المسيخ الدجال
<!-- / icon and title --><!-- message -->
كثر الحديث في هذه الآونة عن المسيح الدجال
حتى رفعه البعض لمستوى جعلوه مصدر كل الشرور الكائنة على الأرض من خلال تزعمه لشبكة من المفسدين و الطغاة , حتى بات الحديث عنه مصدر من مصادر التكسب المادي
و ذلك بظهور كتب في الأسواق تتحدث عن الدجال بأسلوب قصصي خيالي دون مراعاة لصحيح السنة و لا لضعيفها حتى وصل الأمر بالبعض أن أجرى تحقيق صحفي مع الجن أخبره خلالها عن أمورا و أحداث عجيبة و غريبة على غرار أفلام الخيال العلمي
طبعا نحن نعلم أن الدجال آية من آيات الله , خلقه الله اختباراً و فتنة للناس و خص بفتنته هذه طائفة من عباده محشوة قلوبهم بالإيمان
حيث يخرج في زمن طعامهم و شرابهم فيه التسبيح و التحميد كطعام الملاكة
ثم إن الله أرحم من أن يخرجه في زماننا هذا و قد فشا النفاق في القلوب ناهيك عن أمم الكفر التي تمثل أغلب أهل الأرض , فلو خرج الدجال اليوم لتبعه أغلب أهل الأرض إلا من رحم ربي
و أنتم تعلمون أيها الأخوة أن الدجال و في يوم خروجه الأول يتجول في الأرض قاطبة يحشد لمعركته الكبرى مع المؤمنين
كل كفار و منافقي الأرض حتى أنه سيكون حريصا على أن يضل الإعرابي في الصحراء من أجل أن يتبعه و سيكون أكثر تابعيه هم اليهود يومئذ و هم لا يمثلون من جيشه إلا سبعون ألف و هذا طبعا يعطينا فكرة واضحة تؤكد لنا أن الدجال لن يخرج إلى الناس قبل أن يصبح تعداد البشر على الأرض
بالآلاف لا بالمليارات
فرسول الله صلى الله عليه و سلم يخبرنا بأن الدجال أيامه بين الناس لا تتعدى العامين قياسا إلى زماننا هذا و هي أربعين يوم قياسا إلى ذلك الزمن ,حيث يحاول الدجال بما آتاه الله من قدرات على أن يظل الناس إلا من عصمهم الله منه , فهو لن يستطيع أن يظل مسلما شهد الملحمة و نحن نعلم أن الذين لم يشهدوا الملحمة هم فسطاط النفاق الذي توعدهم الله بعدم قبول التوبة و كأن الشمس بالنسبة لهم قد خرجت من مغربها
و يبقى تحت الاختبار من اسلم أثناء فتح المسلمين لروما و قسطنطينية
سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد السابع 1 : ( 3079 ) ( الصحيحة )
يا عائشة ، العرب يومئذ قليل . ( يعني: بين يدي الدجال . فقلت: ما يجزي المؤمنين يومئذ من الطعام ؟ قال: ما يجزي الملائكة ؛ التسبيح والتكبير والتحميد والتهليل )
إذن الدجال لم يخرج ليغير واقع موجود , فعمله كان محصورا بجمع المنافقين و الكافرين و على رأسهم من بقي من بني إسرائيل ليقتلهم نبي الله عيسى عليه السلام و من معه من المؤمنين
ثم يأخذ المؤمنين البراءة النهائية من النفاق , فالمسلم حين يموت يفتن في قبره قريبا من فتنة الدجال فإن كان إيمانه صادقا نجا و بشر بذلك في قبره و قيل له هذا مقامك من الجنة
لذلك كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستعيذ من فتنة القبر و فتنة المسيح الدجال
فمن أدركته فتنة الدجال و نجى عرف مقامه في الجنة و درجته و هو حي و هذه كرامة لم تؤتى لأحد من هذه الأمة إلا لرسول الله الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر
حتى الصحابة المبشرين بالجنة لا يعلمون درجاتهم فيها
أما المؤمنين الذين يدركون عيسى عليه السلام و يشهدون فتنة الدجال فإن كل واحدا منهم يعلم بدرجته بالجنة قبل الموت , لأنه امتحن و نجا من فتن لا يفتن بعدها أبدا فالمسلم إما أن يفتن في قبره فتنة قريبة من فتنة الدجال أو أن يكون من الطائفة التي تشهد خروج الدجال و يكرمها الله بالبراءة و النجاة قبل وفاتها
سنن النسائي كتاب الجنائز باب التعوذ من عذاب القبر
2062 ( صحيح )
أخبرنا سليمان بن داود عن بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع أسماء بنت أبي بكر ثم تقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتنة التي يفتن بها المرء في قبره فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سكنت ضجتهم قلت لرجل قريب مني أي بارك الله لك ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر قوله قال قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال .
جزء من حديث صحيح
ينطلق حتى يدركه عند باب لد فيقتله ثم يأتي نبي الله عيسى قوما قد عصمهم الله فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة
ـــــــــــــــــــــــــــ
من سيشهد فتنة الدجال
ـــــــــــــــ
لقد قدر الله أن تشهد طائفة من أمة محمد صلى الله عليه و سلم
فتنة تعتبر من أعظم الفتن على وجه الأرض ألا و هي فتنة الدجال
هذه الفتنة التي قد تكلم البعض في صحتها بالرغم من أن أحاديثها قد بلغت حد التواتر
و البعض يرفضها لمجرد أن فكره لم يستسغ أن يخص الله طائفة من المؤمنين بهذه الفتنة العظيمة
هي عظيمة في نفسه لكن الصحابة رضوان الله عنهم قالوا لو خرج الدجال فينا
لرماه أطفالنا بالحجارة
إذاً المسألة تتعلق بقوة الإيمان فالدجال ليس لديه إلا حيل و أضاليل
و لو كان معه قوة عظيمة لما أحتاج أن يطوف الأرض ليجمع المنافقين و الكفرة
ليحارب بهم فئة قليلة من المؤمنين
لكن هذه الفئة القليلة لديها من الميزات الإيمانية ما يجعلها تخرج من فتنة الدجال نقية طاهرة كما دخلت
هذه الطائفة من المؤمنين اختصها الله بخصائص لم يجعلها لأحد من عباده , فهم الحاصلين على تزكية نبي الآمة محمد صلى الله عليه و سلم ( بأنهم فسطاط إيمان لا نفاق فيه )
و هم الذين يهدمون أسوار مدن الكفر بالتهليل و التكبير و هذا لم يكن لغيرهم
و هم الذين يجري التسبيح و التهليل منهم مجرى الطعام و هذه خاصة من خواص الملائكة
و هم الذين يشهدون فتنة الدجال من دون البشر فلا تضرهم
و هم الذين يشهدون نزول نبي الله عيسى عليه السلام فيمسح وجوههم و يحدثهم بدرجاتهم بالجنة
و هم الذين يقتلون ممل الكفر فيكون الدين لله وحده فينطق الله لهم الحجر و الشجر ليكون عونا لهم في حربهم
و هم الذين تخرج عليهم الشمس من مغربها معلنة إغلاق باب التوبة
و هم الذين تخرج عليهم الدابة فتسمهم بسمة الإيمان و النجاة
و هم الذين يشهدون خروج يأجوج و مأجوج و ما فيه من تعب و مشقة
و هم الذين يخرج الله لهم بركات الأرض حتى تعود كما كانت في عهد أدم
و هم الذين تنزع في زمانهم من كل ذات حمة حمته حتى يمسك الطفل الصغير الأفعى فلا تضره
و هم الذين تتكلم لهم عذبة السوط فتحدث الرجل بما أحدث أهله خلفه
و هم الذين تأخذ أرواحهم ريحا طيبة يرسلها الله عليهم فيموتون موتة رجل واحد
هذه بعض خصائص هذه الفئة التي تدرك الدجال و الدابة و خروج الشمس من مغربها و تشهد نزول نبي الله عيسى عليه السلام
ــــــــــــــالأحداث ـــــــــ
هذه الفترة من عمر الأمة استثنائية بكل المقاييس من حيث العنصر المؤمن و من حيث الفتن كيف لا و هم يمثلون خاتمة الأمة العظيمة ( الأمة المحمدية ) أمة الإسلام
هذه الفئة المؤمنة ستخضع لامتحانات و فتن تخرجها من الدنيا نقية مطهرة
و هذا هو الفارق بيننا و بينهم
نحن ندعو في دبر كل صلاة بأن يعيذنا الله من فتنتين عظيمتين قرن بينهما رسول الله في أحاديث الدجال ألا و هما فتنتي القبر و الدجال حيث قال صلى الله عليه و سلم
سنن النسائي كتاب الجنائز باب التعوذ من عذاب القبر 2062 ( صحيح )
أخبرنا سليمان بن داود عن بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع أسماء بنت أبي بكر ثم تقول قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الفتنة التي يفتن بها المرء في قبره فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة حالت بيني وبين أن أفهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سكنت ضجتهم قلت لرجل قريب مني أي بارك الله لك ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر قوله قال قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال .
صحيح مسلم ج: 2 ص: 624
قالت فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلت الشمس فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد ما من شيء لم أكن رأيته إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار وإنه قد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور قريبا أو مثل فتنة المسيح الدجال لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيؤتى أحدكم فيقال ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن لا أدري أي ذلك قالت أسماء
فيقول هو محمد هو رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وأطعنا ثلاث مرات فيقال له نم قد كنا نعلم إنك لتؤمن به فنم صالحا وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلت
سؤال القبر و ما أدراك ما هو و رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لأصابه
ـ صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 4760 ( صحيح )
كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: استغفروا الله لأخيكم و سلوا له التثبيت فإنه الآن يسأل
نعم أسألوا له التثبيت امتحان مهول يتجاوزه المؤمن و يقع فيه المنافق و الكافر حيث يأتي الميت في قبره ملكان عظيمان مخيفان فما أن يراهما المنافق حتى يقول لهم أنتم ربي و ذلك عندما يسألونه من ربك و أما المؤمن فيقول ربي الله
أما من يشهد فتنة الدجال و هو يأتي الناس بأعمال هي من الأعمال التي يختص بها لله وحده , كإحياء الموتى و إرسال الغيث فتجد المنافق و الذي في قلبه مرض يصدقه و يقول له أنت ربي ., أما المؤمن فيقول كما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
(( يدعو ( الدجال ) رجلا فلا يسلطه الله إلا عليه ، فيقول: ما تقول في ؟ فيقول: أنت عدو الله ، وأنت الدجال الكذاب . فيدعو بمنشار ، فيضعه حذو رأسه ، فيشقه حتى يقع على الأرض ، ثم يحييه ، فيقول: ما تقول ؟ فيقول: والله؛ ما كنت أشد بصيرة مني فيك الآن ، أنت عدو الله الدجال الذي أخبرنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال: فيهوي إليه بسيفه فلا يستطيعه ، فيقول: أخروه عني )) صحيح
هذه الفئة من المؤمنين ثبتت حين أرتد الآخرون و قاتلت في سبيل الله في زمن و ظرف يكاد النصر أن يكون مستحيل ,, بضع آلاف يواجهون جيش الروم الذي يقارب المليون
فكان جزاء شهدائهم أن كانوا أفضل الشهداء , و الفاتحين منهم جزائهم أن لا يفتنون أبدا
لقد أخذوا التزكية الأولى في الامتحان الأول
و طبيعي أن ينجحوا ببقية الامتحانات و لا يخرجوا من الدنيا إلا بالوثائق الدامغة التي تدل على نجاتهم فمن يد نبي الله عيسى عليه السلام و التي تمسح وجوههم و يبشرهم بدرجاتهم في الجنة إلى دابة الأرض التي تخرج فتسم المؤمن حتى يستنير وجهه و تخطم الكافر و المنافق على وجهه
ـ سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد الأول 322 ( الصحيحة )
تخرج الدابة ، فتسم الناس على خراطيمهم ، ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير ، فيقول: ممن اشتريته ؟ فيقول: اشتريته من أحد المخطمين .
تفسير الطبري ج: 20 ص: 15
حدثنا عصام بن رواد بن الجراح قال ثنا أبي قال ثنا سفيان بن سعيد الثوري قال ثنا منصور عن ربعي بن حراش قال سمعت حذيفة بن اليمان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وذكر الدابة فقال حذيفة قلت يا رسول الله من أين تخرج قال من أعظم المساجد حرمة على الله بينما عيسى يطوف بالبيت ومعه المسلمون إذ تضطرب الأرض تحتهم تحرك القنديل وينشق الصفا مما يلي المسعى وتخرج الدابة من الصفا أول ما يبدو رأسها ملمعة ذات وبر وريش لم يدركها طالب ولن يفوتها هارب تسم الناس مؤمن وكافر أما المؤمن فتترك وجهه كأنه كوكب دري وتكتب بين عينيه مؤمن وأما الكافر فتنكت بين عينيه نكتة سوداء كافر
***
بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ) (النمل:82)
تفسير القرطبي ج: 13 ص: 234
قوله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم اختلف في معنى القول وفي الدابة فقيل معنى وقع القول عليهم وجب الغضب عليهم قاله قتادة وقال مجاهد أي حق القول عليهم بأنهم لا يؤمنون وقال ابن عمر وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهما إذا لم يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر وجب السخط عليهم وقال عبد الله بن مسعود وقع القول يكون بموت العلماء وذهاب العلم ورفع القرآن قال عبد الله أكثروا تلاوة القرآن قبل أن يرفع قالوا هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الرجال قال يسرى عليه ليلا فيصبحون منه قفرا وينسون لا إله إلا الله ويقعون في قول الجاهلية وأشعارهم وذلك حين يقع القول عليهم قلت أسنده أبو بكر البزار
قال حدثنا عبد الله بن يوسف الثقفي قال حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن موسى بن عبيدة عن صفوان بن سليم عن ابن لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن أبيه أنه قال أكثروا من زيارة هذا البيت من قبل أن يرفع وينسى الناس مكانه وأكثروا تلاوة القرآن من قبل أن يرفع قالوا يا أبا عبد الرحمن هذه المصاحف ترفع فكيف بما في صدور الرجال قال فيصبحون فيقولون كنا نتكلم بكلام ونقول قولا فيرجعون إلى شعر الجاهلية وأحاديث الجاهلية وذلك حين يقع القول عليهم وقيل القول هو قوله تعالى ولكن حق القول مني لأملأن جهنم فوقوع القول وجوب العقاب على هؤلاء فإذا صاروا إلى حد لا تقبل توبتهم ولا يولد لهم ولد مؤمن فحينئذ تقوم القيامة ذكره القشيري وقول سادس قالت حفصة بنت سيرين سألت أبا العالية عن قول الله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم فقال أوحى الله إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن وكأنما كان على وجهي غطاء فكشف قال النحاس وهذا من حسن الجواب لأن الناس ممتحنون ومؤخرون لأن فيهم مؤمنين وصالحين ومن قد علم الله عز وجل أنه سيؤمن ويتوب فلهذا أمهلوا وأمرنا بأخذ الجزية فإذا زال هذا وجب القول عليهم فصاروا كقوم نوح حين قال الله تعالى إنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمنحدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أبو سعيد وعثمان ثنا أبو أسامة عن إدريس بن يزيد الأودي عن عطية عن بن عمرو رضي الله عنهما ثم في قوله عز وجل وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض قال إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر
***
مصنف ابن أبي شيبة ج: 7 ص: 119
51 حدثنا أبو أسامة عن إدريس عن عطية عن ابن عمر وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض قال حين لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر
إذن ينتهي زمن الامتحان و تطلع الشمس من مغربها لتعلن ذلك ثم تخرج الدابة لتعلن النتائج الأولية التي ارتضاها الله لهؤلاء الصفوة فهم قد تعرضوا لامتحان الروم في الملحمة
ثم خروج الدجال و هذا بديل عن فتنة القبر
ثم طلوع الشمس من مغربها
و بعدها يكون خروج الدابة
ثم خروج يأجوج و مأجوج
ثم سبع سنوات يشهد فيها المؤمنون من الخير العظيم ما تعجز عن وصفه الألسن يجزيهم الله بنعمة لم ينعمها أحد من بني أدم ثم تكون الوفاة بريح طيبة
متى تخرج الدابة
يعتبر خروج الدجال أول الآيات الكبرى ثم تأتي الآية الثانية متمثلة بنزول نبي الله عيسى ثم يلي ذلك خروج الشمس من مغربها ثم الدابة كآيتين متتابعتين لا فاصل بينهما
ـ سنن أبي داود أول كتاب الملاحم 4310 ( صحيح )
حدثنا مؤمل بن هشام ، ثنا إسماعيل ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبي زرعة قال:
جاء نفر إلى مروان بالمدينة ، فسمعوه يحدث في الآيات أن أولها الدجال ، قال: فانصرفت إلى عبد الله بن عمرو فحدثته ، فقال عبد الله: لم يقل شيئا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "" إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، أو الدابة على الناس ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها "" قال عبد الله وكان يقرأ الكتب وأظن أولهما خروجا طلوع الشمس من مغربها .
و يمكن أن يتساءل المرء , فيقول لماذا لا يكون خروج الدابة و طلوع الشمس من المغرب بعد يأجوج و مأجوج ؟؟
الصحيح أن هذا الاحتمال قائم لولا بعض الإشكاليات
أولها : أن خروج الدجال و موته يعني أن الثابتين من المؤمنين هم من نجا و غيرهم قد هلك و لا حاجة لتأخر خروج الشمس من مغربها فالنجاة من فتنة الدجال هي الفيصل الذي لا توسط فيه فإما أن يكون المرء من الناجين أو يكون من الهالكين , فصار لزاما تمييز المؤمنين عمن بقي من الكافرين
بدليل أن الدجال يبلغ الأرض كلها و يتبعه المنافقين و اليهود أي أصحاب الملل الفاسدة دون استثناء حتى مدينة رسول الله التي مُنع الدجال من دخولها أخرج الله إليه منافقيها
فالدجال قام بعملية جمع لكل منافقي الأرض و كفرتها ليضعهم أمام الامتحان الفيصل و الذي قلنا أنه بديل عن فتنة القبر
فيمكن القول أن من يدرك الدجال هم أناس ُقدمت لهم بعض الحوادث التي سيعيشها الناس بعد الموت أي في ( البرزخ )
فكان خروج الشمس من مغربها كحدوث الموت ( لأنه لن ينفع نفس لم تكن قد أمنت فكأنهم قد انتهت حياتهم )
و كأن فتنة الدجال بالنسبة لهم كفتنة القبر يعلم كل شخصا بعدها مصيره و مقعده من الجنة أو النار
أذن الفتوحات قد شملت معظم الأرض المقطونة بالسكان و بقي اليهود و حثالة الناس ممن يعيش في البوادي بعيدا عن سيف الفتح حيث سيتبع الدجال هؤلاء و سيقاتلهم نبي الله و من معه من المؤمنين فيقتل من يقتل و يهرب القليل , القليل
أما اليهود فهذه المقتلة ستكون مقتلتهم النهائية حيث تبعوا الدجال عن عقيدة و انتظار طويل كرسوا خلاله كل أنواع الدناءة و عدم الإيمان بخالقهم الذي قال عنهم
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) (البقرة:47
لذلك شاء الله فأنطق الحجر و الشجر ليدلوا عليهم يستثنه من ذلك شجرة الغرقد فإنه من شجرهم
و يبقى خروج يأجوج و مأجوج حدث لا علاقة له بفرز الناس نحو الإيمان أو النفاق
فهؤلاء القوم سيخرجون فيقتلوا كل من يصادفهم و لن يميزوا بين مؤمن و كافر و قد يكون خروجهم لتصفية الأرض ممن لاذ بها هنا أو هناك ممن نجى من الكفار أو المنافقين
فيقتضي و الله أعلم أن يكون خروج الشمس و الدابة سابقا لخروج يأجوج و مأجوج
فيكون ترتيب الآيات كالتالي
1) نزول عيسى عليه السلام
2) طلوع الشمس من مغربها
3) خروج الدابة
4) خروج يأجوج و مأجوج
صحيح مسلم ج: 4 ص: 2226
2901 حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع إلينا فقال ما تذكرون قلنا الساعة قال إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس قال شعبة وحدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن أبي سريحة مثل ذلك
آيات الخسف
ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاث خسوف كإشارة لدنو الساعة كما ورد في الحديث السابق الأول خسف بالشرق : و هو و الله أعلم الخسف الذي ذكره رسول الله صلى الله عليه و سلم بمدينة البصرة
صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 7859 ( صحيح )
يا أنس ! إن الناس يمصرون أمصارا و إن مصرا منها يقال لها البصرة أو البصيرة فإن مررت بها أو دخلتها فإياك و سباخها و كلاءها و سوقها و باب أمرائها و عليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف و قذف و رجف و قوم يبيتون يصبحون قردة و خنازير
***
أما خسف الغرب : فهو أحد احتمالين
إما أن يكون خسف بمدينة أو دولة لم يكن أسمها معروف في زمن الرسول عليه الصلاة و السلام فذكر الخسف و نسبه للجهة التي سيقع فيها الخسف فيكون المقصود إن شاء الله الخسف الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث الفرعون و المقصود كما بينا و قتها أن الفرعون هو أمريكا
8415 أخبرنا غيلان بن يزيد الدقاق بهمدان ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا بن إياس ثنا بن أبي ذئب عن قارظ بن شيبة عن أبي غطفان قال سمعت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول تخرج معادن مختلفة معدن منها قريب من الحجاز يأتيه من شرار الناس يقال له فرعون فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب فأعجبهم معتمله إذ خسف به وبهم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
و إما أن يكون المقصود بهذا الخسف هو قرية قرب دمشق تدعى حرستا و هي علامة خروج الرايات الثلاث و بدأ الهرج
(( الفتن لنعيم بن حماد ج: 1 ص: 220
حدثنا الحكم عن جراح عن أرطاة قال إذا خسف بقرية من قرى دمشق وسقطت طائفة من غربي مسجدها فعند ذلك تجتمع الترك والروم يقاتلون جميعا وترفع ثلاث رايات بالشام ثم يقاتلهم السفياني حتى يبلغ بهم قرقيسيا ))
و أنا أرجح الاحتمال الأول و الله أعلم
أما خسف جزيرة العرب فهو و الله اعلم الخسف بالجيش الذي يغزو المهدي
صحيح الجامع الصغير المجلد الثاني 3906 ( صحيح )
طائفة من أمتي يخسف بهم يبعثون إلى رجل فيأتي مكة فيمنعه الله تعالى و يخسف بهم مصرعهم واحد و مصادرهم شتى إن منهم من يكره فيجيء مكرها
بقي هناك آيتان
النار و الدخان
1) النار
و هي التي تحشر الناس إلى الشام و قد تحدثنا عنها في الفصل الذي تكلمنا فيه عن خراب المدينة
أما آية الدخان
بسم الله الرحمن الرحيم
)) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ {10} يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ {11} رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ {12} أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ {13} ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ {14} إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ {15} يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ {16} الدخان
ــــــــــ
المفسرون للآيات السابقة على قولين
الأول : و هو قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه و جماعة من أهل العلم و هو
أن الدخان هو ما أصاب أهل مكة من جهد نتيجة لدعوة الرسول محمد صلى الله عليه و سلم عليهم و البطشة الكبرى برأيه هو يوم بدر
القول الثاني : و فيه القول الثابت لأبن عباس و هو ترجمان القرآن و فيه قول لعلي رضي الله عنه و تدعمه أثار صحيحة بأن الدخان من الآيات الكائنة قبل يوم القيامة و لم يأت زمنها بعد
و البطشة الكبرى هي يوم القيامة
و سأورد بعض ما جاء في تفسير أبن كثير بخصوص الرأي الثاني و الذي و الله أعلم هو الأقرب للصواب
تفسير ابن كثير ج: 4 ص: 139
وقال آخرون لم يمض الدخان بعد بل هو من أمارات الساعة كما تقدم من حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة ونحن نتذاكر الساعة فقال صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات طلوع الشمس من مغربها والدخان والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخروج عيسى بن مريم والدجال وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس أو تحشر الناس تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا تفرد بإخراجه مسلم في صحيحه
و في الصحيحين عن ابن مسعود أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابن صياد إني خبأت لك خبأ قال هو الدخ فقال صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك قال وخبأ له رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين وهذا فيه إشعار بأنه من المنتظر المرتقب وابن صياد كاشف على طريقة الكهان بلسان الجان وهم يقرطمون العبارة ولهذا قال هو الدخ يعني الدخان فعندها عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم مادته وأنها شيطانية فقال صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك ثم قال ابن جرير وحدثني عصام بن رواد بن الجراح حدثنا أبي حدثنا سفيان بن أبي سعيد الثوري حدثنا منصور عن ربعي بن حراش قال سمعت حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أول الآيات الدجال ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا والدخان قال حذيفة رضي الله عنه يا رسول الله وما الدخان فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ثم يغشى الناس هذا عذاب أليم يملأ مابين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره قال ابن جرير لو صح هذا الحديث لكان فاصلا وإنما لم أشهد له بالصحة لأن محمد بن خلف العسقلاني حدثني أنه سأل روادا عن هذا الحديث هل سمعه من سفيان فقال له لا قال فقلت أقرأته عليه قال لا قال فقلت له أقرئ عليه وأنت حاضر فقال لا فقلت له فمن أين جئت به فقال جاءني به قوم فعرضوه علي وقالوا لي اسمعه منا فقرءوه علي ثم ذهبوا به فحدثوا به عني أو كما قال وقد أجاد ابن جرير في هذا الحديث ههنا فإنه موضوع بهذا السند وقد أكثر ابن جرير من سياقه في أماكن من هذا التفسير وفيه منكرات كثيرة جدا ولا سيما في أول سورة بني إسرائيل في ذكر المسجد الأقصى والله أعلم وقال ابن جرير أيضا حدثني محمد بن عوف حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم أنذركم ثلاثا الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينفخ حتى يخرج من كل مسمع منه والثانية الدابة والثالثة الدجال ورواه الطبراني عن هاشم بن مرثد عن محمد بن إسماعيل بن عياش به وهذا إسناد جيد وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو زرعة حدثنا صفوان حدثنا الوليد حدثنا خليل عن الحسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يهيج الدخان بالناس فأما المؤمن فيأخذه كالزكمة وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه ورواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه موقوفا وروي عن سعيد بن عوف عن الحسن مثله وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي الله عنه قال لم تمض آية الدخان بعد يأخذ المؤمن كهيئة الزكام وتنفخ الكافر حتى ينفد وروى ابن جرير من حديث الوليد بن جميع عن عبد الملك بن المغيرة عن عبد الرحمن بن البيليماني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكام ويدخل مسامع الكافر والمنافق حتى يكن كالرأس الحنيذ أي المشوي على الرضف ثم قال ابن جرير حدثني يعقوب حدثنا ابن علية عن ابن جريج عن عبد الله بن أبي مليكة قال غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال ما نمت الليلة حتى أصبحت قلت لم قال قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن ابن أبي عمر عن سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن عبد الله بن أبي مليكة عن ابن عباس رضي الله عنهما فذكره وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرهما التي أوردوها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة مع أنه ظاهر القرآن قال الله تبارك وتعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين أي بين واضح يراه كل أحد وعلى به ابن مسعود رضي الله عنه إنما هو خيال رأوه في أعينهم من شدة الجوع والجهد وهكذا قوله تعالى يغشى الناس أي يتغشاهم ويعميهم ولو كان أمرا خياليا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه يغشى الناس
ــــــــــ
إذاً و الله أعلم فإن الدخان من الآيات التي لم تقع بعد و قد يكون وقوع هذه الآية قريب أي في فتنة السراء التي نحن نعيش في أول أحداثها و سواء كان الدخان نتيجة لما سيسببه هذا المذنب أو أن المذنب هو إشارة لقرب ظهور الدخان أي أن المذنب هو إشارة لحدوث حرب كونية ذات طابع كيماوي و نووي تكون هي السبب في حدوث هذا الدخان و الله أعلم
و بذلك تكون هذه الآية واقعة على الأرض يعذب بها الله الكافرين و ينصر بها المؤمنين و ذلك بسقوط مذنب على الأرض كما رأينا في حديث أبن عباس رضي الله عنه
( قال غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال ما نمت الليلة حتى أصبحت قلت لم قال قالوا طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق فما نمت حتى أصبحت )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شبهات حول الدجال
سؤال
1) هل الآيات التي يأتي بها الدجال هي من قبيل الحيل العلمية :؟؟؟
جواب
الصحيح أن هذا الأمر قد راج كثيرا في الآونة الأخيرة عند الناس كما بينا في فصل سابق
لم يعد بمقدور الناس الفصل بين الآيات الربانية و التي يتم فيها خرق النواميس الكونية و بين الحيل و العجائب العلمية على الرغم من تباين الاثنان و اختلافهم
و الصحيح أن الناس لا تريد التفكير في أي شيء بعيد عن القوانين و النظريات و كأن كل شيء في الكون تسيره و تضبطه القوانين التي توصل إليها البشر
متناسين أن الأمر كله بيد الله يفعل ما يشاء و لا راد لحكمه و قضاءه
و لو تفكرنا قليلا في معجزات الرسل لوجدنا أن ما يأتي به الدجال أهون و أقل مما أتى به هؤلاء الرسل
بالرغم من أن معجزاتهم كانت خارقة للعادة و لا تخضع إلا لقانون كن فيكون
و الذي لا سلطان إلا لله عليه
فإن كان الدجال سيحيي رجل بعد أن يقتله و ذلك بإذن الله فقد أحيى عيسى عليه السلام أشخاص
و إذا حكم الدجال في نفر من الجن الكافر فإن سليمان عليه السلام قد حكم الجن مسلمه و كافره
و إذا جاء الدجال بجبال من الطعام فإن محمد عليه الصلاة و السلام قد أطعم و سقى الآلاف من بضع لقيمات و كوز ماء كل هذا بإذن الله
إذاً فكما أجرى الله المعجزات الخارقة للقوانين البشرية على أيدي الرسل لهداية الناس
كذلك يمكن أن يجري الله مثل هذه المعجزات على أيدي الكفرة ليختبر الناس و يفتنهم و ذلك كي يميز الخبيث من الطيب و ذلك في ظروف زمنية و بشرية أختارها الله و حذر منها على ألسنة الرسل
من زمن نوح عليه السلام إلى زمن محمد عليه الصلاة و السلام
و مسألة أن تكون معجزات الدجال من قبيل الخوارق العلمية هي مسألة مرفوضة بتاتا و لأسباب كثيرة
فلو فرضنا أن الدجال سيظهر قريبا على زعم بعض من خاض في مباحث الفتن
و كان جل ما يأتي به الدجال من قبيل المخترعات العلمية فصدقوني أنه لن تكون لدعوته الباطلة أي تأثير على عقول الناس خصوصا و نحن اليوم في أوج مرحلة علمية يتوقع فيها من المخترعات ما لا يخطر على قلب بشر
و لو تصورنا أن دولة من الدول ستخترع سفينة فضائية تسير بسرعة الضوء
كذلك تمكنهم من اختراع أجهزة يمكن لها أن تسوق الغيم و تنزل المطر في أماكن محددة لما كان لهذا الاختراع من أن يضل الناس فهذا الاختراع يبقى نتيجة تطور سلسلة من الاختراعات العلمية كاختراع الصاروخ و الطائرة و طبيعي أن يتوقع الناس العلمانيين و الذين سيكونون على رأس من يتبع الدجال
التقدم في زيادة المركبات حتى تصل أي سرعة موجودة
إذاً لا سبيل للدجال من أن يضل الناس بالعلم في عصر العلم
فمثله كمثل الذي يبيع الماء في حارة السقايين
إذاً هل يكون معجزات الدجال من قبيل الاختراع العلمي في زمن آخر تزول فيه الحضارة و تنسى فيه المخترعات العلمية ؟؟؟
أظن و الله أعلم أن هذا التوقع أيضا باطل ذلك أن يصعب على الناس نسيان أحداث تاريخية حتى لو مر عليها عقود من الزمن , كما أنه يبقى هناك أمر سيجري على يد الدجال لا يمكننا قبوله لا في عصرنا و لا في أي عصر آخر ,
إنها مسألة إحياء الموتى
هذا الأمر الذي لا يمكن المراء فيه
فالدجال سيسلط على رجل واحد
واحد فقط يميته ثم يحييه بإذن الله و كونه شخص واحد كما جاء في الصحيح
فهذا يؤكد أن العملية ليست خدعة بل هي حقيقة أجراها الله على يديه ثم سلبها منه
ليعلم الناس بأنه ليس الله بل هو الدجال
نحن نعلم أن آخر ما جاءنا حول مكان الدجال و بيان حاله هو حديث تميم الداري رضي الله عنه
جزء من حديث في صحيح مسلم ج: 4 ص: 2262
لما انقضت عدتي سمعت نداء المنادي منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال ليلزم كل إنسان مصلاه ثم قال أتدرون لم جمعتكم قالوا الله ورسوله أعلم قال إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم أرفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس فجلسوا في فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قالوا وما الجساسة قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة قال فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت أنا الجساسة قلنا وما الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة فقال أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يثمر قلنا له نعم قال أما إنه يوشك أن لا تثمر قال أخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا عن أي شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء قال أما إن ماءها يوشك أن يذهب قال أخبروني عن عين زغر قالوا عن أي شأنها تستخبر قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال أخبروني عن نبي الأميين ما فعل قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب قال أقاتله العرب قلنا نعم قال كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه قال لهم قد كان ذلك قلنا نعم قال أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإني مخبركم عنى إني أنا المسيح وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين يوم إلا مكة وطيبة فهما محرمتان على كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعني المدينة ألا هل كنت حدثتكم ذلك فقال الناس نعم
قال فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ألا أنه في بحر الشام أو بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق قالت فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ــــــــــــــــــــــ
تميم الداري رضي الله عنه يصف لنا حالة الدجال مقيد في جزيرة من جزر البحر و رسول الله صلى الله عليه و سلم يوافق تميم رضي الله على ما جاء به بل يؤكد بأن ما قاله تميم يوافق ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أخبره للناس عن الدجال و في هذا الأمر فائدتان
الأولى : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ترك شكه بابن صياد بعد أن نزل عليه وحي في ذلك فأخبره بما حدث الناس عن الدجال موافقا للحديث الذي ذكره تميم الداري رضي الله عنه
حيث أخبر الناس أن الدجال كائن في جزيرة من جزر البحر و هو لن يدخل المدينة و مكة لأنه محرم عليه دخولهما
بينما أبن صياد في تلك الأثناء كان حرا طليقا في المدينة و حتى في مكة أيضاً
الأمر الثاني : يعتبر إقرار الرسول عليه الصلاة و السلام لحديث تميم بأن الدجال مقيد في جزيرة من جزر البحر , كلاماً قطعي لا يقبل التأويل أو التبديل في كون الدجال موجود ذلك الزمان و مسجون في أحد جزر البحر حتى يأذن الله له بالخروج و ذلك بعد أن تتم جميع العلامات التي سأل عنها الدجال لأولئك الرجال في الجزيرة بوقت يعلمه الله وحده
و كل من يأتي بكلام غير هذا فهو مطالب بحديث صحيح يثبت فيه إمكانية خروج الدجال قبل الزمن الذي قدره الله عزة و جل و هذا ينفي مزاولة الدجال للعلم أو المخترعات
طبعا نحن لا ننفي إمكانية اتصال الشياطين به و هو موثق في مكانه و ذلك لأن أبن صياد قد أقر بمعرفته لمكانه كما جاء الصحيح ,
لكننا نتوقف في هذا الأمر و لا نعطيه أي قيمة أو تأويل طالما أننا لا نمتلك أي دليل على إمكانية اتصال الناس به , كما أن كلام أبن صياد قد يكون كاذب فهو دجال من الدجاجلة
الأمر الأخر : المتابع لكلام الدجال في الحديث السابق يعلم آن هذا الرجل يدرك ما هو مقدم عليه
فهو يعلم علامات خروجه و يعلم أن الإسلام حق و إن إتباع الإسلام خير للناس و هو يعلم إذا خرج في الناس فلن يلبث فيهم سوى أربعين يوم و لن يستطيع دخول المدينة و مكة و حتى أنه يعلم من سيكون قاتله بدليل ذوبانه لدى رؤيته لعيسى عليه السلام
إذن سؤلنا من أين علم هذا الرجل كل هذه التفاصيل ؟و كأنه مهيأ لمهمة ما ينتظر الزمن الذي ينجزها فيه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فهل عُرضت عليه هذه المهمة فأختارها أو أنه ينفذها طاعة لله أو أنه مجبر على عملها ؟؟
طبعا أن يكون الأمر طاعة لله فهذا مرفوض مطلقاً , و يظهر ذلك في وصف الرسول عليه الصلاة و السلام له بالخبث و الدجل و خلال ما يقوم به في فترة خروجه
كذلك لو كان الأمر من الدجال طاعة لما كان الله ليحبسه في جزيرة لزمن لا يعلمه إلا الله يعاني خلالها من التعذيب و القيد الشيء الكثير
إذاً ظاهر الأمر أن الدجال رجل فاسد الطوية يعلم الحق و ينكره عرض عليه فوافق فمثله كمثل الشيطان باع الآخرة بالدنيا و دليل قولي هذا تمني أبن صياد أن يقوم مقام الدجال
صحيح مسلم ج: 4 ص: 2242
2927 حدثنا يحيى بن حبيب ومحمد بن عبد الأعلى قالا حدثنا الفاء قال سمعت أبي يحدث عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال قال لي بن صائد ثم وأخذتني منه ذمامة هذا عذرت الناس مالي ولكم يا أصحاب محمد ألم يقل نبي الله صلى الله عليه وسلم إنه زفر وقد أسلمت قال ولا يولد له وقد ولد لي وقال إن الله قد حرم عليه مكة وقد حججت قال فما زال حتى كاد أن يأخذ في قوله قال فقال له أما والله إني لأعلم الآن حيث هو وأعرف أباه وأمه قال وقيل له أيسرك أنك ذاك الرجل قال فقال لو عرض علي ما كرهت
إذا لو عرض على أي دجال صغير ما عرض على المسيح الدجال لما كره هذه الأمر لأن هؤلاء غايتهم الدنيا و لا نصيب لهم بالآخرة
لعلك أخي قد رأيت أن الدجال ليس شخص كأي شخص يتمكن بالسحر و الشعوذة أو حتى بقدرته على تسخير العلم لخداع الناس و إضلالهم بل هو شخص قبل بالقيام بهذه المهمة بمحض إرادته بدليل معرفته لكل تفاصيلها
و هذا غيب لا يعلمه إلا الله و من كان هذا حاله و هذه المهمة مهمته فحريا به أن يمده الله بكل أسباب الفتنة
ليحق القول على أناس علم الله نفاقهم و أناس علم الله إيمانهم فجاءت هذه الفتنة لتكون الشهادة القطعية التي تزكيهم عند ربهم فيكون بحق الزمرة الطاهرة خاتمة أمة محمد صلى الله عليه و سلم
و الآن دعونا نثبت آن ما بيد الدجال من أسباب الفتنة هي آيات أعطاها الله له
صحيح مسلم ج: 4 ص: 2250
35 حدثنا علي بن حجر السعدي وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لابن حجر قال إسحاق أخبرنا وقال بن حجر حدثنا جرير عن المغيرة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش قال ثم اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة لأنا بما مع الدجال أعلم منه إن معه نهرا من ماء ونهرا من نار فأما الذي ترون أنه نار ماء وأما الذي ترون أنه ماء نار فمن أدرك ذلك منكم فأراد الماء فليشرب من الذي يراه أنه نار فإنه سيجده ماء قال أبو مسعود هكذا سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
ـــــــــــــــــ
حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يعلم عن الفتن التي بين يدي الدجال أكثر من الدجال نفسه
فهل يعقل أن يصنع الدجال و يخترع و لا يعلم ما كنه ما أخترع ؟؟؟
تصوروا رجل يصنع أتون من النار و يموهه ثم يزرع بستانا من الأشجار و يموهه أيضاً فهل يعقل أن يدخل هذا الرجل أصحابه و مريديه إلى الأتون و يدخل رافضيه و مبغضيه إلى البستان ؟
الأمر ليس معقول طبعا كما أنه يرد هنا سؤال مهم ؟؟
ما الذي ربط بستان هذا الرجل بجهنم ؟؟ و ما الذي ربط أتونه بجنة الخلد ؟؟
هل بلغ من العلم هذا المبلغ أفتونا يرحمكم الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذن الدجال آتاه الله آيات فأخذ بظاهر ما يرى فظن كما يظن الناس أن ما يره جنة هي الجنة حقيقة و إن ما يراه نار هو النار حقيقة
و كيف لا تكون كل هذه الآيات هي مما أعطاه الله للدجال لكي تكون فتنته عظيمة على النفس
و الله هو الذي أمر السماء قبل خروج الدجال بثلاث سنوات بأن لا تمطر و أمر الأرض بأن لا تنبت كل هذا لتكون فتنة الدجال قوية على أنفس الضعفاء و المنافقين و هو الذي جعل التسبيح و التهليل يجري من المؤمنين مجرى الطعام و الشراب تثبيتا لهم
و هل يستطيع الدجال بالعلم أن يميت إنسان و يحييه باطلا ما كانوا يفترون
و من هو الذي سمح للشياطين بأن يكونوا خير عون مادي للدجال يُلبّسون معه على الناس أمرهم فيتبعهم الذي في قلبه مرض و ينجوا المؤمنين و أنتم تعلمون أن الشياطين و منذ بداية الدعوة الإسلامية قد تحجم دورهم فلا هم يستطيعون الجلوس في مقاعد الاستماع لخبر السماء و لا هم قادرين على الظهور للناس بالصورة التي ستكون في زمن الدجال
إذاً المسألة ليست مسألة رجل يضل الناس بما لديه من علم
بل هو رجل آتاه الله من العجائب ما لا يثبت أمامها إلا المؤمنين
شبهة خرجات الدجال
كثرت التفسيرات و التأويلات التي تتحدث عن خرجات الدجال و معانيها
حيث تعددت النصوص التي تبين أماكن خروجه فتارة من خرسان و أخرى من أصفهان و مرتا من العراق و أخرى خلة بين الشام و العراق
و الصحيح أن الأمر لا لبس فيه أن شاء الله
فكل هذه المسميات هي لمسمى واحد أو على أبعد تقدير هي لمناطق متجاورة جدا
فالعراق ثلاث مناطق , العراق الأول و الثاني و عراق العجم الذي يضم الأهواز و أصفهان و أجزاء من خرسان و الله أعلم و بجميع الأحول
و حتى لو كانت هذه المناطق مختلفة و غير متجاورة فالأمر بخصوص خروج الدجال منها أمر لا لبس فيه فهو يخرج من هذه الأماكن بحالات و فترات مختلف و دعونا نبين كيف يكون ذلك
أولا : الدجال يعيش مقيدا في جزيرة من جزائر البحر في الشرق من المدينة كما أشار لذلك رسولنا صلى الله عليه و سلم و هذا المقام دائم للدجال حتى يأذن الله بخروجه فيسيح في الأرض أربعين يوم ,,يوما كسنة و يوم كشهر و يوما كجمعة و بقية أيامه كاليوم الطبيعي
ماذا يفعل الدجال إذا خرج ؟؟؟
الدجال كشخص لا يساوي شيء بدون أنصاره فهو دجال من الدجاجلة الذين حذرنا منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو بحاجة إلى أنصار و معاونين لتحقيق مأربه و لتتم سطوته ,, لذلك سيكون على الدجال في اليوم الأول من خروجه مهمة شاقة
آلا و هي تجميع الناس حوله من أجل قتال المؤمنين فهو كرجل لا يستطيع ذلك و لا حتى قتل البعض منهم
لذلك فخروجه الأول سيكون في الأماكن القريبة من مكان أقامته في الجزيرة و سيتركز اهتمامه على شرار الخلق و كفارهم بعيدا عن مركز الدولة في الشام و الأماكن المحصنة منه كمكة و المدينة
لذلك تراه يسعى في الأرض فلا يترك منهل من مناهل الماء و هو كناية عن أماكن تجمع البشر إلا و يقصده ليجمع حوله المنافقين و الكفرة
سلسة الأحاديث الصحيحة المجلد السادس 2 2934 الصحيح
( أنذركم الدجال ، أنذركم الدجال ، أنذركم الدجال ، فإنه لم يكن نبي إلا وقد أنذره أمته ، وإنه فيكم أيتها الأمة ، وإنه جعد آدم ، ممسوح العين اليسرى ، وإن معه جنة ونارا ، فناره جنة وجنته نار ، وإن معه نهر ماء ، وجبل خبز ، وإنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ، لا يسلط على غيرها ، وإنه يمطر السماء ولا تنبت الأرض ، وإنه يلبث في الأرض أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل ، وإنه لا يقرب أربعة مساجد: مسجد الحرام ، ومسجد الرسول ، ومسجد المقدس والطور ، وما شبه عليكم من الأشياء ، فإن الله ليس بأعور ( مرتين ) .
فيجمع حوله شذاذ الأفاق و المنافقي�
عدد زيارات الموقع
1,306,694
ساحة النقاش