مملكة جزيرة العزبي
داخل بحيرة المنزلة وعلي بعد 5 كيلو متراً شرقاً داخل المياه تجد قرية العطوي وعلي بعد 12 كيلو متر جنوب قرية غيط النصاري.
تقع اغرب جزيرة عرفها التاريخ الحديث, وكأنها انفصلت عن العالم بكل همومه.
حياه غريبة ومثيره بعيده عن الصخب والسرعة والقلق وكل ما تحمله المدينة من عنف واضطراب , تعيشها اسره كبيرة من اصل واحد ومن جد واحد ( أحمد العزبي) الذي استوطن هذه الجزيرة رغماً عنه وبها مقبرته فقد , والذي كان لا يدري أطلاقا انه سوف يدفن بها! وكون أسرته تتعدي أفرادها بالجز يره اليوم إلي أكثر من 2500 نسمه , وأعداد أخري انتشرت في قري البحيرة والمدن القريبة ومدن مصر.
والبداية أثناء حمله نابليون بونابرت لمصر ومحاولته دخول دمياط بعد الاستيلاء علي الاسكندريه والقاهرة في عام 1798ميلاديه ومقاومه أهالي دمياط والمنزلة بقياده حسن طوبار لجنود نابليون في بحيرة المنزلة استشهد (أحمد العزبي )بالقرب من الجزيرة فقام زملائه بدفنه في هذه الجزيرة لآي سبب ربما لعطل بالمركب أو لعدم المقدرة علي حمله وعادوا إلي أهله وابلغوهم بمكان دفنه فأصروا علي نقله من الجزيرة إلي موطنه الذي يوجد علي شواطئ البحيرة واقرب مكان للحقيقة (البصراط مركز المنزلة)الذي يقطنها حالياً أكبر تجمع لعائله العزبي علي الرغم من انتشارهم بالآلاف في جميع المدن والقرى المطلة علي بحيرة المنزلة(البصراط- الجمالية-المنزلة-المطرية-العزيزة-العصافره- الطوابره- الرحمامنه-والغوا بين-العطوي-البصارطه-وغيط النصاري-شطا-الخياطة-الشعراء ودمياط وبورسعيد)ويوجد الألف منهم بمدينه دمياط والمنصورة والقاهرة ومدن أخري ! .
وأصر احمد العزبي (الابن) علي نقل رفات والده لبلده وذهب للجزيرة ودله الجنود علي موقع الدفن وعندما اقتربوا منه وكلهم خوف ورعب ورهبه من منظر غريب , فقد وقف (ذئب) علي المقبرة يحاول نبشها ولكنه مات علي المقبرة بوضع غريب دون أن يقتله احد , وإنهم لم يشهدوا هذا الوضع من قبل واعتبروا هذا الشهيد المدفون (ولي من أولياء الله الصالحين ) وتناقل الخبر للبلاد وارد ابنه إلي جواره وبني له مقام وأقامت معه زوجته رحمه ومعها أولادها وانضمت إليهم( ابنه العزبي الأب) وتسمي (مسريه)وكانت علي قدر من الجمال وعاشت معهم فتره طويلة إلي أن تزوجها (محمد بك شاهين) الذي كان يحضر للجزيرة بالمركب الخاصة به (الذهبية) ويمدهم بالمأكولات والمؤن والمياه , واغرب الحكايات لتأسيس بلده ,تعاقبت الأجيال , فقد نسل أحمد العزبي الشهيد خمسه أبناء ذكور غير الإناث (محمد والفلا والعزازي والبليسي) واحمد الذي أقام بالجزيرة وأولاد الذكور (أحمد وسليمان والبلاسي وبحيري و رمضان) وخرج من هؤلاء أجيال عديدة حيث أن الجيل يتكون من اقل من عشرين عاماًَ ومنهم من ترك الجزيرة ورحل إلي مدن وبلاد أخري خاصة أنهم كانوا حريصون علي حضور كل الموالد التي تقام بمدن الجمهورية فاستوطنوا بها وكونوا فروع لعائله العزبي , تصاهروا مع عائلات عديدة مثل الاعصر ودره وجزر وقنبر والمداح والغاوي والعرباني من مدينه دمياط ومنيه دمياط والشعراء وعائلات الزيني والشافعي والقيل والجمل من شطا وغيط النصاري وعائلات نور الدين و القباني والاوندي وشاهين من الجمالية وباقي المدن الاخري وكانت تقيم الزوجة مع زوجها في الجزيرة ولا يخرجون منها إلا في المناسبات.
يوم في حياه أهل الجزيرة:
أهل الجزيرة يصحون مبكرين , ربما قبل الفجر ليبدأ يوم العمل , الذي ينسم إلي صيد الأسماك وصيد الطيور المهاجرة (مرخص لهم بحوالي مائه بندقية صيد ) وينتهي عملهم قبل أذان الظهر بحوالي ساعة , فحصيلة الصيد يتم بيعها مباشره لتجار البحيرة في مراكبهم . وبعض الأطفال يذهبون لمدرسه الجزيرة (ذات الفصل الواحد) إما الأطفال الآخرون فبعضهم يتعلم بدمياط أو القرى المجاورة ويقيمون أقامه دائمة لدي أقاربهم والآخرون لا يتعلمون ويساعدون الإباء في الصيد والصغار منهم يلعبون أمام البحيرة , والأم تقوم بشؤون المنزل وتعد الطعام كأي أمراه في ريف مصر . والجزيرة بها 3 محلات بقاله بها كافه الأصناف , وفي الصباح يقوم الأطفال بتسليم أوعيه المياه الفارغة (الجراكن) لمركب كبير التي ترحل لغيط النصاري لملئ المياه العذبة من (طلمبة) أمام البحيرة وتعود قبيل العصر وفي منظر بديع تتجمع المراكب الصغيرة في تشكيل يتعدى أكثر من 300 مركباً لاستلام (جراكن المياه العذبة) –حياه الجزيرة – فتقوم النسوة بملئ خزانات المنازل منها, ويستمر يوم العمل إلي قرب المغرب الرجال يحرصون علي الصلاة في أوقاتها فلديهم مسجداً علي مساحه 200 مترا مربعا شمال الجزيرة , ثم يجلسون ويتسامرون ويتفرجون علي التليفزيون ولديهم ما يقرب من 250 جهازاً , والمنزل من الداخل مثل أي منزل بقري دمياط , والموبيليات الحديثة بأنواعها في منازلهم , واغلبهم لديه البوتوجاز وأجهزه التسجيل وكل منزل به (مولد كهرباء ) إلا انه لا توجد ثلاجات إلا لدي احد البقالين .
فالحياة عاديه بالنسبة لهم وينتهي اليوم بعد صلاه العشاء بساعات بقليل , والنظام السائد بها إن للجزيرة (كبير) , يأخذ رأيه ولا يرد في كافه أمورهم الحياتية وقراره نهائي وينفذ وكبير الجزيرة (محمد السيد العزبي) , وتنفرد الجزيرة بأنها لم يحدث بها منذ نشأتها جريمة واحده من أي نوع . ولا يعاني أهلها من أمراض العصر , سوي التلوث ومشكله المياه العذبة فحياتهم طبعيه , وأفكارهم ما زالت علي حالتها الأولي.
تم بالجزيرة تصوير فيلم تليفزيوني باسم أولاد درغام عام 1993 بطوله يحي شاهين وتيسير فهمي ووائل نور ومحمود الجندي وإخراج حسين إبراهيم.
وصدرت جريدة الأهرام ابدوا الناطقة باللغة الفرنسية يوم الابعاء 19 فبراير 2003 م في صدر صفحاتها موضوع عن جزيرة العزبي بعنوان (دمياط: الحياة في جزيرة تعيش خارج الزمن).
وقام الدكتور عبد العظيم وزير (محافظ دمياط سابقاً ومحافظ القاهرة حالياً) في يوم الاثنين الموافق 25 نوفمبر 2002 بزيارة الجزيرة. لتلبيه احتياجات الجزيرة وحل مشكلاتها وأمر بإدخال الكهرباء لها وتوصيل المياه النقية وتدبيش الحجارة حولها لمنع ارتفاع مياه البحيرة بعد تنفيذ مشروع الطريق الدولي ومتابعه الوحدة الصحية دوريا للحالات المرضية , وأقامه مدرسه بالجزيرة وإنهاء كافه مشكلاتها وتوفير حياه كريمه للأهل الجزيرة.
ولقد استقبلوه أهل الجزيرة بالترحاب وعقد مؤتمر كبير في سر داق أقيم خصيصاً لهذه المناسبة.
ويذكر إن اللواء صلاح مجاهد محافظ دمياط قد زار الجزيرة عام 1971 أي قبل زياراتها أخيرا بحولي 30 عام
وتعيش الجزيرة كما قيل خارج الزمن , فلا يوجد مجتمع سكني في العالم يعيش بهذا الأسلوب فالاتصال بالدينا بإشارات ضوئية للأقارب في العنانيه لطلب النجدة أو إبلاغ عن متوفي , إما وسيله المواصلات هي المراكب!
ساحة النقاش