أول خطبة ألقيت بعد تحرير بيت المقدس على لسان القاضي محيي الدين محمد بن زكي الدين علي القرشي رحمه الله بين يدي القائد "صلاح الدين"... تم اختيار هذا القاضي الجليل من بين 4 أئمة فصحاء لإلقاء هذه الخطبة القيمة... إليكم مقتطفات منها:
الخطبة الأولى:
الحمد لله معز الإسلام بنصره، مذل الشرك بقهره ومصرف الأمور بأمره...
أيها الناس أبشروا برضوان الله الذي هو الغاية القصوى والدرجة العليا، لما يسّره الله على أيديكم من استرداد هذه الضاله من الأمة الضالة وردها ألى مقرها من الإسلام بعد ابتذالها في أيدي المشركين قريباً من مائة عام، وتطهير هذا البيت الذي أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه، وإماطة الشرك عن طرقه بعد أن امتد عليها رواقه، واستقر فيها رسمه..
فلولا أنكم ممن اختاره الله من عباده واصطفاكم من سكان بلاده لما خصّكم الله بهذه الفضيله التي لا يجاريكم فيها مجار ولا يباركيم في شرفها مبار، فطوبى لكم من جيش ..
فقدروا رحمكم الله هذه النعمة حق قدرها وقوموا لله قانتين بواجب شكرها فله تعالى المنة عليكم بتخصيصكم بهذه النعمة، وترشيحكم لههذه الخدمة .. فماذا عليكم من النعمة أن جعلكم الجيش الذي يفتح على يديه البيت المقدس في آخر الزمان، والجند الذي تقوم بسيوفهم بعد فترة من النبوة أعلام الإيمان ..
فاحمدوا الله الذي أمضى عزائمكم... وجمع لأجله كلمتكم وكانت شتى، .. وإياكم أن يستزلكم الشيطان، وأن يتداخلكم الطغيان فيخيل لكم أن هذا النصر بسيوفكم الحداد، وخيولكم الجياد...
لا والله ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، فاحذروا عباد الله بعد أن شرّفكم الله بهذا الفتح الجليل... أن تقترفوا كبيرا من مناهيه، وأن تأتوا عظيماً من معاصيه ...
الجهاد الجهاد فهو من أفضل عباداتكم، وأشرف عاداتكم، انصروا الله ينصركم، احفظوا الله يحفظكم أذكروا الله يذكركم، اشكروا الله يزدكم ويشكركم...
ثم خطب الخطبة الثانية على عادة الخطباء مقتصره، ثم دعا للإمام الناصر خليفة العصر ثم قال:
الخطبة الثانية:
اللهم أدم سلطان عبدك الخاضع لهيبتك، الشاكر لنعمتك، المعترف بموهبتك، سيفك القاطع وشهابك ... الملك الناصر، جامع كلمة الإيمان، وقامع عبدو الصلبان صلاح الدين والدنيا، سلطان الإسلام والمسلمين، مطهّر اليت المقدس من أيدي المشركين، ....اللهم اشكر عن محمد صلى الله عليه وسلم سميه... اللهم أثبت الملك فيه وفي عقبه إلى يوم الدين، واحفظ بنيه الغر الميامين، وإخوانه أولي العزم والتمكين، وشد عضُده ببقائهم، واقض بإعزاز أوليائه وأوليائه.. ...فارزقه الملك الأبدي الذي لا ينفذ في دار المتقين، وأجب دعاءه في قوله "رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ".
هذا دعاء صادق بحق لا نفاق فيه وذلك ببساطة لأنه حاكم يستحق الدعاء
الرجاء قراءة هذه الكلمات المنيرة بتمعن.. متى سيقف إمام مسلم لإلقاء خطبة " النصر و الفتح" على منبر بيت المقدس؟
عدد زيارات الموقع
1,306,723
ساحة النقاش