الدنيا مليئة بالمشاكل كما نعلم ولكن الناس ينقسمون إلى قسمين تجاه تلك المشاكل فقسم يستفيد منها وينمي عقله وفكره وأما القسم الآخر فإنه إذا أصيب بمشكلة فإنه يصاب بأخرى وهكذا والسؤال هنا: كيف يستفيد ذاك ويصاب هذا بأخرى؟
الجواب بسيط وهو أن القسم الأول عندما يصاب بمشكلة فإنه لا يفكر في المشكلة ولكنه يفكر في حل لهذه المشكلة وقد يخطئ في بعض الحلول ولكنه لا بد أن يصيب وهذا يختلف حسب مدارك الناس وعقلياتهم فجرب مثلاً أن تغلق الباب على طفل والمفتاح في يده ولكن ردة فعل الطفل ستكون بالصراخ والطرق على الباب مع أن المفتاح بيده ويستطيع فتح الباب في اللحظة التي يريد ولكنه في هذه الحالة فكر في المشكلة ولم يفكر في الحل مع أن الحل أمام عينيه ولكن إذا أغلقت الباب على فتى والفتاح معه فلن يفكر في أن يصرخ أو يطرق الباب لأنه يعلم أن الحل سهل وهكذا .
أما القسم الآخر فهو كذلك الصبي لا يفكر إلا في المشكلة التي فيها فمثلاً إذا وقع في حفرة في غابة فإنه يرتعد خوفاً وتتولد لديه مشاكل يستطيع تجنبها فسيكفر ، كيف يشرب ولا يوجد لديه ماء ، ماذا لو خرج له من الحفرة شيء من الزواحف ؟ وهكذا تتوالى عليه تلك الأفكار وبذلك ينشغل عن التفكير في حل هذه المشكلة حتى يموت من الخوف ومن العطش ومن أي شيء آخر فكر فيه وأذكر هنا قصة سمعتها عن هذا الموضوع :
في ذات يوم وبينما رجل مسافر في الطريق استوقفه أحد الرجال وكأنه يطلب مساعدته توقف ذلك الرجل وترجل من سيارته وفجأة هاجمه الرجل الذي طلب منه المساعدة وأخذ ماله ووضعه في حقيبة السيارة ارتبك ذلك الرجل وأخذ يصرخ ويضرب في حديد السيارة ولكن دون جدوى حتى عثر عليه وقد مات وبعد العزاء بأيام أراد أحد أقاربه أن يعرف كيف حبس قريبه في السيارة ولم يستطع الخروج فدخل حقيبة السيارة وأغلق على نفسه وأخذ يبحث عن مخرج وإذا به يرى قفل الحقيبة فحركه ورفعه فانفتحت الحقيبة وخرج واستغرب كيف لم يفطن قريبه إلى ذلك ولكن الجواب هو أن قريبه كان خائفاً مرتبكاً يفكر في أنه سيموت لأنه في طريق سفر وقليل من يمرون من هنا فحاول محاولات حابثة بالضرب والصراخ حتى أنهكت قواه ومات بينما الآخر كان يفكر عن المخرج وليس في أنه سيموت .,
فمن كل مشكلة خلاص ولكن تحتاج إلى تفكير سليم
عدد زيارات الموقع
1,306,722
ساحة النقاش