند من شيّد المُدن , فهم يخططون لسنوات قليلة والدليل على ذلك أيضاً تخطيط الشوارع المقتضة اليوم بالزحام .
ساحة النقاش