حكم المصافحة
المصحافة هي : السلام بالايدي بمعني : ان يضع الانسان كفه في كف من يريد السلام عليه .
والمقصود بحكم المصحافة هنا : حكم مصافحة الرجل للمرأة الاجنبية عنه والمرأة الاجبية هي: كل امرأة يجوز للرجل ان يتزوجها أي لا تحرم عليه حرمة ابدية فالمرأة الاجنبية هي : كل ما عدا المحارم من النساء ، والمحارم هن كل المحرمات علي التأبيد مثل : الام الاخت والعمة والخالة والجدة والابنة وابنة الزوجة المدخول بها وام الزوجة .
ومصافحة الرجل للمرأة الاجنبية محرمة شرعا ،ولا تجوز في اي حال من الاحوال ، سواء كانت المرأة فتاة شابة او امرأة كبيرة متزوجة او غير متزوج قربية او ليست من الاقارب مسلمة او غير مسلمة ،وسواء كانت المصافحة بحائل او بدون حائل ، بشهوة او بدون شهوة ، فكل ذلك حرام.
والادلة علي ذك كثيرة منها :
ماروي عن عائشة رضي الله عنها انها قالت " ما مست يد رسول الله صلي الله عليه وسلم يد امرأة الا يملكها"(حديث صحيح اخرجه البخاري )
وعن اميمة بنت رقيقة رضي الله عنها ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " اني لا اصافح النساء " . (صحيح اخرجه احمد والترمذي والنسائي وابن حيان وغيرهم)
وفي رواية قال :" لا امس ايدي النساء " (صحيح اخرجه الطبراني وصححه الالباني)
ولا يدعي احد ان ذلك خاص بالرسول الله صلي الله عليه وسلم لأن الاصل عدم اخصاص الرسول الله صلي الله عليه وسلمبالحكم الشرعي حتي يثبت بالدليل ان الحكم خاص به ، وليس هناك دليل صحيح علي ان تحريم مصافحة الاجنبية خاص بالرسول الله صلي الله عليه وسلم ، ومما يدل علي ذلك الحديث التالي الذي فيه وعيد شديد لكل من يمس امراة اجنبية عنه :
فعن معقل بن يسار رضي الله عنه ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " لأن يطعن في رأس احدكم بمخيط حديد خير له من ان يمس امرأة لا تحل له "(صحيح اخرجه الطبراني والبيهقي وصححه الالباني) .
ومعني الحديث: ان الرجل افضل له ان يطعن في راسه بمخيط من حديد من ان يلمس امرأة اجنبية عنه .
والمخيط هو : كل ما يخاط به كالإبرة والمسلة ونحوها .
قال الشيخ الالباني رحمه الله : " في الحديث وعيد شديد لمن مس امرأة لا تحل له ، ففيه دليل عيل تحريم مصافحة النساء ، لأن ذلك مما يشمله المس بلا شك وقد بلي بهذا كثير من المسلمين في هذا العصر "
ولعل من الادلة علي ذلك ايضا ان الله عزوجل منع نظر المرأة الي الرجل ، ونظ الرجل الي المرأة فامر كلا من الرجل المرأة بغض البصر ، فقد قال الله سبحانه وتعالي
( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ )( النور31)
فاذا كان مجرد النظر الي اي جزء من الجسم محرم ، فما بالك بالمس وهو اشد فتنة .
ال الشيخ الشنقيطي رحمه الله : " وانما امر الله بغض البصر خوف الوقوع في الفتنة ، ولا شك ان مس البدن اقوي في اتارة الغريزة واقوي داعيا ايل الفتنة من النظر بالعين ، وكل منصف يعلم صحة ذلك "
وقد اتفق ائمة المذاهب الاربعة وغيرهم من العلماء علي تحريم مصافحة الجل للمرأة الاجنبية.
قال الامام السفاريني رحمه الله : " وهذا مذهب الائمة الاربعة وعامة العلماء رحمهم الله ".
فثبت من خلال ما سبق ان مصافحة الرجل للمرأة الاحنبية حرام شراعا علي كل من الرجل والمرأة ، وان كلا منهما آثم بذلك ، سواء كان هو البادىء بمد يده او لا وسواء كان ذلك بحسن نية او سوء نية ، لأنه لا يجوز للأنسان ان يقع في الحرام ثم يدعي انه حسن النية ، ثم هل يدعي ان نيته افضل من نية رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي رفض مصافحة النساء في البيعة ؟!
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : " لا والله ما مست يده صلي الله عليه وسلم يد امرأة قط في المبايعة ، ما بايعهن الا بقوله " قد بايعتك علي ذلك " (حديث صحيح اخرجه البخاري)
ان رسول الله صلي الله عليه وسلم هو اشرف الخلق وابعدهم عن الفتنة ، ومقام البيعة من اشرف المقامات واكرمها ، ورغم ذلك رفض رسول الله صلي الله عليه وسلم ان يصافح اي امرأة ، لأن ذلك حرام ، ونحن جميعا علينا ان نقتدي برسول الله صلي الله عليه وسلم الذي قال الله فيه
:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ( الاحزاب21)
واياك ان تصدق بعض الذين يقولون : ان عمر بن الخطاب كان يصافح النساء ، فهذا كذب علي عمر رضي الله عنه وليس هناك دليل علي ذلك ، وعمر رضي الله عنه برىء من مصافحة النساء.
واخيرا يا اخي المؤمن ، ويا اختي المؤمنة ..
وبعد ان علمت حكم الله في المصافحة ، فاياك ان تقع في هذا الامر المحرم ، فلا عذر لك واياك ان تعتذر بانك لو تصافح فقد تقع في حرج ، وقد يغضب منك بعض الناس،
فانت الان مخير بين امري:
اما ان تقع في المصافحة المحرمة فترضي الناس وتغضب الله عزوجل .
واما ان ترفض باسلوب حكيم الوقوع في الحرام فترضي الله عزوجل وهو كفيل بان يجعل الناس جميعا راضين عنك .
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " من ارضي الناس بسخط الله وكله الله الي الناس ، ومن اسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس "
"(حديث صحيح اخرجه الترمذي وصححه الالباني) .
ساحة النقاش